ورشة عمل لمؤسسة قطر تؤكد أهمية التحدّث عن الصحة النفسية أكثر من أي وقت مضى

قالت نيمو عمر، أخصائي نفسي في مجمع إنترناشيونال الطبي، ومقره الدوحة: "مع تزايد الضغط في مكان العمل وعمليات العودة إلى العمل من مقرّات العمل، لا سيما في أعقاب الوباء العالمي، أصبح إعطاء الأولوية للصحة النفسية والتحدث عنها بصراحة أكثر أهمية من أي وقت مضى".
وأضافت: "إن خلق الظروف الملائمة التي يشعر فيها الناس بالارتياح عند القيام بذلك أمر جوهري، لأنه يسهّل عليهم التحدث عن هواجسهم دون خوف، مما يؤدي بدوره إلى زيادة الوصول إلى الدعم. ويدعم ذلك أدلة قوية تُظهر بوضوح أن أماكن العمل التي توفرّ مستويات أعلى من الصحة النفسية تتميز بإنتاجية أكثر - بنسبة تصل إلى 12 في المائة بحسب مؤسسة الصحة النفسية."
جاء ذلك خلال مشاركتها في ورشة العمل الأولى من ثلاث ورشات تهدف إلى "تعزيز الصحة العاطفية"، وتم تصميمها خصيصًا لموظفي مؤسسة قطر. وقد نظم مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، مبادرة الصحة العالمية لمؤسسة قطر، هذه الورشات بالشراكة مع مجمع إنترناشيونال الطبي، بهدف زيادة الوعي وتعزيز الرفاهية النفسية، وبناء المرونة، وتحسين نوعية الحياة داخل وخارج أماكن العمل.
ركزت الورشة الأولى على شرح مفهوم الصحة العاطفية وفهمها من خلال الحديث عن مراعاة الصحة النفسية للفرد، واعتماد عادات يومية بسيطة لمراقبة التأثيرات النفسية ومعالجتها. حيث شددت السيدة نيمو عمر على أهمية تبني ممارسات الصحة العاطفية الجيدة، وقالت: "إننا حقًا نزدهر نفسيًا بمجرد أن نفهم وندير المشاعر غير المريحة باستخدام التعاطف، وتبنّي الانفتاح على تجارب الآخرين، والفضول الهادف."
وناقشت ورشة العمل العديد من طرق تنمية المرونة العاطفية والنفسية لتقوية القدرة العاطفية، واختتمت بتوصية قدمتها السيدة عمر بالقول: "إن الاعتراف بتجاربك الداخلية والتواصل مع جسمك في الوقت الحالي أمر أساسي عندما تمر بوقتٍ عصيب. إن قضاء ثلاث دقائق فقط في القيام بتمرين التنفس العميق يمكن أن يساعدنا على التأقلم حتى نتمكن من التعامل مع المواقف العصيبة، دون ترك المشاعر السلبية تتراكم."
تتمتع السيدة نيمو عمر بخبرة واسعة في علاج الصدمات واضطراب ما بعد الصدمة. كما أنها تعمل مع الأفراد والأزواج الذين يعانون من تحديات عاطفية وسلوكية أخرى بما في ذلك الاكتئاب والقلق والرهاب واضطرابات الأكل.
من جانبها، علّقت السيدة سلطانة أفضل، الرئيس التنفيذي لـ"ويش"، قائلةً: "بينما نرحب باستمرار اكتساب الصحة النفسية الأولوية على المستوى العالمي، فقد رأينا جميعًا التداعيات السلبية التي خلفتها الظروف الخاصة للعامين الماضيين على رفاهيتنا الجماعية. لذلك، نركّز في ويش بقوة على أبحاث الصحة النفسية، وأردنا توسيع ذلك لإحداث تأثير إيجابي على الفريق الأوسع لمؤسسة قطر. كمجتمع، لدينا مجموعة محددة من التحديات والتجارب، ولذا أردنا تقديم برنامجٍ مخصص من شأنه معالجة هذه التحديات لفائدة زملائنا، ومن ثم مكان عملنا."
ستركز ورشة العمل الثانية، التي ستعقد خلال الأسابيع المقبلة، على تعزيز الوعي حول التحديات التي يواجهها أولياء الأمور أو الأفراد الذين يقومون بدور الرعاية وفهمها. ستستكشف ورشة العمل الثالثة كيفية بناء الرفاهية العاطفية والنفسية، وإدارة التوتر والقلق، وتقديم دعم للزملاء، وبناء علاقات أقوى في مكان العمل.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.