ديلويت تسلط الضوء على الاتجاهات الناشئة في قطاع الطاقة وسط جائحة فيروس كورونا

مع تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد ”كوفيد-19“ خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام، شهدت أسواق المال والسلع العالمية حالات عدم استقرار فرضت على كافة القطاعات في العالم تحديات وفرصاً غير مسبوقة في آن معاً. في هذا الإطار، سلطت تقارير ديلويت ”آفاق مستقبلية“ نصف السنوية الضوء على تأثير هذه الجائحة على قطاعات النفط والغاز والطاقة والمرافق والطاقة المتجددة، مما أدى إلى ظهور اتجاهات جديدة تشكل اليومآفاق مستقبل القطاعات على المديين القصير والبعيد.
قطاع النفط والغاز والكيميائيات – تحديات ما قبل التعافي
لم يكن من المستغرب أن تعاني شركات النفط والغاز من تحديات جسيمة خلال عام 2020 لا سيما وأنها تعمل في قطاع اعتاد أن يشهد دورة أسعار اقتصادية وسلعية متفاوتة بين صعود وهبوط . وفي ظل سرعة تغير الحقائق على أرض الواقع، يلقي تقرير ديلويت الجديد الضوء على ثلاثة اتجاهات بارزة ستترك بصماتها على ما تبقى من هذه السنة، ويستشرف التحديات أمام قطاع النفط والغاز في العام المقبل 2021 قبل التعافي البطيء مع بداية منتصف 2020:
- تطلع الشركات إلى عودة أسواق النفط والغاز إلى الوضع الطبيعي الجديد وسط فترة الكساد الكبير
- ضرورة التأقلم مع ”أسعار أدنى لفترة أطول“ في أسواق الغاز الطبيعي العالمية
- سعي الشركات للموازنة بين أولويات قصيرة وطويلة الأجل في مواجهة أسعار النفط المتدنية وانتقال الطاقة.
الطاقة والمرافق – الحاجة للتركيز على فرص النمو
بدأ قطاع الطاقة والمرافق العقد الجديد من عام 2020 من موقع قوي مع تحديد فرص نمو جديدة، والتحول إلى الطاقة النظيفة على صعيد الاقتصاد العالمي. لكن هذا القطاع لم ينعم طويلاً بتلك المزايا، فقد ضربت جائحة فيروس كورونا بآثارها المدمرة هذا القطاع الذي وجد نفسه أمام اختبار شديد لقدراته التي اعتادت على الصمود في مواجهة الكوارث.
يبدو أن الاتجاهات الثلاثة التي حددتها ديلويت في قطاع الطاقة والمرافق في بداية عام 2020 قد تغيرت بصورة جلية مع هذا الواقع. أولاً، إن هذا القطاع الذي كان يرفع سقف أهداف التغير المناخي في وقت مضى سيضطرفي وقت قريب إلى خفض تلك المعايير مع استحواذ الطاقة المتجددة على حصة أكبر من الطلب على الكهرباء. ثانياً، من المرجح أن حمولات الطاقة الغنية بالطاقة المتجددة التي تضمن استقرار شبكات نقل الطاقة وسط التحولات في سوق الطاقة سوف تستحوذ على الكثير من المرونة من ناحية الطلب من موارد الطاقة الموزعة (Distributed Energy Resources) على شكل الاستجابة للطلب (Demand Response). ثالثاً، إن الاضطرابات التي سببتها جائحة فيروس كورونا قد وفرت لهذا القطاع فرصاً هامة للتركيز على ثلاثة مجالات للنمو، وهي: التحول الرقمي، الخدمات الجديدة، وفرص الاندماج والاستحواذ.
باختصار، قد تكون جائحة فيروس كورونا قد سرّعت من هذا التحول نحو الطاقة النظيفة التي يقودها القطاع، لكنها في الوقت نفسه أبرزت الحاجة العاجلة لاتخاذ قرارات استراتيجية حول موارد الطاقة الموزعة وفرص النمو.
الطاقة المتجددة - اضطراب قصير الأجل مع آفاق إيجابية طويلة الأجل
مع بداية عام 2020، كان قطاع الطاقة المتجددة يتحضر لدخول مرحلة جديدة من النمو تحت تأثير عدة عوامل أبرزها الزيادة في طلب المستهلكين، والتكاليف التنافسية، والابتكارات، والتعاون؛ لكن جائحة فيروس كورونا قد قضت على هذه الأحلام في غضون شهور قليلة.
مع ترقب كيفية استجابة قطاع الطاقة المتجددة لحالة عدم الاستقرار هذه، كان لا بد من التركيز على ثلاثة اتجاهات رئيسية، وهي: التحولات في سوق الطاقة المتجددة، صمود شبكات النقل، والابتكار والتعاون. بالرغم من الآثار السلبية قصيرة الأجل الناتجة عن هذه الظروف غير المواتية، تظل الآفاق طويلة الأجل إيجابية أمام هذاالقطاع لا سيما وأنها تستند إلى الادخارات الضخمة التي حققتها في تكاليف الإنتاج خلال السنوات القليلة الماضية.
في معرض تعليقه على الظروف التي تحيط بهذه القطاعات، يقول بارت كورنيلسن، الشريك المسؤول عن الطاقة والموارد في ديلويت مونيتور: ”في ظل هذه الأوقات غير المسبوقة، على المدراء التنفيذيين للشركات البقاء متيقظين إزاء المخاطر وأجواء عدم اليقين التي تغلف آفاق عام 2020، مع المحافظة في الوقت نفسه على استعدادهم لاقتناص الفرص الجديدة لنمو الأرباح وسط مشهد الأسواق العالمية المتغير. لهذا الغرض، طرحنا في تقريرنا نصف السنوي العديد من الرؤى العملية التي نأمل أن تساعد الشركات ليس على التعافي من الآثار قصيرة وطويلة الأجل لجائحة فيروس كورونا فقط، بل لمساعدتها على النهوض والنمو من جديد.“