طالبان من وايل كورنيل للطب قطر يتدرّبان في مختبرين بحثيين مرموقين في بوسطن وطوكيو

خاض طالبان من وايل كورنيل للطب - قطر تجربة البحوث العلمية في مختبرين عالميين مرموقين وأنهيا برنامجين تدريبيين في بلدين مختلفين خلال أشهر الصيف.

وكان الطالبان ناصر الكواري وخليفة السليطي، اللذان بدآ مؤخراً السنة الثانية من برنامج الطب في وايل كورنيل للطب - قطر، قدّما طلبين للالتحاق بمؤسستين طبيتين عالميتين مرموقتين،حيث قدّم ناصر الكواري طلبه للالتحاق بمركز الأمراض العصبية بمستشفى ماساتشوستس العام (MIND)  التابع كلية طب هارفرد بمدينة بوسطن الأميركية، فيما قدّم الطالب خليفة السليطي طلبه للالتحاق بالمركز الوطني للصحة العالمية والطب بالعاصمة اليابانية طوكيو. وحصل الطالبان كلاهما على القبول وانطلقا للعمل مع نخبة من أبرز العلماء المعروفين عالمياً.

وعمل ناصر الكواري بكلية طب هارفرد جنباً إلى جنب مع الدكتور شيكن تشين في قسم طب الأعصاب بمستشفى ماساتشوستس العام. وقبل السفر إلى هناك، كتب ناصر قائلاً إنه يعتزم دراسة العلاجات المحتملة لحماية الخلايا العصبية في النماذج الجينية التجريبية لمرض الشلل الرعاش (مرض باركنسون).

وفسّر ناصر قرار اختيار هذا الموضوع قائلاً: "كطالب لستُ مهتماً بدراسة العلوم العصبية فحسب، بل أيضاً طب الأعصاب كتخصص محتمل في المستقبل، لذا وجدت في برنامج تدريب البحوث بمستشفى ماساتشوستس العام الفرصة الملائمة لاستكشاف العلوم العصبية وطب الأعصاب معاً رفقة باحثين معروفين عالمياً في مجال مرض باركنسون.  والدكتور تشين معروف بإنجازاته بالغة الأهمية نحو إثراء فهمنا لمرض باركنسون وتطوير علاجات فعالة له، لا سيما ما يتعلق بالصلة بين مرض باركنسون و"ميلانوما" أو سرطان الخلايا الصبغية".

وأتاح الدكتور تشين لناصر فرصة أن يتحمل مسؤولية جزء من المشروع لمدة ثمانية أسابيع تحت إشراف باحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه، مانحاً إياه فرصة قيّمة لاكتساب رؤية معمقة عن التحديات الماثلة أمام البحوث العلمية، اللوجستية والتجريبية على السواء.

وعن هذه التجربة، قال ناصر: "استفدت كثيراً من التجربة الثرية في أندية الدوريات العلمية والاجتماعات الرسمية مع باحثين في مجال مرض باركنسون بمستشفى ماساتشوستس العام، وعرفت أن ليس ثمة ما هو مستحيل، وسأكون في المستقبل المنظور مثلهم وفي مصافهم".

أما خليفة السليطي فقدّم طلبه إلى الدكتورة تاكاو شيميزو والدكتور كايسوكي ياناجيدا للعمل معهما في مجال تأشير الليبيدات بمقر المعهد الوطني للصحة العالمية والطب بالعاصمة اليابانية طوكيو، وقال إنه يأمل أن يبتكر نظاماً يقلّد دماغ الإنسان في إنشاء الطبقة الرقيقة من الخلايا المعروفة باسم الإندوثيليوم، وهو النسيج المبطّن للخلايا ومنها خلايا الأوعية الدموية، ومن ثم التحقق مما يحدث لمركب كيميائي معين بعد إدماجه في الإندوثيليوم.

وقال خليفة إن اليابان وجهة بحثية عالمية جذابة رغم حاجز اللغة بسبب معايير التعليم الرفيعة المعروفة عنها والبحوث الريادية التي تُنجز فيها، مضيفاً أنه شعر منذ البداية أنه سيكتسب خبرات عملية قيّمة هناك. وأضاف: "استطعتُ استقصاء واستخدام كل الأساليب البحثية المتقدمة التي وفرها لي المعهد لتقليد نموذج إندوثيليوم الدماغ. ومن المعروف أن الشركات والمؤسسات تقدّر عالياً الدارسين في الخارج، خاصة اليابان، فمثل هذه التجربة تطور مهارات مهمة مثل الدراية بثقافة شعوب العالم، وقابلية التكيف، والإصرار والمثابرة، والصبر، واكتساب سمات يستفيد منها الطالب لاحقاً في بيئة عمله".

واتفق مع هذا الرأي الدكتور نايف مظلوم، الأستاذ المساعد لعلم الجراثيم وعلم المناعة والعميد المساعد لبحوث الطلاب في وايل كورنيل للطب - قطر، مؤكداً الأهمية البالغة لمثل هذه التجربة في إعطاء الطلاب المهتمين ببحوث الطب الحيوي فرصة قلّ مثيلها للمشاركة في بحوث علمية حقيقية في مختبرات عالمية.

وقال: "تمنح مثل هذه البرامج التدريبية الطلاب فرصة معرفة الأهمية البالغة لبحوث المختبرات وصلتها بالرعاية الصحية الأولية، مثلما تجعلهم مفكرين مستقلين ناقدين، قادرين على أخذ زمام المبادرة في العثور على مشرفين لهم ومتعاونين معهم من أنحاء العالم. ومثل هذه البرامج تجعلهم ينطلقون خارج حدود دولة قطر ويتعرفون على علماء وباحثين متخصصين من أنحاء العالم، ويشاهدون عن قرب ما يتطلب الأمر ليكونوا باحثين متفرغين".

وكان الطالبان ناصر الكواري وخليفة السليطي من بين طلاب عدة فازوا بـ"جائزة البحوث لطلاب الطلاب" (MSRA) لعام 2019، والتي في إطارها يقدّم قسم البحوث في وايل كورنيل للطب - قطر التمويل لطلاب السنة الأولى من برنامج الطب لإجراء بحوث علمية لمدة ثمانية أسابيع خلال أشهر الصيف في أي مكان في العالم. ولهذا البرنامج تأثير هائل في شخصية الطلاب المشاركين، أكاديمياً وتحفيزياً في آن معاً.

ويشجع البرنامج الطلاب أيضاً على تنمية صفات مهنية مهمة في خضم توليهم مهام بحثية حقيقية تسهم في اكتشافات في مجال الطب الحيوي، وما يترتب على ذلك من مسؤولية تجاه مشروعهم وزملائهم ومؤسستهم المضيفة. وتشكّل جائزة البحوث لطلاب الطب شخصية طلاب الكلية كأطباء-علماء سيسهمون في المستقبل المنظور في إثراء منظومة الرعاية الصحية في قطر.