ترند تنظيف القبور يجتاح تيك توك: إحياء للتراث أم انتهاك للمقدسات؟

تاريخ النشر: 26 نوفمبر 2024 - 05:13 GMT
ترند تنظيف القبور
ترند تنظيف القبور

في عالم وسائل التواصل الاجتماعي الذي يهيمن عليه الرقصات المرحة والمقاطع الجمالية، يظل هناك ترند ثابت ومريب: تنظيف القبور التاريخية!

وبحسب مراقبين، أنشأ مستخدمون على منصات مثل فيسبوك، إنستغرام، تيك توك، وريدت، مجموعات عبر الإنترنت حول آلية تنظيف القبور وكيفية ممارستها، حتى أصبح الجمهور مفتونًا بهذا الاتجاه؛ حيث يستمتع البعض بالظواهر الخارقة، ويبحث آخرون عن أسلاف ضائعين، بينما يستمتع الكثيرون بمشاهدة العمل المريح المتمثل في تنظيف القبور بعمق.

وبينما يزور صانعو المحتوى المقابر ويوثقون عمليات الترميم والتنظيف التي تجذب ملايين المشاهدات، يظل المشاهدون منقسمين — إذ يرى البعض أن هذا الاتجاه يساعد في إزالة 100 عام من الأوساخ، بينما يرى آخرون أنه استغلال للمقابر دون احترام أو رعاية، مما قد يؤدي إلى انتهاك القوانين أو تسريع تلف النُصب.

 ستايسي هابكر تثير الجدل

في الأسابيع الأخيرة، تعرض هذا الاتجاه لانتقادات شديدة، فقد أثارت ستايسي هابكر، المعروفة باسم "The Clean Girl" على الإنترنت، جدلاً حادًا بسبب أسلوبها المرح والحيوي في تنظيف القبور.

في أحد مقاطع تيك توك التي حصدت ما يقرب من 140 مليون مشاهدة، تظهر هابكر، وهي تقذف كرة وردية ساخنة في المقبرة وتنظف القبر، ثم تستخدم منفاخ أوراق، مكنسة كهربائية، ومحلول تنظيف تجاري وردي لتنظيف النصب والمناطق المحيطة به — وهو ما يقول الخبراء إنه قد يضر الحجر ويؤدي إلى تآكله تمامًا. وتنهي الفيديو بالكشف عن اسم المتوفى.

وصف العديد من المعلقين الفيديو بأنه "يثير مشاعر مختلطة"، مشيرين إلى أن له عناصر تبدو في الوقت نفسه تحترم القبر وتسيء إليه.

مواد كيميائية تتلف القبور

رغم أن المكونات في "رذاذ التنظيف الفوار المشرق والممتع" غير واضحة كما ورد في موقع المنتج، حذر جايسون تشيرش، رئيس قسم الخدمات الفنية في المركز الوطني لحفظ التقنية والتدريب، من أن المواد الكيميائية القوية والأدوات الكهربائية تضعف الطبقات الحجرية للأضرحة. بخلاف بعض المنظفات والأدوات المعتمدة، يمكن للعديد من المواد أن تضر القبور أكثر من أن تفيدها.

وقال تشيرش لـ NBC News: "نعم، سيتم تنظيف الحجر على الفور، لكن ما فعلته هو أنك ربما أزلت 50 إلى 75 عامًا من التآكل الطبيعي في لحظة".

على الرغم من تعليقات الاعتراض والفيديوهات التفاعلية ونصائح الخبراء، استمرت "The Clean Girl" في نشر مقاطع تنظيف القبور على يوتيوب وإنستغرام وتيك توك، محققة مئات الملايين من المشاهدات عبر منصاتها. 

في بعض الثقافات، يعد تنظيف القبور جزءًا من الواجب العائلي والتقليدي، كما هو الحال في "يوم الموتى" في الثقافة المكسيكية والوسطى الأمريكية. في كل عام قبل وأثناء 1 نوفمبر، يذهب العديد من العائلات إلى قبور أحبائهم لتنظيف نُصبهم.

يتساءل العديد أيضًا ما إذا كان رواد هذا الترند قد حصلوا بالفعل على إذن من العائلة أو المسؤول عن الموقع قبل القيام على تنظيفه، ففي العديد من الولايات، تسمح القوانين والأنظمة لأصحاب المقابر بتحديد الوصول للأشخاص ليسوا من العائلة، بالإضافة إلى تحديد أوقات الوصول للحد من التسلل في الليل. كما قد يُعتبر الأطراف مسؤولين عن الممارسات المتهورة التي تسبب أضرارًا للقبور.