تفاعل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين مع مقطع فيديو لمُسنة فلسطينية وهي تنشد أغنية من التراث الفلسطيني القديم بطريقة عفوية لامست قلوبهم وأججت مشاعرهم وأعادتهم نحو الماضي.
وبدأ مقطع الفيديو بالانتشار على تطبيق "تيك توك" حين أضاف الموزع الموسيقي مـؤمـن جـراد مؤثراتٍ صوتية على تقرير مصور كانت منصة "سما القدس" قد نشرته سابقًا عبر قناتها الرسمية على "يوتيوب".
وببعض التعديلات، نجح الموزع مؤمن في تحويل مقطع الفيديو العفوي إلى "تحفة فنية" لأغنية مأخوذة من التراث الفلسطيني تحمل عنوان "شدوا بعضكم يا أهل فلسطين".
وذكر الموزع الموسيقي عبر حسابه على تطبيق "إنستغرام" أن مقطع الفيديو الأصلي من إعداد منصة "سما القدس" كانت قد تم تصويره في مخيم الزرقاء للاجئين الفلسطينيين شمال شرق العاصمة الأردنية عمان، وأن ما قام به هو فقط إضفاء لمسته السحرية عليه.
وحظي مقطع الفيديو على انتشار واسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين والعالم العربي الذين حرصوا على تداوله وإعادة نشره عبر حسابتهم الرسمية وتحديدًا على تطبيق "تيك توك" حتى تعرف أحدهم على اسم الحاجة وتدعى الحاجة حليمة حسين الكسواني.
وتتضمن كلمات أغنية شدوا بعضكم يا أهل فلسطين:
شدوا بعضكم يا أهل فلسطين .. شدوا بعضكم
ما ودعتكم رحلت فلسطين .. ما ودعتكم
ع ورق صيني لكتب بالحبر ع ورق صيني
يا فلسطين على إلى جرا لك يا فلسطين
واتخذ رواد مواقع التواصل الاجتماعي من مقطع الفيديو أداة للتعبير عن مواطن الألم والحزن التي مر ويمر بها الشعب الفلسطيني منذ النكبة التي أخرجتهم من أرضهم.

مُسنة تغني لفلسطين وتحظى بشهرة على تيك توك
كما أشار النشطاء إلى أن الأغنية وكلماتها أججت لديهم مشاعر الحنين للأرض التي تم إبعادهم عنها عنوة وبالسلاح.
ودعا نشطاء إلى ضرورة تداول أغاني التراث الفلسطيني باعتبارها تعبيرًا عن القيم الفلسطينية ومقاومته للاحتلال الإسرائيلي الغاشم منذ عام 1948.
وبهذا المناسبة، استذكر عدد من النشطاء أنواع أغاني التراث الفلسطيني التي تختلف باختلاف المناسبة التي كتبت لأجلها، ومنها:
- أغانٍ للأفراح
- أغانٍ للحصاد
- أغانٍ للرثاء
- أغانٍ للنضال الفلسطيني أمام الاحتلال الإسرائيلي
- أغانٍ للروايات والأقاصيص
من هي الحاجة حليمة الكسواني
ولدت حليمة حسين الكسواني في عام 1938 في قرية بيت إكسا شرق القدس المحتلة، أي أنها عاصرت النكبة 1948 والنكسة 1967 وتسكن الآن في مخيم الزرقاء للاجئين الفلسطيين شمال شرق العاصمة الأردنية عمان.
بعد المجزرة الإسرائيلية في قرية دير ياسين، هاجرت عائلة الحاجة حليمة التي كانت تعمل بالزراعة نحو الأغوار الأردنية، وبعد عامين عادت إلى قريتها ووجدتها قد دمرت بالكامل وسرقت محتوياتها من قبل المستوطن المحتل.
تزوجت حليمة وانتقلت للعيش في مخيم الزرقاء، وعملت 25 عامًا في توزيع المساعدات مع الأونوروا وأنجبت ولدين كبرا حتى بات أحدهما مدرسًا جامعيًا بدرجة الدكتوراه والآخر يحمل الماجستير في الفيزياء ويعمل مدرسًا.
الحاجة حليمة تغني لبلدها فلسطين
وتروي عن الأعراس التي كانت تقام على أضواء القمر والتي تضمنت الدبكة الفلسطينية والسامر وكيف كانت تقاليد الزواج في ذلك الزمان وتغني فيها أغاني تراثية جميلة.