قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد ان المحادثات التي اجراها الرئيس حسني مبارك مع نظيره الاسرائيلي شمعون بيريز الاحد تأتي في اطار الجهود المستمرة سواء اقليمية او دولية لاحياء عملية السلام.
واضاف عواد للصحافيين عقب اجتماع بين الجانبين المصري والاسرائيلي ان هذه المحادثات تهدف الى تهيئة الاجواء للشروع في مفاوضات فلسطينية - اسرائيلية مباشرة تكفل نجاحها و تحقق سلام طال انتظاره بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
وأشار الى انها تأتي لمتابعة الاتصالات التي أجراها الرئيس مبارك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أخيرا ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس اضافة الى جهات عربية ودولية حول هذه القضية.
واوضح عواد أن الهدف من هذه المحادثات أن تظل عملية السلام جادة وأن تكون المفاوضات في اطار زمني محدد وفق مرجعيات سلام واضحة.
وقال أن الرئيس مبارك ركز في مشاوراته على وجود رغبة أكيدة في التوصل الى سلام باطلاق مفاوضات مباشرة بعد أن أعطت لجنة المتابعة العربية الضوء الاخضر للرئيس الفلسطيني للانتقال من التفاوض غير المباشر الى التفاوض المباشر.
وأشار عواد الى أن هناك الكثير من الاستحقاقات على الأرض في اطار الاجراءات المطلوبة من اسرائيل من قبيل بناء الثقة سواء في الضفة الغربية مثل وقف الاقتحامات ورفع الحواجز وتسهيل انتقال الفلسطينيين وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
واضاف "هناك أيضا استحقاقات بناء الثقة المطلوبة في قطاع غزة مثل انهاء حالة الحصار والذي يسبب معاناة لأكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في غزة".
وقال ان الرئيس الاسرائيلي أكد للرئيس مبارك التزام اسرائيل والائتلاف الحاكم الحالي في اسرائيل برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالسلام.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت المحادثات بين الجانبين قد تناولت ضرورة وقف المستوطنات قال السفير عواد ان هذا الموضوع يدخل في اجراءات بناء الثقة المطلوبة "حيث أن الاستيطان كما ذكر الرئيس مبارك مرارا وراء الأبواب المغلقة في مشاوراته مع القادة الدوليين والاقليميين وكما ذكر علنا في خطاباته يلتهم الاراضي الفلسطينية". واضاف ان "الخوف الحالي والحقيقي هو ألا يتبقى للشعب الفلسطيني من الأراضي ما يقيم عليه في المستقبل دولته المستقبلية".
وردا على سؤال حول ما اذا كانت واشنطن ستتعامل بحيادية مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي خلال المفاوضات المباشرة اذا ما تم اطلاقها قال السفير عواد أن الرئيس الامريكي باراك أوباما أكد مرارا منذ توليه منصبه التزامه بعملية السلام.
واضاف "أما بشأن حيادية واشنطن فهذا متروك للزمن ودعونا نترقب مواقف الادارة الامريكية ولكن عليها ان ترعى بحسن نية وجدية المفاوضات التي دعت اليها وأن يأخذ هذا الالتزام الامريكي بالسلام نهجا يثبت على أرض الواقع ان الولايات المتحدة راعية للسلام بحيادية وتجرد لأن هذا السلام طال انتظاره".
وردا على سؤال حول ما اذا كان موقف حركة المقاومة الاسلامية (حماس) سيمثل حجر عثرة امام انطلاق المفاوضات المباشرة قال السفير عواد ان "هذا الانقسام المؤسف لا يجعل المفاوض الفلسطيني يتحدث بصوت فلسطيني واحد".
بيد انه استطرد قائلا "لكن ان استطاع الرئيس أبومازن بدعم عربي واقليمي ودولي أن يتوصل الى اتفاق سلام بعد مفاوضات جادة ومستمرة يستطيع أن يذهب به الى شعبه ويقول هذا ما استطعت أن أحصل عليه". واضاف في هذا الصدد ان "كان هذا الاتفاق محققا لاستحقاقات تمليها الشرعية الدولية تنهي الاحتلال وتقيم الدولة الفلسطينية فأعتقد أن الرئيس الفلسطيني سيحظى بتأييد كاسح من شعبه الذي طالت معاناته ولن يستطيع أحد سواء (حماس) أو غيرها أن يقف أمام هذا التيار الجارف المتطلع للسلام والمتطلع لحياة كريمة في دولة فلسطينية مستقلة".
وانعقد اللقاء بمبادرة الرئيس المصري الذي دعا بيريز الى القاهرة. ويعود اخر لقاء بينهما الى تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وتضغط الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على الفلسطينيين لبدء محادثات مباشرة مع اسرائيل في حين لم تسجل المفاوضات غير المباشرة التي اطلقت في ايار/مايو تحت رعاية الولايات المتحدة اي تقدم.