سعادة الشيخة هند تؤكّد أهمية الجلسات الأُسرية لتجنّب العزلة خلال حلقة نقاشية لمؤتمر معهد الدوحة الدولي للأسرة
أكّدت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والرئيس التنفيذي للمؤسسة، حاجة الأُسر إلى قضاء وقت مع أطفالهم لـمساعدتهم على فهم البيئة الثقافية والاجتماعية التي ينتمون إليها، مع ضرورة تبادل الحوار بين أفراد الأسرة والأطفال في سنّ مبكرة.
تحدّث سعادتها في جلسة نقاشية رفيعة المستوى عُقدت بصيغة افتراضية اليوم بعنوان: "العزلة والمجتمع"، وذلك ضمن أنشطة اليوم الثاني من مؤتمر معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، حيث تم تسليط الضوء على الزواج ومقوّمات الاستقرار واستكشاف موضوع العزلة، مع التأكيد على ضرورة غرس حسّ الانتماء في نفوس الأطفال.
كذلك شهدت هذ الجلسة تأكيد سعادة الشيخة هند على أهمية تربية الأسرة لأطفال واثقين بأنفسهم وقادرين على "التعبير عن مشاعرهم"، كما ناقشت الجلسة الجوانب المتعلقة بالزواج كأحد الحلول المطروحة للعزلة والمسائل المجتمعية المرتبطة به.
أضافت سعادة الشيخة هند: "من الجيّد أن نمضي أوقاتًا نوعية مع أطفالنا لتعزيز فهمهم حول البيئة الثقافية والمجتمعية التي ينتمون إليها، نظرًا لأهمية المحادثات التي نجريها مع أطفالنا لا سيما تلك التي تبدأ في سنّ مبكرة جدًا، لا بدّ أن يشعروا أيضًا بأنهم قادرين على طرح الأسئلة وأننا لدينا الوقت للإجابة، وأن يتعزز شعورهم بالانتماء إلى المجتمع".
وعن كيفية تحقيق ذلك، أشارت سعادتها إلى "أهمية مساعدة الأطفال على فهم ارتباطهم بالمجتمع والمقومات التي تُشكّل شخصيتهم، وذلك من أجل تنشئة جيل واثق بقدراته لتحقيق الازدهار بشكل دائم. جيل يمتلك حبّ التعلم مدى الحياة".
وقالت سعادتها: "نحن اليوم كأفراد أكثر ارتباطًا مع العالم، ولكننا أقلّ ترابطًا مع الأسرة والأصدقاء في مجتمعاتنا. لا يزال الطريق طويلًا من أجل إدراك الأسباب الحقيقية والكامنة وراء شعور الأفراد بالعزلة، واستكشاف كيفية التعامل مع التحديات ذات الصلة وسُبل معالجتها. أعتقد أن هذا مرّده إلى الأهداف التي يتوخاها الفرد من علاقاته الإنسانية مع الآخرين، ولا يقتصر المعيار هنا على عدد الساعات التي نقضيها مع المحيطين بنا، وإنمّا بمدى مشاركتنا معهم مختلف جوانب الحياة"، مشيرًة إلى أنه:" كلّما تشابكت علاقات الفرد مع العالم، كلّما ازداد شعوره بأن علاقته مع المحيطين به أقلّ مكانًة".
في إطار الحديث عن دور الزواج في مواجهة العزلة قالت سعاد الشيخة هند:" أعتقد أن هناك أعباء كثيرة ملقاة على الزواج كحلّ بحدّ ذاته للمشاكل التي تواجه الفرد. إذا لم يُقدم المرء على الزواج بثقة، مدركًا ما الذي يتطلع إليه، وملتزمًا بما تتطلبه هذه الخطوة، ومحققًا الانسجام مع توقعات الشريك وتطلعاته، فمن المرجح استمرار هذه التحديات وتفاقهما".
تابعت سعادتها:" من المهمّ بناء العلاقات الأسرية بشكل متكافئ ومتساوٍ مع احترام كلّ فرد في وهذا يشمل الأطفال. نحن بحاجة إلى احترام دور الأطفال وتربيتهم ليكونوا قادرين على تكوين رأي خاص بهم، والتعبير عنه، ولا بدّ أن يشعروا بالأمان داخل منازلهم".
وأوضحت سعادتها:" من المهمّ تنشئة أطفال واثقين من أنفسهم ومن إمكانيتهم، ومن أجل تحقيق ذلك لا بدّ أن يكونوا واثقين بقدراتهم، وفخورين بالبلد الذي ينتمون إليه والبيئة التي يعيشون فيها، ومعتزين بدينهم ولغتهم، والأسرة التي نشأوا فيها".
كما شهدت هذه الجلسة مشاركة سعادة السيدة سمية أردوغان بيرقدار نائب رئيس منظمة المرأة والديموقراطية (كاديم) تركيا التي سلّطت الضوء على دور الأسرة في مواجهة العزلة قائلًة:" الزواج هو عكس العزلة تمامًا، فالزواج والأسرة هما الترياق الأكثر شيوعًا للعزلة"، مضيفًة: الترابط الحقيقي مع الزوج والأطفال يضيف قيمة ومعنى للحياة. ويتم تعزيز هذه الروابط من خلال الالتزامات والمسؤوليات المتبادلة واهتمام أفراد الأسرة ببعضهم البعض، مع وجود أفراد داعمين لاستقرار هذه الأسرة على أن يكونوا أهلًا للثقة من أجل مواجهة أي تحديات".
ختمت سعادة السيدة سمية أردوغان: "ليست كلّ الزيجات مثالية، فالقدرة على بناء التواصل السليم مع الزوج والأطفال ليس بالأمر السهل، فعندما لا يتمكّن الفرد من ادراك إمكانياته داخل الأسرة، يُضعف التواصل بينه وبين المحيطين به، ما يُسبب الشعور بالعزلة. إنّ استكشاف العلاقة بين الزواج والعزلة ليس بسيطًا كما نعتقد، فالزواج هو أحد أقوى المؤسسات التي يتم من خلالها تعزيز الرفاه الاجتماعي، ومن أجل تجنّب سيناريوهات الإخفاق في تحقيق هذا الهدف، يتوجب علينا العمل بجدّ لتحسين مؤسسة الزواج".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.