هوما عابدين إحدى كبار المستشارين لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في جلسة نقاشية لمؤسسة قطر: "رحبّوا بالآفاق الجديدة التي تُفتح أمامكم"

تحدّثت هوما عابدين، والتي عملت في منصب كبار المستشارين لـ"هيلاري كلينتون"، وزيرة الخارجية السابقة للولايات المتحدة الأمريكية، عن أهمية دعم المرأة لغيرها من النساء في العالم، وتوطيد علاقات الصداقة فيما بينهنّ، وذلك خلال جلسة نقاشية عُقدت في مكتبة قطر الوطنية.

وقد شغلت عابدين منصب نائب الرئيس للحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية لهيلاري كلينتون لعام 2016، متحدثة عن تجربتها، قائلةً: "هيلاري كلينتون كانت قائدةً وصديقة".

وأضافت: "هناك الكثير من الأشخاص الذين يترأسون المؤسسات، ولا يريدون أن يتواجد حولهم أشخاصًا أكثر ذكاءً منهم، لأن ذلك يكشف عن مخاوفهم. كانت كلينتون عكس ذلك تمامًا، دائمًا ما أرادت أن يكون كل شخص يحيط بها أكثر منها ذكاءً. لقد كانت تؤمن بأن هذه هي الطريقة المثالية لإنجاز المهام، كما كانت بطبيعتها قادرة على حل المشكلات".

"هيلاري لاند"، الاسم المستعار لحملة كلينتون السياسية، والتي كانت تدور حول ثقافة، "كيف نفعل ذلك بشكل أفضل؟"، "كيف نكون أكثر نجاحًا؟"، "كيف يمكنني المساعدة في كتابة هذا الخطاب؟" كيف حال والدتك؟ "هيلاري لاند" كانت تعبر عن كل هذه المواضيع، وكانت هيلاري كلينتون تجمع بين هذه الأمور أيضًا".

وأردفت بالقول: "بينما كانت النساء تصعدن سلم النجاح في عالم "هيلاري لاند"، لم تدفعن بعضهن البعض نحو الفشل، بل كُنّ يدعمن بعضهنّ البعض للنجاح معًا". وتابعت متحدثة " أتواجد في بلد يكتنزُ قيادات نسائية استثنائية، يعجز لساني عن التعبير عندما أجتمع بهنّ". 

وشرحت عابدين كيف بدأت رحلتها ونجاحها، مُتحدثّة عن قصّة جدتها التي وُلدت في أوائل القرن العشرين، في الهند، في عالم يُحجّم دور الفتيات بالمهام المنزلية، قائلةً: "في جميع اللحظات التي مررت بها، وفي كل مرة أتوقف فيها في قصر باكنغهام أو أسافر بالطائرة الرئاسية أو كنت في هذه الأماكن المذهلة، أعزو الفضل لجدتي التي استيقظت ذات يوم، وهي في الثامنة من عمرها، وطالبت بالذهاب إلى المدرسة للتعلم".

وتابعت: "لقد عَقدت صفقة مع والديها للذهاب إلى المدرسة، وأنا أعزو كل شيء في حياتي إلى تلك الفتاة التي كانت تبلغ ثماني سنوات، والتي بدت وكأنها تؤمن، ولا أعرف كيف ولماذا؟، بأنها إن التعليم سيُغير حياتها وحياة أسرتها، وقد حققت ذلك بالفعل".

تحدثت عابدين أيضًا عن نشأتها في المملكة العربية السعودية، كإمرأة مسلمة، ولأبوين ترجع أصولهما من الهند وباكستان، وسلطت الضوء على أهمية وجود أشخاص نقتدي بهم أو يمثلوننا، مشيرةً إلى إعجابها بالصحفية كريستيان أمانبور.

وقالت: "كانت هذه المرة الأولى التي أرى فيها شخصًا يشبهني نوعًا ما، والتي تبدو وكأنها من نفس العالم الذي أتيتُ منه، وها هي، هذه اللامعة، التي لا تعرف الخوف، تروي الحقيقة، وتنقل أخبار الحرب من الخطوط الأمامية، فتحت عيناي على ما يمكنني تحقيقه".

وأضافت: "أقول هذا بكل صدق وتواضع: أستيقظ كل يوم على رسالة عبر الانستغرام، أو البريد الإلكتروني، أو رسالة نصية، مفادها: "إذا كان بإمكانك فعل ذلك، فربما يمكنني فعله أيضًا".

واختتمت قائلةً: "كونوا دائمًا متواجدين، وبادروا، وأعملوا، وعبروا عن آرائكم، وأفكاركم عبر وسائل الإعلام، ورحبّوا بالآفاق الجديدة التي تُفتح أمامكم".

أدارت الندوة الدكتورة أمل محمد المالكي، العميدة المؤسّسة لكليّة العلوم الإنسانية والاجتماعية، بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، وذلك في إطار جولة كتاب عابدين لمذكراتها "كلاهما/و:حياة في عوالم عديدة".