قد لا تبدو حكاية الطفل الغزاوي فادي الزنط هي الأكثر ألمًا مقارنة بغيرها من قصص وحكايات غزة، إلا أن جسده النحيل وعظامه البارزة اختزلت آلام الكثيرين من أطفال غزة الذين يواجهون شبه الموت اليوم إما قصفًا أو جوعًا.
وأصبحت اليوم صورة الطفل الغزاوي فادي الزنط، وقد تحوّل لهيكلٍ عظمي، بمثابة تهديد واضح وصريح للوضع الغذائي المتردي في قطاع غزة الذي يعاني منذ السابع من أكتوبر الماضي إبادة جماعية على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي يرافقها تقييد مشدد على دخول المساعدات الإنسانية منذ أكثر من 5 أشهر.
أنقذوا فادي الزنط

وخوفًا من تكرار مصير الطفل يزن كفارنة، الذي فارق الحياة جوعًا قبل أيام، دشن رواد منصات التواصل الاجتماعي حملة إلكترونية لإنقاذ الطفل فادي الزنط الذي يكافح اليوم من أجل البقاء على قيد الحياة بعد تردي حالته الصحية في ظل المجاعة التي تواجه قطاع غزة.
وعبر وسم #انقذوا_فادي_الزنط، وجه النشطاء نداء استغاثة للجهات المعنية التي قد يكون لديها المقدرة على إنقاذ الطفل فادي والسماح له بمغادرة القطاع فورًا لتلقي العلاج اللازم.
كما استخدم كثيرون صورة الطفل فادي الزنط لدق ناقوس الخطر حول الوضع الغذائي والإنساني المتردي في قطاع غزة منذ أكثر من 6 أشهر بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم والحصار وسياسية التجويع التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإغاثية والغذائية الطارئة.

وذكر النشطاء في منصة "إكس"، تويتر سابقًا، أن فادي الزنط يبلغ من العمر 6 أعوام، ويرقد حاليًا على سرير الشفاء في مستشفى "كمال العدون" في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة منذ شهرين حيث تدهورت حالته الصحية بسبب الجفاف الذي أصاب جسمه.
وتناقل النشطاء رقم هاتف عائلة الطفل فادي على أمل أن يتم التواصل معه من أجل توفير تصريح يسمح له بمغادرة القطاع والحصول على العلاج اللازم، حيث أصبح يفقد وزنه بشكل متسارع يومًا بعد يوم، وهذا راجع لنقص الدواء والغذاء المخصص له بسبب مرضه.
أطفال غزة والمجاعة
في المقابل، تساءل ناشطون عن مصير أطفال غزة في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم منذ السابع من أكتوبر الماضي، وعما إذا كان العالم سيتحرك من أجل توفير الحماية والغذاء والدواء والأمن لهم.