الثوار يسيطرون على صرمان بعد الزاوية ويهاجمون غربان

تاريخ النشر: 14 أغسطس 2011 - 08:27 GMT
معارضون مسلحون يقفون بالقرب من لوحة ارشادية في وسط مدينة الزاوية
معارضون مسلحون يقفون بالقرب من لوحة ارشادية في وسط مدينة الزاوية

سيطر الثوار الليبيون على مدينتي صرمان والزاوية الاستراتيجيتين غربي طرابلس، وشنوا هجوما على مدينة غربان القريبة، والتي في حال استيلائهم عليها فسيكتمل حصارهم لمعقل القذافي في العاصمة.
وقال متحدث من المعارضة لرويترز ان قوات المعارضة الليبية استولت يوم الاحد على بلدة صرمان الساحلية على بعد 70 كيلومترا غربي طرابلس.
وقال المتحدث واسمه عبد الرحمن بالهاتف من مدينة الزنتان "دخل الثوار اليوم وسط صرمان. هم الان يسيطرون تماما على البلدة. لا يوجد أي قتال هناك الان". ولم يتسن على الفور التحقق من صحة روايته.
وأضاف المتحدث الذي قال انه كان في صرمان في وقت سابق يوم الاحد لرويترز ان عشرة من أفراد قوات المعارضة قتلوا في الاشتباكات وأصيب 34 اخرون. ودخلت قوات المعارضة في وقت سابق مدينة الزاوية التي تقع الى الشرق من صرمان.
وفي وقت سابق الاحد، رفعت قوات المعارضة علمها في وسط بلدة الزاوية الاستراتيجية القريبة من طرابلس في أكبر تقدم لها خلال شهور مما قطع الطريق الرئيسي الذي يربط طرابلس بالعالم الخارجي.
وسيوجه التقدم السريع للمعارضة نحو الزاوية الواقعة على بعد نحو 50 كيلومترا غربي طرابلس ضربة نفسية لانصار القذافي وسيفصل العاصمة ايضا عن الطريق الساحلي السريع الى تونس الذي يمدها بالغذاء والوقود.
لكن لا يوجد مؤشر على وقوع طرابلس تحت تهديد فوري لهجمات المعارضة حيث لا تزال قوات القذافي المدججة بالاسلحة الثقيلة ترابط بين الزاوية والعاصمة. وفشلت محاولات التقدم السابقة التي قامت بها المعارضة على الرغم من الغطاء الجوي الذي يوفره لها حلف شمال الاطلسي.
لكن قوات المعارضة تتمركز الان في افضل مواقع اتخذتها منذ اندلاع الانتفاضة في فبراير شباط ضد حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما. وهي تسيطر الان على الساحل على البحر المتوسط شرق وغرب طرابلس التي تواجه البحر حيث تفرض القوات البحرية لحلف شمال الاطلسي حظرا ولا يوجد في جنوبها سوى صحراء شاسعة خالية.
ونفى متحدث باسم حكومة القذافي يوم الاحد سيطرة المعارضة على الزاوية وقال انها "تحت سيطرتنا الكاملة" لكنه قال ان الاشتباكات تدور بين قوات المعارضة والقوات الحكومية في جيوب صغيرة بمنطقتين قرب طرابلس.
وكانت قوات المعارضة قد تقدمت في وقت متأخر من مساء السبت الى الزاوية على ساحل البحر المتوسط من منطقة الجبل الغربي الواقعة جنوبها دون مقاومة تذكر من القوات الموالية للقذافي.
وقرب سوق الغلال الرئيسي في الزاوية تجول 50 مقاتلا من المعارضة وهم يهتفون "الله اكبر" في علامة على النصر.
وقال مراسل لرويترز ان علم المعارضة بألوانه الاسود والاخضر والاحمر كان يرفرف فوق متجر بوسط الزاوية.
وقال مقاتلون لرويترز انه ما زالت هناك قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي في البلدة بينهم قناصة. وترددت أصداء طلقات المدفعية والمدافع الالية.
بينما قال احد مقاتلي المعارضة ان قوات القذافي ما زالت تسيطر على مصفاة النفط على الحافة الشمالية من الزاوية وهي هدف حيوي لانها المصفاة الوحيدة التي ما زالت تعمل في الغرب الليبي وتعتمد عليها قوات القذافي في الحصول على الوقود.
وذكر المقاتلون ان العاصمة هي هدفهم التالي. وابتسم أحد المقاتلين بينما كان يشير الى لافتة تدل على الطريق السريع بين الزاوية وطرابلس.
وقال بن جفين علي (34 عاما) وهو مقاتل كان صاحب متجر "أنا متأكد ألف في المئة من أننا سنسيطر على الزاوية اليوم ثم ننتقل الى طرابلس."
وعلى مسافة ابعد ناحية الغرب على امتداد الطريق الساحلي قرب معبر رأس جدير الحدودي الرئيسي الى تونس قال سكان محليون في وقت متأخر من مساء السبت ان اشتباكات ضارية دارت بين المعارضين وقوات القذافي التي لا تزال تسيطر على المعبر.
وعندما سئل عن التقارير بشأن هجمات المعارضة في الزاوية وعلى الحدود التونسية وفي بلدة غريان الى الجنوب من طرابلس قال موسى ابراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية ان الزاوية "كلها تحت سيطرتنا تماما."
وقال ان "مجموعة صغيرة من المتمردين" حاولت التحرك في صرمان على الساحل غربي الزاوية وفي القواسم على بعد 80 كيلومترا جنوبي العاصمة.
وقال ابراهيم في مكالمة هاتفية ان الطريق الساحلي المؤدي الى تونس ما زال مفتوحا ولكن الصحفيين منعوا من السفر عليه لحمايتهم من اطلاق النار.
كما ابلغ مقاتل من قوات المعارضة رويترز يوم الاحد أن قوات المعارضة تقاتل القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي للسيطرة على بلدة غريان الواقعة على بعد 80 كيلومترا تقريبا جنوبي العاصمة طرابلس.
وقال المقاتل لرويترز وهو في طريقه بالسيارة الى البلدة "دخلناها (غريان) اليوم. نحن نسيطر على 70 في المئة من غريان. وثمة قتال لا يزال دائرا الان."
وكان متحدث باسم حكومة القذافي قال في وقت سابق يوم الاحد ان غريان ما زالت تحت سيطرة طرابلس. ولم يتسن على الفور التحقق من رواية المقاتل.
وقال مراسل لرويترز في بلدة القواليش التي تبعد نحو 25 كيلومترا الى الغرب من غريان انه يسمع صوت اطلاق نار كثيف قادما من ناحية البلدة. وأمكن رؤية ستة على الاقل من أعمدة الدحان تتصاعد فوق البلدة.
وقال مقاتل للمعارضة في القواليش واسمه ابو بكر عبد الله لرويترز "سمعنا ان قوات القذافي تغادر غريان."
وتقع غريان على الطريق الرئيسي المؤدي شمالا الى العاصمة الليبية. وفي حالة سيطرة المعارضة على البلدة فسيكتمل حصار المعارضة لمعقل القذافي في طرابلس.
وتسيطر المعارضة التي تسعى لانهاء حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما على مناطق شرقي طرابلس بالفعل ودخلت في الاربع والعشرين ساعة الاخيرة بلدة الزاوية الى الغرب من العاصمة في تقدم هو الاكثر اثارة خلال أشهر من القتال.
وفي العاصمة التونسية حيث فر كثير من الليبيين من القتال في بلادهم خرج الليبيون الى الشوارع في وقت متأخر مساء السبت للاحتفال بعد سماعهم تقارير غير مؤكدة عن فرار القذافي واسرته.
لكن لم يكن هناك دليل على اي تغير في طرابلس. وقال التلفزيون الحكومي ان انصار القذافي يتجهون الى مقره في باب العزيزية لاظهار تأييدهم له.
وفي بروكسل اعلن حلف شمال الاطلسي انه يراقب الموقف "المائع" على ارض الواقع.
وقال مسؤول في الحلف "تشتبك القوات الموالية للقذافي والمعارضة له والامر ملتبس حتى الان ولم يرد أي تأكيد بشأن من الذي يسيطر على الزاوية لان الموقف يتغير كل يوم."
وتعتري حالة من الجمود الصراع الى حد بعيد لكن تقدم المعارضة الى ساحل البحر المتوسط قرب طرابلس يمثل تغيرا كبيرا في ميزان القوى.
ومن شأن السيطرة على الطريق السريع الى تونس ان يحدد نتيجة الصراع لان العاصمة بدونه ستكون تحت حصار فعلي.
ولا توجد حركة للسير على الطريق السريع وقال مقاتلو المعارضة هناك انه اغلق.
ويقول القذافي ان المعارضين مجرمون مسلحون ومتشددون تابعون للقاعدة ويصف جملة حلف شمال الاطلسي بأنها عدوان استعماري يهدف الى سرقة ليبيا النفطية.
وتشير الحفر التي خلفتها الانفجارات والبنايات المدمرة والدبابات المحترقة الى ان طائرات حلف شمال الاطلسي الحربية قصفت ايضا اهدافا عسكرية حكومية في طريق زحف قوات المعارضة نحو الزاوية خلال الاسبوع الماضي مقدمة دعما جويا قويا.
والزاوية مسقط رأس كثير من مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون على الجبهة الغربية وسبق ان انتفضت الزاوية مرتين منذ مارس اذار لكن قوات القذافي اخمدت الانتفاضتين.
وقال متحدث باسم المعارضة وأحد المتطوعين في مستشفى ان قوات المعارضة اشتبكت مع جنود القذافي في بلدة البريقة النفطية الا انه لم ترد اليوم اي أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى.
وقال محمد الزواوي مدير المركز الاعلامي للمعارضة في معقله في بنغازي بشرق ليبيا "وقعت اشتباكات الا اننا نتقدم ببطء وهذه هي استراتيجيتنا لاننا نريد تجنب سقوط قتلى وجرحى."
واسفرت ثلاثة ايام من الاشتباكات حتى اليوم عن مقتل 16 من معسكر المعارضة واصابة نحو 50 وقتل ستة على الاقل من قوات القذافي.