"وايل كورنيل للطب – قطر" تنظّم بالتعاون مع وزارة الصحة العامة ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مؤتمر الذكاء الاصطناعي والابتكار في التكنولوجيا في الرعاية الصحية لتسليط الضوء على مستقبل الذكاء الاصطناعي والابتكار التقني في قطاع الرعاية الصحية
نظّمت وايل كورنيل للطب - قطر، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مؤتمر "التكنولوجيا في تعليم الطب 2025: الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لتعزيز العمر الذي ينعم به الإنسان بالصحة والنهوض بصحة المرأة".
وتحدّث في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "التكنولوجيا في تعليم الطب 2025" سعادة السيد منصور بن إبراهيم بن سعيد آل محمود، وزير الصحة العامة في دولة قطر. وأشار سعادته في كلمته إلى الأهمية الاستراتيجية التي تُوليها دولة قطر للنهوض بتطبيقات تقنيات الرعاية الصحية، مشدداً على أهمية الذكاء الاصطناعي في تحديد مسار قطاع الرعاية الصحية في قطر نحو المستقبل.
وقال سعادته: "بدعم وتوجيه من القيادة الرشيدة رسخنا في دولة قطر خلال العقد الماضي دعائم قوية لاستراتيجيتنا الوطنية في الطب الدقيق والتي شملت قطر بايوبنك ، وبرنامج قطر جينوم، والحوسبة عالية الأداء، والمختبرات السريرية المتقدمة، إلى جانب فريق متزايد من العلماء والأطباء وخبراء البيانات. كما بذلنا جهوداً كبيرة لضمان الانتقال السلس والفعّال من البحث العلمي إلى التطبيق السريري، بحيث تنتقل الاكتشافات من المختبر لتخدم المريض مباشرة".
وأضاف سعادة وزير الصحة العامة: "وفي إطار استراتيجيتنا الوطنية، نولي اهتماماً خاصاً بأربع أولويات رئيسية في مجال الصحة الدقيقة تتمثل في السرطان، والسمنة، وداء السكري من النوع الثاني، والأمراض النادرة. فهي من أبرز التحديات الصحية التي تواجه مجتمعنا، وفي الوقت نفسه تتيح فرصاً واعدة لتطبيق علم الجينوم والمقاربات الدقيقة، بما يتيح التشخيص المبكر، والعلاج الأكثر فاعلية، وسبل وقاية أفضل."
وكانت الكلمة الافتتاحية للدكتور جاويد شيخ، عميد وايل كورنيل للطب - قطر، الذي شدّد فيها على أهمية توطيد التعاون العالمي في بحوث الرعاية الصحية والابتكار التكنولوجي. وأبرز الدكتور شيخ الدور المحوري الذي يمكن أن يضطلع به الطب الدقيق المعزَّز بالذكاء الاصطناعي في إطالة السنوات التي ينعم بها الإنسان بالصحة والعافية. وقال: "يتيح التقاء الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق والابتكار التكنولوجي فرصاً هائلة وغير مسبوقة لتحسين نواتج الرعاية الصحية على مستوى العالم. ونفخر في وايل كورنيل للطب - قطر بأننا في طليعة هذا الحوار، لا سيما فيما يتعلق بصحة المرأة وإطالة السنوات التي ينعم بها الإنسان بالصحة والعافية. فمستقبل الرعاية الصحية لا يقتصر على علاج الأمراض، بل يتمحور حول تحسين مجمل رفاه الإنسان في جميع مراحل حياته".
استقطب المؤتمر مشاركة رفيعة من أوساط القياديين العالميين في مجالي الرعاية الصحية والتكنولوجيا، إلى جانب الباحثين والمبتكرين، لاستشراف مستقبل الرعاية الصحية، مع إيلاء الأولية لمجالات مثل الطب الدقيق، والذكاء الاصطناعي، وتعزيز العمر الذي ينعم به الإنسان بالصحة، والدور الآخذ بالتطور لصحة المرأة في تحديد معالم رفاه الإنسان عالمياً.
وشهد المؤتمر على مدار يومين مناقشات متعمقة، وعروضاً توضيحية مباشرة، وعروضاً تقديمية تناولت أحدث التكنولوجيات التي باتت تُحدث نقلة فارقة وثورية في عالم الرعاية الصحية. وشملت المواضيع الرئيسة: التشخيص المعزّز بالذكاء الاصطناعي، والأجهزة الشخصية القابلة للارتداء، وطب نمط الحياة، وتحسين العملية الأيضية، وتطبيقات الطب الدقيق للنهوض بصحة المرأة، والصحة النفسية، ونواتج الرعاية الصحية الشاملة في جميع أنحاء العالم. كما أتاح المؤتمر فرصاً للتعارف والتعاون وسط التقاء حشد كبير من أبرز القياديين والمسؤولين التنفيذيين في مجالات الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية والابتكار من شتى أنحاء العالم للتعريف بأحدث بحوثهم وخبراتهم الإكلينيكية وسبل تسخير التقنيات الجديدة في تطبيقات واقعية في مضمار الرعاية الصحية.
وكانت مدينة ساو باولو في البرازيل قد احتضنت النسخة السابقة من مؤتمر "التكنولوجيا في تعليم الطب" في عام 2024، وبعد أن حقق المؤتمر المذكور نجاحاً واسعاً تقرّر أن تستضيف الدوحة النسخة التالية من الحدث تأكيداً على الدور البارز لدولة قطر كأحد المراكز المزدهرة للابتكار في مجالات الرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي وتعليم الطب.
كما تحدث الدكتور إيمانويل ديرميتزاكيس، رئيس معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة والمؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة التقنية الحيوية أنتيثيسيس ثيرابيوتكس، وهو مرجِع في المعلوماتية الحيوية والبيولوجيا الحاسوبية والأسباب والآليات الوراثية لأمراض الإنسان، مشدداً على نقاط التقاء الذكاء الاصطناعي والعلوم الجينومية والرعاية الصحية القائمة على الفرد، موضحاً الرؤية الوطنية لدولة قطر في ما يتعلق بالصحة الدقيقة. وضمت قائمة الخبراء الدوليين المتحدثين ممثلين عن جامعة أمستردام، وجامعة ستانفورد في كاليفورنيا، وجامعة تافتس في بوسطن، وجامعة موناش في ملبورن بأستراليا، وسبيتار في الدوحة.
كما تحدثت في المؤتمر الدكتورة إميلي كابوديلوبو، نائب الرئيس الأول للبحوث والخوارزميات والبيانات في شركة التكنولوجيا الصحية الأميركية الرائدة WHOOP، المعروفة بإنجازاتها المهمة على صعيد الأجهزة الشخصية الطبية القابلة للارتداء، وتناولت دور الأجهزة الشخصية القابلة للارتداء في تحسين الصحة الأيضية وصحة الإنسان وعافيته. وأبرزت في كلمتها دور الأجهزة المعزّزة بالذكاء الاصطناعي في تمكين الإنسان من التحكم بصحته بالاسترشاد ببيانات دقيقة وآنية.
وأتيحت للمشاركين في المؤتمر فرصة متابعة عروض توضيحية مباشرة لأحدث التكنولوجيات الفائقة في عالم الرعاية الصحية. وأظهرت تلك العروض كيف توشك هذه الابتكارات على إحداث نقلة ثورية في تقديم الرعاية الصحية، مما يتيح خيارات علاجية أكثر تخصيصاً وكفاءة وفعالية للأفراد في شتى أنحاء العالم. كما ركّز المؤتمر على العافية الشخصية، حيث وفّر للحضور جلسات اليوغا وتمارين التنفس العميق، ومنطقة صحية هادئة، وتجربة مؤتمر معزّزة بتصميم واعٍ يهدف إلى تعزيز الراحة وصفاء الذهن والتعاون.
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.