واشنطن ترحب بموقف الجامعة العربية من نظام القذافي

تاريخ النشر: 12 مارس 2011 - 05:04 GMT
سحب الشرعية من القذافي
سحب الشرعية من القذافي

أيدت الولايات المتحدة يوم السبت دعوة الجامعة العربية لمجلس الامن بفرض حظر للطيران فوق ليبيا وقالت واشنطن انها تستعد "لكل الحالات الطارئة".

وأضاف البيت الابيض في بيان "نرحب بهذه الخطوة المهمة من جانب الجامعة العربية التي تعزز الضغط الدولي على القذافي والدعم للشعب الليبي."

وطلبت الجامعة العربية من مجلس الامن الدولي فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا مما يوفر تأييدا اقليميا قال حلف شمال الاطلسي انه مطلوب لاي اجراء عسكري.

وقال البيت الابيض "المجتمع الدولي متحد في توجيه رسالة واضحة بأن العنف في ليبيا يجب أن يتوقف وأنه لا بد من محاسبة نظام القذافي."

وأضاف "ستستمر الولايات المتحدة في تعزيز جهودنا للضغط على القذافي ودعم المعارضة الليبية والاستعداد لكل حالات الطوارئ بتنسيق وثيق مع شركائنا الدوليين."

وقال حلف الاطلسي يوم الخميس ان دعما عربيا قويا أحد العوامل المطلوبة للتحرك لفرض منطقة حظر طيران. وأضاف أيضا أن الامر سيتطلب مزيدا من التخطيط مع الامم المتحدة.

وقالت الولايات المتحدة ان منطقة حظر الطيران تظل خيارا للضغط على القذافي مع تأكيد الحاجة الى التخطيط بعناية لاي تدخل وتقدير التداعيات المحتملة.

وامس السبت اتفق أعضاء جامعة الدول العربية على الدعوة لفرض منطقة حظر جوي على ليبيا لحقن الدماء في ظل القتال الذي تقوده القوات الموالية للزعيم معمر القذافي ضد معارضيه كما قرروا فتح حوار واتصالات مع المعارضة الليبية

جاء ذلك فيما تمكنت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي من استعادة مدينة رأس لانوف الاستراتيجية المنتجة للنفط بشمال ليبيا من قوات المعارضة، وذلك بعد قتال استمر عدة أيام.

ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن دبلوماسيين مشاركين في اجتماع طارئ للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية قولهم إن الوزراء اتفقوا على دعوة مجلس الأمن الدولي لتحمل مسؤولياته بفرض الحظر الجوي. وذكر دبلوماسيون إن الوزراء اتفقوا كذلك على فتح قنوات اتصال مع المجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا لمساعدة الشعب الليبي.  وقبل الاجتماع، دعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى فرض منطقة حظر جوي على ليبيا، وأعرب عن أمله في أن تلعب الجامعة العربية دورا في إقامتها.

وقال موسى في مقابلة مع مجلة دير شبيجل الألمانية "لا أعرف كيف ستفرض المنطقة أو ما الجهة التي ستفرضها، هذا يبقى قيد النظر. الجامعة العربية بوسعها كذلك أن تلعب دورا، وهذا ما سوف أوصي به."

وأضاف "اتحدث عن تحرك إنساني، يتعلق، بالإضافة إلى منطقة الحظر الجوي، بدعم الشعب الليبي في معركته من أجل الحرية في مواجهة نظام يزداد تغطرسه."

قد اكد سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي ان بلاده لم تعد ترغب بعضوية الجامعة العربية التي علقت مشاركة ليبيا في اجتماعاتها احتجاجا على استخدام العنف ضد المتظاهرين.

وقال يوسف بن علوي وزير الخارجية العماني يوم السبت 12 مارس/آذار إن الجامعة العربية لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء الأزمة الليبية، مشددا على ضرورة اتخاذ موقف حازم قبل أن تخرجَ الأمور عن نطاقِ السيطرة.

جاء ذلك في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراءِ الخارجية العرب في القاهرة الذي يهدف إلى الخروج بإعلان عربي واحد حيال الأزمة المتفاقمة في ليبيا. واضاف بن علوي ان عدم تحرك العرب بشأن الازمة الليبية قد يؤدي الى اقتتال داخلي أو تدخل خارجي. وأضاف في كلمته الافتتاحية ان الدول العربية يجب أن تتدخل في ليبيا عبر الجامعة العربية وبما يتماشى مع القانون الدولي، مضيفا أن الازمة الليبية تمثل تهديدا لاستقرار الدول العربية. وتابع وزير الخارجية العماني قائلا أنه استنادا على ذلك يجب بحث مختلف الخيارات التي يتطلبها الوضع في ليبيا.

وترفض كل من سوريا والجزائر واليمن مطلقا فرض منطقة حظر جوي على ليبيا وتعارض ذلك بدرجة أقل كل من مصر والسودان، وبالتزامن مع هذا الاجتماع احتشد المئات خارجَ مبنى الجامعة للمطالبة بفرض حصار عربي على الأجواء الليبية من أجل وقف حمام الدماء في ليبيا

على صعيد متصل قال محتجون وسكان لرويترز ان قوات الحكومة الليبية تشن هجوما على مصراتة يوم السبت في محاولة لاستعادة المدينة الاخيرة المتبقية في أيدي المحتجين في غرب البلاد.

وقال أحد المعارضين المسلحين "يحاولون (قوات القذافي) استعادة مصراتة وهم الان على بعد نحو عشرة كيلومترات. في الاثناء قال زعيم المجلس الوطني الليبي المعارض يوم السبت ان المعارضة لديها عدد وافر من المقاتلين لمحاربة قوات الزعيم الليبي معمر القذافي ولكنه قال ان المدنيين قد يعانوا اذا لم يجر فرض قيود على سفنه وطائراته. ففي الشرق استعادت قوات القذافي ميناء راس لانوف النفطي وفي الغرب تم سحق الانتفاضة في الزاوية بعد ايام من الهجمات العنيفة التي شنتها القوات الحكومية.

وردا على سؤال عما اذا كان جزء من قوات المعارضة لم يرسل الى الجبهة قال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الليبي ان المتطوعين على الجبهة الان يشكلون نسبة تقل عن 30 في المئة من الناس المستعدين للذهاب والقتال. وأضاف أن الشعب مستعد ومصمم على محاربة قوات القذافي.

وردا على سؤال عن تأمين امدادات بالسلاح من الخارج قال عبد الجليل وزير العدل السابق في مقابلة مع رويترز ان بعض من يشاركون في الثورة يبذلون جهودا في حدود قدرتهم للحصول على قدر من الاسلحة ولكن المدنيين الليبيين سيعانون اذا لم تفرض منطقة حظر للطيران واذا لم تفرض قيود على سفن القذافي.

وكان المعارضون قد جعلوا أحد أهدافهم السيطرة على مدينة سرت مسقط رأس القذافي قبل أن يطردوا من راس لانوف. وعندما سئل عبد الجليل عما اذا كان من الممكن السيطرة على سرت بدون مساعدة خارجية قال ان الناس في سرت وفي مدن أخرى مثل طرابلس مع الثورة ولكنهم محاصرون وان قوات القذافي تحاصر هذه المدن وان المعارضة عندما تذهب الى هناك انما تذهب لانهاء الحصار لا اكثر.

وأضاف أن المعارضين لم يجروا قط مفاوضات حقيقية مع طرابلس. وأضاف أنهم لم يجروا في الواقع مفاوضات حقيقية مع سيف الاسلام أو أبيه لانهما بدءا باستخدام الذخيرة الحية منذ الايام الاولى لخروج المحتجين الى الشوارع.