أمريكا تحابي إخوان مصر على حساب السلفيين

تاريخ النشر: 08 أبريل 2012 - 02:34 GMT
مؤيدو المرشح السلفي حازم أبو إسماعيل
مؤيدو المرشح السلفي حازم أبو إسماعيل

 القاهرة – ش – وكالات

ذكر موقع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس أن نجاح الحملة الانتخابية للمرشح السلفي لرئاسة الجمهورية في مصر حازم أبو إسماعيل وصعود نجمه ربما تفسر الموافقة الضمنية التي أبدتها الولايات المتحدة على دفع جماعة الإخوان المسلمين بمرشحها خيرت الشاطر. وأشارت الصحيفة في تقرير لمراسلها المشهور "ديفيد كيرباتريك" إلى أن أبو إسماعيل يريد إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل وينظر إلى إيران على أنها نموذج ناجح للاستقلالية عن واشنطن، فضلا عن أنه يشعر بالقلق حيال اختلاط الجنسين في أماكن العمل وعمل المرأة خارج البيت، كما أنه تعهد بتحقيق الرخاء في مصر إذا تراجعت عن التعامل مع الغرب.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن أبو اسماعيل يمثل تهديدا وتحديا لوضع جماعة الإخوان أكبر القوى السياسية كصوت للإسلام السياسي في مصر، ويهدد بنسف حملتها لتبديد مخاوف الغرب من الإسلام السياسي. وقالت الصحيفة إن جماعة الإخوان تبنوا مخاطرة كبيرة بترشيحها للشاطر ضد أبو إسماعيل حيث إن الجماعة تضمن فوزه وأن صانعي السياسة الأمريكية الذين كانوا يخشون من الإخوان في يوم من الأيام يرون في الإخوان حليفا لا مفر منه ضد غلاة المحافظين في مصر ممثلين في أبو إسماعيل.

وأضافت أن الإخوان الذين يقودون البرلمان كانوا قد وعدوا بعدم السعي للحصول على منصب الرئاسة خشية إثارة رد فعل من جانب المؤسسة العسكرية المصرية والغرب. غير أن صعود نجم أبو إسماعيل زاد من فرص أن الفائز قد لا يكون شخصية أكثر ليبرالية أو علمانية ولكن إسلاميا متشددا يعارض براجماتية الإخوان التي تركز على علاقات مستقرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل واقتصاد السوق الحرة. وأشارت إلى أن أبو إسماعيل يشكل تحديا لوضع الإخوان باعتبارهم الصوت الرئيسي للسياسات الإسلامية في مصر ويهدد بتقوبض حملتهم لتهدئة المخاوف الغربية من الإسلام السياسي.


ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية اشترطوا عدم ذكر اسمائهم أنهم لم ينزعجوا من تراجع جماعة الإخوان عن وعدها بعدم تقديم مرشح للرئاسة بل إنهم شعروا بالتفاؤل. وأشارت الصحيفة إلى أن مرشح الإخوان خيرت الشاطر التقى تقريبا بكافة المسؤولين الأمريكيين الكبار بوزارة الخارجية وأعضاء الكونجرس الذين زاروا مصر وانه على اتصال مستمر مع السفيرة الأمريكية في القاهرة "آن باترسون" وأن المسؤولين الأمريكيين أشادوا باعتداله وذكائه وفعاليته.


إلى ذلك؛ كشفت تقارير إخبارية أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر تلقى طلبات تقدمت بها شخصيات وقوى سياسية وحزبية لترشيح المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس، لرئاسة الجمهورية. ونقلت صحيفة "المصري اليوم" يوم أمس الاثنين عن مصادر سياسية مطلعة، طلبت عدم ذكر أسمائها، أن هذه المطالب تزايدت أمس بعد الإعلان عن نبأ ترشيح الإخوان المسلمين المهندس خيرت الشاطر لخوض الانتخابات.


وأكدت المصادر أن عدداً من الشخصيات العامة طالبت المشير بتبني هذا الخيار إنقاذاً للدولة المدنية وحفاظاً عليها من خطر الدولة الدينية والتأكيد على القيم والثوابت الاجتماعية بما يحفظ للبلاد تعددها الثقافي والعقائدي والتأكيد على حقوق المواطنة والمساواة بين أبناء المجتمع.


وأوضحت المصادر أنه في حال موافقة المشير على هذا الطرح والاستجابة للضغوط التي تبذل حالياً سيكون مطلوباً دعم 30 نائباً برلمانياً له خاصة أن الوقت غير كاف لجمع التوكيلات الجماهيرية. وكشفت المصادر أن قيادات الأحزاب طلبوا من المشير ترشيح نفسه، على هامش اجتماعاته بالأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان لبحث قضية الجمعية التأسيسية الخميس الماضي، ولم توضح المصادر مدى استجابة المشير لهذه المطالب. وذكرت المصادر أن "المؤشرات تؤكد هذا الخيار".


وعلى صعيد متصل؛ كشف استطلاع للرأي حول مرشحي الرئاسة المصرية تقدم عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية السابق بفارق مريح عن أقرب منافسيه وهو الداعية الإسلامي المحامي حازم صلاح أبو إسماعيل. ونشرت صحيفة "الأهرام" أمس نتائج الاستطلاع الذي أجراه مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والذي أوضح أن موسى يأتي في المقدمة بحصوله على نسبة تأييد وصلت إلى 31.5 % بينما حصل ابو اسماعيل على نسبة 22.7 % وقد أثار أبو إسماعيل حالة من الجدل في الشارع المصري مؤخرا مع الانتشار الواسع النطاق للدعاية الانتخابية الخاصة به وما أثير أيضا عن حمل أمه الراحلة الجنسية الأمريكية، وهو ما يعني قانونا أنه لن يتم قبول ترشحه.


وجاء في المرتبة الثالثة الفريق أحمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك بنسبة 10.2 % ثم عمر سليمان نائب مبارك بنسبة 9.3 %، ويعاني الرجلان من التصاق ماضيهما بالنظام السابق واستعانة مبارك بهما وقت الثورة لإنقاذ نظامه. ويلي ذلك عضو مكتب الاشاد السابق للإخوان المسلمين د. عبد المنعم أبو الفتوح بنسبة 8.3 %، فالناصري حمدين صباحي بنسبة 4.9 %، وهؤلاء هم المرشحون الستة الذين يتقدمون السباق الرئاسي.


وشمل الاستطلاع 1200 شخص من محافظات مصرية مختلفة في الفترة من 25 - 29 مارس الماضي. وذكرت الصحيفة أن خيرت الشاطر الذي أعلنت جماعة الإخوان المسلمين ترشيحه للرئاسة بعد انتهاء الاستطلاع بيومين لم يحصل على نسبة تؤهله للظهور.


وعبر 94.5 % من العينة عن نيتهم التصويت في انتخابات الرئاسة القادمة. وأظهر المواطنون تفضيلهم للمرشح المستقل بنسبة كبيرة وصلت إلى 78.6 %، فيما فضلت النسبة الباقية وقدرها 21.4 % مرشحا منتميا حزبيا.

وبينت النتائج أن القسم الأكبر من المواطنين ونسبتهم 95.4 % يفضلون أن تشمل اختصاصات الرئيس الشؤون الداخلية والخارجية، بما يشير إلى أن المواطنين في مصر يفضلون النظام الرئاسي. وقالت الصحيفة إنها ستوالي نشر الاستطلاعات التي سيكون لها أهمية كبيرة في تقرير سير المنافسة الرئاسية مع إعلان القائمة النهائية للمرشحين، والتي قد يختفي منها بعض المرشحين الواردين في هذا التحليل.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن