ديلويت تسلط الضوء على تكيّف الشركات مع تقلبات السوق، وإسراع وتيرة التحول الرقمي فيها وبدء تعافيها من الجائحة

في تقريرها السنوي الثاني عشر ”اتجاهات التكنولوجيا“ الذي نشرته مؤخراً، خلصت ديلويت إلى أن الشركات قد عمدت إلى الإسراع في جهود التحول الرقمي في الآونة الأخيرة مدفوعة ليس برغبتها على إضفاء مزيد من السرعة والمرونة والكفاءة على عملياتها التشغيلية فقط، بل بحرصها أيضاً على الاستجابة للتقلبات الدراماتيكية في معدلات الطلب وتوقعات المستهلكين.
يناقش تقرير ديلويت لهذه السنة الفرص والاستراتيجيات والتقنيات التي من شأنها أن تدعم موقف الشركات التي كان عليها التعامل مع الآثار الزلزالية للسنة الماضية 2020 وتعزز ثقتها في وضع الخطط الجديدة وتنفيذها خلال الفترة القادمة من 18 إلى 24 شهراً حيث ستجد هذه الشركات أن مستقبلها سيكون متمايزاً بوضوح عن الحقائق التي كانت سائدة على أرض الواقع في شهر يناير 2020. رغم ذلك، يرى التقرير أن مدراء تكنولوجيا المعلومات قد بدأوا بالفعل برسم معالم الطريق الواعد بمستقبل أفضل لشركاتهم. وفي هذا الصدد، رصد تقرير ديلويت مجموعة من الاتجاهات التكنولوجية التي تتوزع إلى 3 فئات رئيسية، هي: مستقبل مكان العمل، ومأسسة الذكاء الاصطناعي، وتحديث التقنيات الأساسية التي تعزز التنوع والمساواة والاندماج في الشركات.
فيما يلي الاتجاهات التسعة التي يرصدها تقرير ديلويت موزعة إلى 3 فئات رئيسية:
قلب المؤسسة: إعادة هندسة الاستراتيجية؛ التقنيات الحديثة، والتوريد غير المقيد: تركز هذه الفئة على التوافق بين الاستراتيجية المؤسسية واستراتيجية التكنولوجيا. يرى التقرير أن هذه المكونات معقدة لكنها ضرورية لنجاح المؤسسات مما يحتم عليها العمل ضمن منظومة متناسقة حتى تستطيع دعم بعضها البعض.
تجربة أفضل داخلياً وخارجياً: التكنولوجيا المصممة لمليارات الأشخاص: التقاء التجربة الرقمية والمادية وإعادة تشغيل مكان العمل الرقمي. تعطي هذه الفئة نبذة عن الوجيهين لعملة واحدة بالنسبة للعملاء والموظفين والأطراف المعنية: كيف يمكن دمج مستقبل تجارب العملاء الرقمية المستقبلية مع التجارب المادية لتحقيق المزيد من القيمة؟ تكنولوجيا التنوع والمساواة والاندماج: أدوات من أجل المساواة: يناقش هذا القسم الأدوات التي تزداد تعقيداً لدعم التنوع والمساواة والاندماج في مكان العمل عبر دورة المواهب، وهي الشرارة التي تشعل الإبداع.
البيانات: فن الممكن: مع اتخاذ المؤسسات مزيد من الخطوات نحو الأتمتة وصناعة القرارات المؤتمتة آلياً، يمكن توسيع الطاقة الإنسانية بمعدلات كبيرة. عمليات التعلم الآلي: الذكاء الاصطناعي المصنّع: ثورة البيانات الآلية: تزويد الآلة بالبيانات؛ الثقة صفر: لا تثق أبداً، تحقق دائماً: تمثل هذه التقنيات 3 فرص محددة للشركات لكي تحقق المزيد من القيمة من خلال التصنيع والأتمتة.
تعقيباً على نتائج هذا التقرير، قال تيم بار، الشريك والرئيس التنفيذي لقطاع الاستشارات في ديلويت الشرق الأوسط: ”لقد اخترنا المرونة موضوعاً محورياً لتقرير هذه السنة نظراً لأننا صادفنا عدداً لا يُحصى من الأمثلة الملهمة عن المرونة في السنة الماضية حيث عمدت المؤسسات إلى تقييم ظروفها، وراجعت خططها الاستراتيجية. بالنسبة إلينا في ديلويت، المرونة تعني الإرادة الصلبة للتكيّف والنجاح في مواجهة التغييرات. لقد رأينا مدراء تنفيذيين لتكنولوجيا المعلومات وغيرهم من المدراء التنفيذيين يقودون بثقة رحلة التأقلم مع التغيرات التي عاني العالم منها خلال السنة الماضية، وأثبتوا قدرتهم على النهوض بشركاتهم مرة أخرى.“
وختم بار كلامه بالقول: ”من الواضح أن وباء كوفيد-19 قد استطاع بين ليلة وضحاها نسف الافتراضات التي وضعناها، وأجبرنا على التحلي بالقدرة على التأقلم والاستجابة أكثر مما كنا نتوقع أنه ممكن قبل هذه الجائحة. واضطررنا إلى ضغط الخطط التي وضعناها للمستقبل من خطط سنوية إلى خطط لأسابيع. صحيح أن النمو الذي تحقق خلال السنة الماضية لم يكن مريحاً في أحسن أحواله، إلا أنه قد أحدث تغييراً مهماً للغاية. لذلك تشير الاتجاهات العامة التي نراها اليوم في مجال التكنولوجيا إلى أن الأحداث التي عصفت بالعالم في السنة الماضية بها بالمقابل بُعد يبعث على الكثير من التفاؤل في المستقبل.“