قبل سنوات، وتحديدًا في 2017 انتشر مقطع فيديو على موقع "يوتيوب" يظهر رجالًا في غينيا يحملون تابوتًا وهم يرقصون بشكلٍ فرح لا يتماشى مع الموقف الجلل وشاهده نحو 3 مليون شخص حينها.
أما اليوم، وفي ظل تعدد منصات التواصل الاجتماعي وتنوعها، تحولت هذه الرقصة المثيرة للجدل الى "ميمي- meme" ساخر للتعبير عن "رمزية النهاية التعيسة".
فقد نجح تطبيق "تيك توك أو Tik Tok" الى تحويل هذه الرقصة الى "ترند" خاصة خلال فترة الحجر العالمي نتيجة أزمة فيروس "كورونا"، والتي شهدت إقبالًا كبيرًا على تطبيق Tik tok.
حتى أن الشرطة الإسبانية استعانت بهذا الفيديو من أجل إخافة السكان المحليين من فيروس "كورونا" ودفعهم الى البقاء في المنازل.
إذ قامت سيارات الشرطة بتشغيل موسيقى "رقصة التابوت" عبر مكبرات صوت وبدأت تجوب شوارع المدن هناك لتقنع الناس بأنهم سيلاقون ذات المصير في حال فكروا الخروج من المنزل واختراق العزل المنزلي الصحي.
المشهد يأتي ضمن طقوس تُعرف في غانا بأنها من أجل إسعاد الميت وعائلته، كما يعتقدُ السكان، وهي طقوس تصنّف ضمن أغرب طقوس الجنائز حول العالم.
ويقول أحد السكان، إنهم يعملون على إسعاد الميت وذويه بالرقص أيامًا بالتابوت احتفالًا به، لأنه على مقربة من لقاء الله، وهذا لا يكون إلا بمقابل من المال يدفعه ذوو الميت للفرقة الراقصة المتخصصة في إحياء مآتم العزاء. (حسب اعتقادهم)
يقول أحد متعهدي إقامة "حفلات العزاء ومؤسس فرقة حاملي النعوش" بنيامين إيدو: "عندما يأتي إلينا العميل فإننا نسأله هل يريد جنازة عادية أم يريد أن يضيف عليها بعض الحركات الاستعراضية أو حركات محددة مخصصة؟".
Would you want these dancing pallbearers at your funeral? ??? pic.twitter.com/TaxvKs82y8
— BBC News Africa (@BBCAfrica) July 26, 2017
يضيف مدير أحد المحلات المتخصصة في صناعة التوابيت يدعى "ايمانيول دوكو": "يستغرق صنع التابوت الواحد فترة تصل إلى ثلاثة أشهر بحسب شكله المطلوب".
ويعتقد الغانيون أنّ النعش أو التابوت لا بدّ أن يعبر عن مهنة الميت في أثناء فترة حياته. يوجد من يشترط أن يكون "التابوت" على شكل طائرة إن كان يعمل في مجال الطيران، أو على شكل سيارة إن كان سائقًا، ولا غرابة أيضًا إن كان التابوت على شكل سمكة، لأن صاحبه حتمًا كان بحاراً أو صائد سمك.
ويفسّر الغانيون هذا الأمر بأنه لا بدّ للميت أن يُوضع في تابوت له علاقة في مهنته حتى تتمكّن الروح من مواصلة نشاطها إلى أن تُبعث من جديد.
وتعود نشأة هذه الطقوس التي كانت مقتصرة في وقت سابق على زعماء القساوسة والعسكر إلى أقلية غانية كانت ورثتها عن معتقدات إثيوبيين هاجروا ما بين القرنين الـ15 و18، إلا أنّ مؤرخين آخرين قالوا إنها تعود إلى الخمسينيات من القرن الماضي.
لمزيد من اختيار المحرر:
سقوط ضحايا "الكورونا" بطريقة مُرعبة في شوارع الصين.. وممرضة تكشف الرقم الحقيقي للمصابين