قالت جماعة نشطاء ان قوات الامن السورية قتلت 28 محتجا حين اطلقت ذخيرة حية على مظاهرة مطالبة باللديمقراطية في سوريا يوم الجمعة.
وقد قال شهود ان طائرات هليكوبتر سورية اطلقت مدافع رشاشة لتفريق مظاهرة كبيرة مطالبة بالديمقراطية في بلدة معرة النعمان يوم الجمعة في أول تقرير عن استخدام القوة الجوية لقمع الاحتجاجات في الانتفاضة السورية.
وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان طائرات هليكوبتر اطلقت النيران في البلدة بعدما قتلت قوات الامن على الارض خمسة محتجين لكنه قال انه لم ترد تقارير عن سقوط قتلى في الهجوم بطائرات الهليكوبتر.
وقال شاهدان انهما رأيا خمس طائرات على الاقل
وقالت لجان التنسيق المحلية في بيان ان اعمال القتل حدثت في سهل حوران مهد الانتفاضة ضد حكم حزب البعث وفي دمشق ومدينة اللاذقية الساحلية وفي محافظة ادلب الشمالية الغربية وهي احدث منطقة نشرت فيها القوات والدبابات لقمع الاحتجاجات.
الى ذلك أعلن ميخائيل مرغيلوف الممثل الخاص للرئيس الروسي للشؤون الأفريقية والأزمات في العالم العربي الجمعة أنه سيستقبل قريبا وفدا من المعارضة السورية في موسكو. وصرح مرغيلوف في مؤتمر صحافي بالعاصمة الروسية بقوله "سأستقبل قريبا وفدا من المعارضة السورية في موسكو" دون مزيد من التوضيحات.
وتعتبر سوريا من اقرب حلفاء روسيا في الشرق الأوسط.
وخلافا لشركائها الغربيين كررت روسيا معارضتها استصدار أي قرار في مجلس الأمن الدولي حول سوريا وانتقدت الدعم الذي قالت إن البعض يقدمه للمعارضة السورية في تلك البلدان.
وأعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الخميس أن مثل تلك المبادرات ستزيد من تفاقم الوضع في سوريا التي تشهد حركة احتجاج غير مسبوقة منذ نحو ثلاثة أشهر
وقد خرجت مظاهرات بعد صلاة الجمعة في معظم المدن السورية ومنها حمص ودير الزور ورأس العين وعامودا في محافظة الحسكة كما أظهرت صور بثت على شبكة الانترنت أن طلاب جامعة حلب تظاهروا مطالبين بالحرية وإسقاط النظام.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد اتهم نظام الرئيس الأسد بارتكاب "فظاعات" فيما بدأ الجيش السوري عملية عسكرية في منطقة جسر الشغور شمال غرب البلاد.
وفي نيويورك لا يزال مجلس الأمن الدولي يسعى في المقابل إلى الاتفاق على مشروع قرار قدمته دول أوروبية بدعم من الولايات المتحدة، يدين عمليات القمع التي يمارسها النظام السوري ضد المتظاهرين المطالبين بالحرية.
وكما يحصل كل أسبوع، وجه ناشطون مطالبون بالديموقراطية دعوة جديدة إلى التظاهر بعد صلاة الجمعة وناشدوا العشائر التحرك ضد نظام الرئيس بشار الأسد في حملة أطلقوا عليها "جمعة العشائر".
وأعلن التلفزيون الرسمي السوري صباح الجمعة عن بدء عملية في جسر الشغور بمحافظة إدلب التي تبعد 300 كلم شمال دمشق التي تشهد أعمال عنف متواصلة منذ عدة أيام.
وأعلن التلفزيون أن "وحدات الجيش السوري بدأت تنفيذ مهامها في منطقة جسر الشغور للسيطرة على القرى المحيطة وإلقاء القبض على العصابات المسلحة التي روعت السكان وقامت بقتل عناصر من القوات الأمنية".
وقال شاهد عيان لوكالة الصحافة الفرنسية إن القوات العسكرية تقصف القرى المحيطة بجسر الشغور لدى تقدمها نحو المدينة. وأضاف أن "الجنود أضرموا النار في حقول القمح في قرية الزيارة" التي تبعد خمسة عشر كلم جنوب شرق جسر الشغور. وذكرت أنباء أخرى سيارات الإسعاف التي تنقل الجرحى إلى الأراضي التركية تعرضت لإطلاق نار.
غير ان معظم السكان فروا هذا الأسبوع من هذه المدينة الواقعة في محافظة ادلب والتي بدت الأربعاء "خالية" بعد عمليات تمشيط بدأت في الرابع من يونيو/حزيران حسب ناشطي حقوق الإنسان.
وأكد التلفزيون أن "مجموعات مسلحة بثت الرعب بين السكان وارتكبت فظاعات وأضرمت النار في المحاصيل الزراعية واحراش المناطق المحيطة بالمدينة"، وبث صور سكان يدعون إلى "تدخل الجيش" الذي بات "ضروريا" على حد قولهم.
كما اتهم التلفزيون الرسمي أيضا عناصر تلك المجموعات المسلحة "بارتداء الزي العسكري والتقاط صور قبل دخول الجيش السوري وذلك لإرسالها إلى القنوات الفضائية التي تحولت إلى أداة حملة مغرضة ضد سوريا".
غيتس يدين
من جانب آخر، أدان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الجمعة "المجازر ضد الأبرياء" التي يرتكبها النظام السوري معتبرا أن "شرعية" الرئيس بشار الأسد أصبحت موضع تساؤل.
ويقول الناشط السياسي السوري صادق سالم إن مدينة جسر الشغور قد تحولت إلى مدينة أشباح قبيل بدء هذه العملية العسكرية:
درعا
قال ثلاثة شهود ان القوات السورية أطلقت النار يوم الجمعة على عدة الاف من المحتجين المطالبين بالديمقراطية الذين تحدوا الوجود الامني المكثف في مدينة درعا الجنوبية مما أسفر عن سقوط عدد من المصابين.
وقال الشهود ان المتظاهرين في درعا التي كانت مهد الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الاسد خرجوا الى منطقة المحطة وأخذوا يرددون "الشعب يريد اسقاط النظام."
وأضافوا أن ثمانية أشخاص على الاقل أصيبوا بالرصاص ونقلهم شبان الى مستشفى قريب وأن اثنين على الاقل أصيبا بجروح خطيرة في الرأس والصدر
وتمنع سوريا معظم وسائل الاعلام المستقلة من العمل في البلاد مما صعب مهمة التحقق من التقارير المتباينة عن اعمال العنف واراقة الدماء.
وذكر سكان ونشطاء ان مظاهرات مطالبة بالاصلاح وتنحي الرئيس السوري بشار الاسد نظمت اليوم الجمعة في عدد من القرى والبلدات في انحاء جنوب سوريا منها بلدات انخل ودرعا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن السورية قتلت بالرصاص ما لا يقل عن اثنين من المحتجين عندما فتحت النار على مظاهرة مطالبة بالديمقراطية في حي القابون في دمشق يوم الجمعة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد انها كانت على ما يبدو مظاهرة كبيرة نظرا للاستخدام المباشر للرصاص الحي ضدها مضيفا أن تلك المعلومات حصل عليها من شهود عيان.
أردوغان: سوريا لا تتعامل بصورة إنسانية
قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إنه اتصل بالرئيس السوري، بشار الأسد، قبل 4 أو 5 أيام، لمناقشة الوضع في سوريا، مضيفاً أن الإدارة السورية لا تتعامل مع الوضع بصورة إنسانية.
وقال، في حديث لقناة "إيه تي في" الخاصة الخميس، إن الوضع في سوريا ليس كالوضع في ليبيا بالنسبة لتركيا، فهو أقرب ما يكون إلى وضع داخلي، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الأناضول.
وقال: "لدينا حدود مع سوريا تمتد مسافة 800-900 كيلومتر.. ولا يمكننا أن نغلق أبوابنا أمام السوريين الذين يحاولون النجاة من العنف.. ولكن إلى متى سنظل فاتحي الأبواب، هذا سؤال آخر."
وتابع قائلاً إنه علم أن نحو 2500 سوري على وشك الدخول إلى تركيا، وأنه تحدث مع الأسد قبل أربع أو خمسة أيام، غير أن الإدارة السورية لا تتصرف بطريقة إنسانية.
وتابع يقول إن مجلس الأمن الدولي يعمل على قرار بشأن سوري، ولمواجهة العنف، لا يمكننا الاستمرار بدعم سوريا.. فلدينا أقارب هناك.