حملة لطلاب مؤسسة قطر من أجل حظر الأكياس البلاستيكية في قطر

دعا طلاب مدارس مؤسسة قطر جميع أفراد المجتمع إلى الحدّ من استعمال الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، مطالبين بدعم جهودهم لحماية البيئة في جميع أنحاء الدولة.
تأتي هذه الدعوة التي أطلقتها مجموعة من 45 طالبًا في المرحلة الإبتدائية من أكاديمية قطر – الدوحة، العاملة تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، أصواتهم إلى الصوت العالمي للعمل من أجل معالجة القضايا البيئية المهمّة التي يواجهها العالم، وإطلاق حملة لزيادة الوعي حول تأثير الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، والحدّ من استخدامها في قطر.
هذا الأسبوع، شهدت الحملة مشاركة 130 طالبًا من المدرسة، من القيادة الطلابية في أكاديمية قطر – الدوحة، حيث قاموا بتغطية جدران المدرسة باستخدام الأكياس والعلب البلاستيكية التي جمعها الطلاب وأولياء الأمور والمدرسين، لتوضيح كمية النفايات البلاستيكية التي يستهلكها المجتمع.
قالت مها آل ثاني، 11 عامًا، طالبة في الصف الخامس، والتي تشارك في المبادرة: "وجود الأكياس البلاستيكية ليس أمرًا عادلًا لكوكبنا، حيث نسعى من خلال هذه المبادرة إلى نشر الوعي حول التأثير الذي سوف يستمر عند معاملة بيئتنا على هذا النحو، مما سيؤثر علينا وعلى البيئة والحياة البرية".
أضافت: "من المهم أن يكون لدينا هذا النوع من المبادرات التي تتعامل مع هذه القضية التي تؤثر علينا وعلى مستقبلنا، قمنا ببدء العمل على فكرة هذه المبادرة العام الماضي حيث قدّم الطلاب مجموعة من الأفكار، والتي كانت إحداها الحدّ من استخدام الأكياس البلاستيكية في قطر".
تابعت الطالبة مها آل ثاني: "نحاول تشجيع الآخرين على التفكير في الأمر نفسه، من خلال عرض صور وحقائق لكيفية تعاملنا مع البيئة وكيف كانت من قبل وكيف يؤثر هذا التغيير على النباتات والبيئة البحرية والبرية والناس".
كذلك قال الطالب خالد بن عبدالباسط الشيبي، 11 عامًا، في الصف الخامس: "قطر هي واحدة من الدول الرائدة في مجال الاستدامة في الشرق الأوسط، وأعتقد أن مجتمع مؤسسة قطر سيكون متحمسًا لهذه المبادرة. مدرستنا تؤيدنا، وإطلاق حملتنا في مؤسسة قطر يُشعرنا بأنه سيكون لها تأثير كبير. متحمس للغاية، وأشجع نفسي على المشاركة لأنه أمر يؤثر على مستقبلي، ويجب أن أساعد في إيجاد حل، كما نريد أن نرسل رسالة إلى الطلاب مفادها أن علاقتهم بالبيئة اليوم ستنعكس على مستقبلهم".
أضاف الشيبي: "أنا محظوظ جدًا للمشاركة في هذه الحملة، وحريصون على الاستمرار، فهذه الحملة لا تتعلق بحظر الأكياس البلاستيكية فحسب، ومجرد الانتهاء من العمل عليها - بعد عشرة أسابيع - سيكون لدينا مبادرات جديدة".
يأمل الطلاب جمع 10,000 توقيع لتقديمها إلى القيادات في قطر، داعين إلى دعم جهود دولة قطر للإنضمام إلى الجهود العالمية للحد من النفايات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. وقالت الطالبة طيبة مظفر، طالبة في الصف الخامس، والبالغة من العمر 10 سنوات: "أعتقد أن هذا سيغير مستقبلنا، وسيكون لدينا عالم أفضل نتيجة لذلك، وبالتالي يمكننا تغيير العالم".
أضافت مظفر: "إذا طبقنا حظر الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد قبل تنظيم كأس العالم 2022 في قطر، سيكون ذلك مفيدًا للغاية، لأنه خلال البطولة سيزداد عدد السكان بشكل كبير، وبالتالي، سيكون هناك المزيد من البلاستيك". وأكدت مظفر: "لقد جمعنا معلومات وأبحاث حول تأثير الأكياس البلاستيكية، لكن لا فائدة من القيام بذلك، ما لم نقم بعد ذلك باتخاذ إجراءات وتثقيف الآخريين".
بدورها، أوضحت جيس هوفمان، منسقة برامج وأنشطة التعليم ما قبل الجامعي في أكاديمية قطر – الدوحة، كيف قام الطلاب، بدعم من المعلمين في الأكاديمية، ببناء فكرتهم للمساعدة في حماية البيئة، قائلةً: "لقد طرحنا فكرة على مجموعة من طلاب الصف الرابع كان مفادها: ماذا لو حظرنا الأكياس البلاستيكية؟ وكان جوابهم، دعونا نفعل ذلك".
تابعت هوفمان: "حينها، بدأنا نتحدث حول الكيفية التي ستكون عليها الحملة، وما الذي يمكننا القيام به، وكانت أفكار الطلاب جميعها رائعة". وأضافت هوفمان: "من الواضح أن الفكرة وراء هذه الحملة هي إحداث التغيير، ولكن أيضًا تعليم الطلاب المهارات القيادية مثل، التنظيم والتواصل والقدرة على طرح أفكارهم وتنفيذها".
من جهتها، قالت إليزابيث كينيدي، منسقة الرفاه في أكاديمية قطر – الدوحة: "يتعرّف الطلاب على جميع الأنواع المختلفة التي تدعم ما نقوم به في الأكاديمية فيما يتعلق بالتعليم والتطوير، حيث يقوم طلابنا بتطوير مهاراتهم ومعارفهم وثقتهم ليكونوا مواطنين مؤثرين وفاعلين، إذ أننا نهدف إلى تعزيز النمو الأكاديمي والذاتي لطلابنا من خلال فرص التعلم الحقيقية".
تابعت كينيدي: "نريد تمكين الطلاب كي يشعروا بأن بإمكانهم إحداث تغيير إيجابي، وكما نرى من هذه المجموعة الشغوفة التي تعمل على هذه المبادرة، أنه يمكنهم ذلك، وأنهم سوف يحدثون فرقًا كبيرًا".
اختتمت قائلةً: "لقد اعتمدنا الاستدامة في مناهجنا الدراسية، ونقوم بتوعية الطلاب من مختلف الأعمار والمراحل حول أهميتها. إذا كان هذا هو ما يفعله الطلاب في الصف الخامس، فما عليك سوى أن تتخيل ما الذي سيفعلونه في الصف الثاني عشر وما بعده، وإلى أي مدى سيكونون على دراية بما حولهم، والدور الذي سيؤدونه في مجتمعهم بفعالية ليكون أكثر استدامة".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.