مُناصرة في قضايا العدالة الاجتماعية تحثّ الشباب على النظر بعيون ناقدة من أجل اكتشاف الحقيقة عبر سلسلة محاضرات المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر

"من المهمّ أن يُدرك المرء أهمية أن يكون مُلمًا بعالم وسائل الإعلام خصوصًا في ظلّ الروايات المتضاربة والمعلومات التضليلية والمغلوطة"، هذا ما أكدّت عليه المُناصرة في قضايا العدالة الاجتماعية، لينا أبو عاقلة، ابنة أخ شيرين أبو عاقلة، المراسلة الفلسطينية -الأمريكية التي قُتلت برصاص القوات العسكرية الإسرائيلية في مايو أثناء تغطيها العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.
وشدّدت لينا أبو عاقلة في الجلسة النقاشية التي عقدتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع بالتعاون مع شبكة الجزيرة الإعلامية بعنوان: "دفاعًا عن الحقّ وطلبًا للعدالة"، ضمن سلسلة محاضرات المدينة التعليمية، على ضرورة حماية الصحافيين في كلّ مكان بالعالم قائلةً: "لا نُريد لأي عائلة أن تمرّ بالتجربة المريرة التي نمرّ بها"، وواصفةً مقتل عمّتها بـ"الخسارة التي لا يمكن تجاوزها".
وسلّطت أبو عاقلة الضوء على الدعم الذي لمسته العائلة خلال إطلاقها حملة العدالة من أجل شيرين من مختلف العالم ولا سيّما في البلدان العربية، مشيرةً إلى أهمية الإرث الذي تركته عمّتها الراحلة، والذي شكّل مصدر إلهام للعديد من الشباب حول العالم وخصوصًا الشابات في العالم العربي وخارجه، وكيف مدّهم مقتل شيرين الإرث بالشجاعة والاستقلالية.
وقالت لينا:" لقد كانت شيرين أبو عاقلة صحفية ومن المهّم أن يتذكر الصحفيون ذلك وأن يدافعوا عنها طلبًا للعدالة من أجلها. إنّ تهديد أي صحافي في أي مكان بالعالم هو تهديد لكلّ الصحافيين حول العالم". وأضافت "لا ينبغي أن يكون مقتل شيرين مُجرّد خبر مقتل صحفيّ آخر، لا بُدّ أن يواصل الصحفيون والجمعيات المعنية بالدفاع عنهم دعم هذه القضايا، والتعبئة الإعلامية، وإيجاد الآليات التي تضمن حماية الصحفي في الميدان"، مشيرةً إلى أن تفاني الصحافية الراحلة شيرين أبو عاقلة في تعزيز الوعي الدولي بما يعانيه الشعب الفلسطيني هو الدافع لها لمواصلة هذه المسيرة، قائلًة: "أدركتُ أن هذه هي اللحظة التي أحتاجها للمطالبة بإقرار المحاسبة والمساءلة، ولم يكن استمراري في هذا الطريق عبارة عن واجب، وإنمّا هو رغبة منّي بذلك، فشيرين كانت ستقوم بالفعل نفسه لو أن سقطت أي ضحية غيرها".
ووجهّت المُناصرة في قضايا العدالة الاجتماعية، الشابة لينا أبو عاقلة، عبر منصة سلسلة محاضرات المدينة التعليمية، رسالةً إلى العالم وخصوصًا إلى الصحافيين وطلاب الإعلام والصحافة، مُناشدةً إياهم الاستمرار في الكتابة والحديث عن عمّتها الراحلة، لأن ذلك يُعزز إرث الصحافية الراحلة، ويهدف إلى الدفاع عن القضية الفلسطينية.
وأوضحت المُتحدثة أيضًا للحضور ولمتابعي هذه الحلقة النقاشية التي بُثت مباشرة عبر حسابات التواصل الاجتماعي التابعة لمؤسسة قطر، أهمية أن يشعر الشباب بالتعاطف مع الآخرين وأن يسعوا إلى فهم الناس الذين يكتبون قصصهم ويعملون من أجل تحقيق العدالة لهم.
وفي هذا السياق، قالت أبو عاقلة: "يُعدّ العمل الذي قامت به شيرين على مرّ الأعوام خير مثال على أهمية الوقوف بوجه الاحتلال والاضطهاد علانية. لطالما أكّدت شيرين على الحاجة المستمرة للبحث عن الحقيقة ورفع أصوات الفلسطينيين وإيصالها إلى العالم. كانت شيرين تعمل من أجل الناس، واختارت أن تكون صحفية من أجل الناس، وصمدت من أجلهم".
وأثناء هذه الجلسة النقاشية التي أدارها جمال الشيّال، المُراسل الأول في شبكة الجزيرة الإعلامية، تحدّثت أبو عاقلة عن ضرورة النظر إلى العالم من منظور النقد الإيجابيّ قائلةً: "أحد الأشياء التي تعلمتها أثناء دراستي الجامعية في الإعلام والاتصالات هو أن يُدرك المرء أهمية أن يكون مُلمًا بعالم وسائل الإعلام خصوصًا في ظلّ الروايات المتضاربة والمعلومات التضليلية والمغلوطة"، مضيفة:" من المهم استكشاف الأشياء والنظر حولنا بعيون ناقدة من أجل اكتشاف الحقيقة، والتمييز بين المصادر الإخبارية المختلفة، وكيفية انتشار الرسائل الإعلامية، وكيفية صناعة الخبر من خلالها، وهذا أمر مهم للغاية بالنسبة لأي شخص يحاول استيعاب كلّ هذه المعلومات"، قائلةً:" كُن دائمًا ناقدًا لما تقرأ، وانظر إلى عدّة مصادر بدلًا من التمسك بمصدر واحد، وابحث دائًما عن الحقيقة".
كذلك شجعت أبو عاقلة الناس على التحدّث بما يؤمنون به من أفكار، وقالت: "في البداية، كان من الصعب جدًا بالنسبة لي أن أُعلن عن أفكاري ومشاعري على الملأ، وأن أُغرّد بعد مقتل شيرين، لأنني كنتُ أعتقد أن أفكاري ومشاعري ورسائلي لن تجد لها مصغيًا، ولكن بعد مرور أربعة أيام على مقتلها، أدركتُ حقًا أن الناس كانوا يستمعون ويتابعون كلّ كنّا نقوم به أنا وعائلتي من أجل شيرين".
وختمت: "يًمكن أن تعرف أهمية ما تقوم به في اللحظة التي تُدرك فيها أنك أحدثتَ فرقًا، وحتى لو كانت خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح. عليك أن تدافع عن القضية التي تؤمن بها".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.