الثوار يتكبدون خسائر كبيرة بالبريقة والقذافي لن يستسلم

تاريخ النشر: 20 يوليو 2011 - 03:15 GMT
ثوار قرب البريقة
ثوار قرب البريقة

 لقي 18 مقاتلا من الثوار حتفهم وأصيب نحو 150 في اشتباكات في مدينة البريقة مع قوات الزعيم الليبي معمر القذافي الذي اكد انه مستعد للمقاومة حتى النهاية في حين اعتبرت واشنطن انه يخسر سيطرته على البلاد.
وقال طبيب في مدينة يسيطر عليها المعارضون الليبيون ان 18 مقاتلا لقوا حتفهم وأصيب ما يصل الى 150 في اشتباكات جرت يوم الثلاثاء مع قوات الزعيم الليبي معمر القذافي للسيطرة على مدينة البريقة النفطية الواقعة في شرق ليبيا.
وقال الطبيب سراحات عطا الله لرويترز من مستشفى بمدينة اجدابيا الواقعة في شرق ليبيا يوم الاربعاء "كان يوم أمس كارثة."
وقال المعارضون انهم حاصروا البريقة التي يجب أن يسيطروا عليها اذا ارادوا التقدم صوب العاصمة طرابلس لكن مقاتلين قالوا انهم مازالوا يتعرضون للقصف من قوات القذافي.
وتبدلت السيطرة على البريقة التي تعد المدخل للجزء الاكبر من الشبكة النفطية في شرق ليبيا اكثر من مرة خلال خمسة أشهر من القتال بامتداد الساحل الليبي المطل على البحر المتوسط.
وقال مقاتلون الثلاثاء انهم طوقوا البلدة التي ان سيطروا عليها سيكون هذا تعزيزا قويا لحملتهم التي تهدف الى الاطاحة بالقذافي. وقال مقاتلون انهم متحصنون في مواقع الى الجنوب والشرق من البريقة وانهم يسيطرون على الجزء السكني بشرق البلدة.
وتنفي الحكومة الليبية ما تقوله المعارضة وتصر على أن جنودها موجودون في البريقة.
وقال أطباء في مستشفى اجدابيا التي تقع الى الشرق من البريقة انهم يتوقعون المزيد من القتال في وقت لاحق يوم الاربعاء.
وقال ملازم في صفوف المعارضة ذكر أن اسمه ايهاب ان قوات المعارضة أصبحت على بعد ما بين خمسة وعشرة كيلومترات خارج البريقة وان قوات القذافي ما زالت موجودة في المدينة.
وأضاف أن المنطقة مليئة بالالغام وأن قوات القذافي تملا الخنادق بالبنزين والتي يمكن اضرام النار بها في حالة اقتراب قوات المعارضة.
القذافي لن يستسلم
في غضون ذلك،  اكد القذافي انه مستعد للمقاومة حتى النهاية.
وقال في خطاب بثته مكبرات الصوت على انصاره الذين تجمعوا في العزيزية على بعد 50 كلم من طرابلس "ملايين الليبيين معي (...) نحن في ارضنا وسنقاتل حتى اخر قطرة من دمنا دفاعا عن شرفنا ونفطنا وثرواتنا".
واضاف: "هذه الحرب فرضت علينا، وخيارنا الوحيد هو ان نقاتل، رجالا ونساء واطفالا، بسلاح او من دون سلاح لتحرير بنغازي ومصراتة" والجبال الواقعة جنوب غرب العاصمة، وكلها مناطق يسيطر عليها الثوار.
وقال القذافي "سنزحف علي هذه المدن التي استولى عليها الخونة ومرتزقة النيتو ونستعيدها. قنابل النيتو لا تخيفنا".
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي قوله يوم الاربعاء ان الحكومة لا تجري اي مناقشات بخصوص امكان خروج الزعيم الليبي معمر القذافي من السلطة.
ونسبت الوكالة الى العبيدي قوله بعد محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "رحيل القذافي ليس محل نقاش."
واضافت الوكالة انه قال ان مقترحات الاتحاد الافريقي الرامية لوضع نهاية للصراع في ليبيا لا تتضمن مطلب رحيل القذافي.
من جانبه، اعلن البيت الابيض الثلاثاء ان "كل المؤشرات" تدل ان الزعيم الليبي هو على وشك فقدان سيطرته على بلده وانه يواجه ازمة امداد نظامه بالمحروقات والسيولة.
وقال الناطق باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني ان "كل المؤشرات تدل على ان الوضع يتطور في غير صالح العقيد القذافي". واضاف انه "يسيطر على مساحة اقل من الاراضي والمعارضة تشن هجمات في عدة مناطق من البلاد". واوضح ان "تمويل القذافي بالمحروقات والسيولة قد توقف".
واوضحت مسؤولة اميركية ان لقاء عقد اخيرا جمع مسؤولين اميركيين كبارا وممثلين للنظام خارج ليبيا لحض القذافي على التنحي.
وقال الان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي يوم الاربعاء ان القذافي يمكنه ان يبقى في ليبيا اذا تخلى عن السلطة في محاولة جديدة فيما يبدو للتوصل الى حل سياسي للصراع.
وسئل جوبيه خلال مقابلة مع تلفزيون (ال.سي.اي) ما اذا كانت الدول المشاركة في الازمة الليبية يمكنها ان تفكر في السماح للقذافي بالبقاء كحل للازمة فقال "أحد السيناريوهات المتصورة فعلا هو ان يبقى في ليبيا بشرط واحد أكرره.. ان يتنحى بشكل واضح عن الحياة السياسية الليبية."
وأضاف "وقف اطلاق النار يعتمد على تعهد القذافي بوضوح وبشكل رسمي بالتخلي عن دوره العسكري والمدني."
من المقرر ان يلتقي عضوان من المجلس الوطني الانتقالي المعارض مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الاربعاء في باريس. وكانت فرنسا أول دولة تعترف علنا بالمجلس وأول من شن غارات جوية ضد الالة الحربية للقذافي مع بدء عمليات حلف شمال الاطلسي في ليبيا في مارس اذار.
وقال جوبيه "نريد ان نحافظ على صلات وثيقة معهم ونرى كيف يمكن ان نساعدهم."
وفيما يتعلق بمفاوضات محتملة مع القذافي قال جوبيه انه لا توجد محادثات جارية في الوقت الراهن في باريس مع اي من ممثليه وان ممثلا للامم المتحدة مكلف الان بتنسيق مثل هذه الاتصالات.
واستطرد جوبيه "المسألة الان ليست ما اذا كان القذافي سيرحل بل متى وكيف.
"هناك جانب عسكري واخر سياسي ايهما يحقق تقدما...الاتصالات لم تحقق نتائج بعد وينسقها السيد (عبد الاله) الخطيب" مبعوث الامم المتحدة المكلف بالتنسيق.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن