سلسلة المحاضرات المتخصصة في وايل كورنيل للطب - قطر تستضيف خبيرة في الرعاية التسكينية للأطفال

حلَّت الدكتورة أمريتا ساربال، طبيب أول الرعاية الحرجة للأطفال في سدرة للطب والأستاذ المساعد في طب الأطفال الإكلينيكي في وايل كورنيل للطب - قطر ضيفة على سلسلة المحاضرات المتخصصة التي ينظمها قسم التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب - قطر في حرم الكلية.

وقد ألقت الدكتورة ساربال، زميلة الكلية الملكية للأطباء والجراحين في كندا، محاضرة بعنوان "الرعاية التسكينية للأطفال: تبديد الأفكار الخاطئة والمفاهيم الملتبسة وسوء الفهم". واستهلّتها بتعريف الرعاية التسكينية للأطفال، المعروفة أيضاً باسم الرعاية التلطيفية، ثم شرحت كيفية التفريق بين حالة الإنعاش وغايات الرعاية، وأعطت لمحة عامة عن المبادئ الأخلاقية التي توجّه معالجة الأعراض المختلفة مع دنوّ أجل المريض.

وفي المحاضرة التي تابعها أطباء وممرضون وأطباء أسنان وصيادلة إلى جانب عاملين في المهن الطبية المساندة وطلاب طب وباحثين ومحاضرين، قالت الدكتورة ساربال: "من المهمّ أن نبدّد بعض الأفكار الخاطئة وحالة عدم اليقين المحيطة بالرعاية التسكينية. أولاها، أن الرعاية التسكينية لا تعجّل بوفاة المريض كما قد يعتقد البعض. فقد أظهرت دراسات أن الرعاية التسكينية المبكرة تقلّل الحاجة إلى رعاية مكثفة مع دنوّ أجل المريض وتسهم في بقائه على قيد الحياة لفترة أطول. وفي حقيقة الأمر، الرعاية التسكينية تقوم على مبدأ توفير الراحة وأفضل جودة حياة ممكنة للمريض وأسرته في مواجهة مرض يهدد حياته".

ونوّهت الدكتورة ساربال إلى أهمية التمييز بين الرعاية التسكينية أو التلطيفية من جهة، ورعاية المرحلة المتأخرة في الجهة المقابلة. فالرعاية التسكينية تبدأ عند تشخيص المرض وتُقدّم جنباً إلى جانب مع مختلف الإجراءات العلاجية لمن يصاب بمرض يهدد حياته من أجل تعزيز راحته وجودة حياته. ووفقاً لتعريف منظمة الصحة العالمية فإن ما سبق يتحقق "من خلال الوقاية من المعاناة والتخفيف منها عن طريق التحديد المبكر، والتقييم الدقيق، وعلاج الألم وسائر المشكلات، الجسدية والنفسية والروحانية". وفي المقابل، تبدأ رعاية المرحلة المتأخرة عند انتهاء الإجراءات العلاجية بعد أن يتبيّن للأطباء أن المريض لن ينجو من مرض عُضال ما.

وأضافت الدكتورة ساربال أنه غالباً ما يُعتقد أن الرعاية التسكينية تقتصر على مرضى السرطان، والأمر ليس كذلك. فأغلب الأطفال الذين يتلقون رعاية تسكينية غير مصابين بالسرطان. وعلاوة على ذلك، أظهرت البحوث أن الرعاية التسكينية للأطفال تُعدّ المسار المناسب لحوالي 400 حالة طبية مختلفة. كما أوضحت أن الرعاية التسكينية لا يُقصد بها "اليأس" من حالة المريض بل تقدّم جنباً إلى جنب مع الإجراءات العلاجية الاعتيادية. ولكن، عند التسليم بأن الشفاء لم يَعُد ممكناً، يمكن تغيير تركيز الرعاية التسكينية بحيث يعيش المريض حياته بالكامل قدر الإمكان وفق رغبته ورغبة أسرته. ومن الأفكار الخاطئة التي لا بدّ من تبديدها، بحسب الدكتورة ساربال، فكرة أن المورفين يستخدم للتعجيل بموت المريض إلاّ أنه يستخدم في حقيقة الأمر لتخفيف الألم لا أكثر، وأن مسكّنات الألم تقود بالضرورة إلى الإدمان والأمر ليس كذلك.\

وفي ما يتعلق بالمبادئ الأخلاقية التي توجّه تقديم الرعاية التسكينية، قالت الدكتورة ساربال إنها تنقسم إلى أربع فئات: الإنصاف، الاستقلالية، الإحسان، وعدم الإضرار. ويجب أن تُدار مسكّنات الألم بعناية شديدة لتخفيف الألم قدر الإمكان دون التعجيل بموت المريض دون قصد، ويتمثل الخطر من ذلك في أنّ بعض الأدوية يمكن أن تؤثر في التنفس وضغط الدم. وأوضحت قائلةً إنه بشكل عام يجب على أولئك الذين يقدمون الرعاية التسكينية الالتزام بقسَم أبقراط واحترام رغبات وقيم الأسرة في آن معاً. 

تمّ اعتماد هذه المحاضرة من قبل قسم الاعتماد بإدارة التخصصات الصحية التابعة لوزارة الصحة العامة القطرية مثلما اعتمدها مجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر (ACCME) في الولايات المتحدة.