الجيش السوري يحاصر بلدة قرب الحدود مع تركيا

تاريخ النشر: 19 يونيو 2011 - 03:29 GMT
خيم للاجئين سوريين عند الحدود التركية
خيم للاجئين سوريين عند الحدود التركية

 

قام الجيش السوري بمحاصرة وعزل قرية قريبة من الحدود السورية التركية يقصدها السوريون الهاربون من القمع للتبضع، حسبما اعلن سكان هذه البلدة الذين فروا منها.
واشار شهود عيان ان بلدة بداما الواقعة على بعد عدة كيلومترات من الحدود اضحت خالية تقريبا من سكانها فيما اقامت قوات الامن السورية مراكز تفتيش على الطرق المؤدية اليها.
وذكر ركاء العبدون وهو سوري يبلغ من العمر 23 عاما لوكالة فرانس برس "لقد اغلقوا المخبز الوحيد في البلدة ولم يعد باستطاعة السكان الحصول على الخبز" مضيفا "لقد شاهدت الجنود يطلقون النار على صاحب المخبز واصيب في صدره وفي ساقه".
واشار الى انه فر من بداما السبت الا انه عاد اليها الاحد سالكا الطرق الجبلية ووجد البلدة شبه خالية.
واضاف العبدو "ان الجيش يراقب جميع مداخل البلدة ويتحق من الهويات من اجل توقيف المحتجين".
وكان ناشط سوري ذكر السبت ان نحو خمس دبابات وآليات عسكرية بالاضافة الى 15 ناقلة جند وحافلات وسيارات جيب انتشرت على مداخل البلدة وذلك في اطار الحملة العسكرية والامنية التي بدأها الجيش في ريف مدينة ادلب (شمال غرب).
وادت الاضطرابات الى فرار اكثر من 10 الاف شخص الى تركيا، بحسب السلطات التركية.
وذكر حميد (26 عاما) انه "هرب من بداما السبت مع عائلته بعد ان قام الجنود باطلاق النار عشوائيا في البلدة".
وقال "كنت خارج المنزل عندما فتحوا النار من بعيد، هربنا عبر الجبال وشاهدت دراجتي النارية تحترق".
وتابع "لقد سكبوا البارحة (السبت) المحروقات واشعلوا النار في الجبال لمنع الناس من الهرب".
واعلن صديقه سامي ان "سكان بداما بدأولا بترك البلدة منذ بضعة ايام عندما دخلت المليشيات ورجال المخابرات السورية البلدة واطلقوا النار في الهواء فيها".
واضاف "لم يبق في البلدة سوى الف شخص وغادروها البارحة (السبت)" لافتا الى ان "من بقي هم اللذين يعملون مع النظام".
واستبعد وزير الدفاع الالماني توماس دي ميزير مشاركة برلين في اية عملية يمكن ان يقوم بها حلف الاطلسي في سوريا لوقف حملة القمع الدموية التي يشنها النظام السوري ضد المتظاهرين، وذلك في مقابلة نشرتها مجلة دير شبيغل الاثنين.
وصرح الوزير ان "موقفنا مشابه لموقفنا من ليبيا: لن نشارك".
وقال دي ميزير انه لا يتوقع ان تقوم الامم المتحدة "باصدار قرار من مجلس الامن يتعلق بسوريا" كما فعلت في اذار/مارس بالنسبة لليبيا حيث اصدر المجلس قرارا سمح بالقيام بعمل عسكري لحماية المدنيين.
وانضمت دول اوروبية عديدة وفي طليعتها بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال، الى واشنطن في السعي لاستصدار قرار من مجلس الامن يدين حملة قمع التظاهرات في سوريا، الا ان الصين وروسيا الدائمتي العضوية في مجلس الامن، عارضتا ذلك.
وامتنعت المانيا، العضو غير الدائم في مجلس الامن، عن التصويت على القرار في التصويت الذي جرى في اذار/مارس حول ليبيا، لتكون بذلك الوحيدة بين دول الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي التي تفعل ذلك، ورفضت الانضمام الى الحملة العسكرية التي يشنها الحلف في ليبيا.
ويقوم رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيكوب كيلنبيرغر بزيارة لسوريا تستغرق يومين على ما افاد الاحد المكتب الاعلامي للجنة الدولية في دمشق لوكالة فرانس برس.
وذكر مسؤول الاعلام في مكتب دمشق للجنة الدولية، صالح دباكة لوكالة فرانس برس "ان رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر سيصل سوريا فجر الاثنين في زيارة تستغرق يومين لمناقشة الوضع الانساني في سوريا مع المسؤولين السوريين".
واضاف دباكة "ان كيلنبيرغر سيبحث الدور الذي من شأن اللجنة الدولية لعبه من أجل مساعدة السكان المتضررين" من أعمال العنف الجارية.
واشار دباكة الى ان رئيس اللجنة "سيلتقي خلال زيارته برئيس الوزراء السوري ووزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون الهلال الأحمر السوري و رئيس منظمة الهلال الاحمر العربي السوري".
وكان كيلنبرغر دعا الاسبوع الماضي دمشق الى السماح ب"الوصول الفوري" الى المناطق التي تشهد اعمال عنف معربا عن استعداده للتوجه شخصيا الى سوريا للقاء السلطات هناك.