الناشطة الفلسطينية منى الكرد تخاطب الشباب العربي: "أنتم أصواتنا في الخارج" في فعالية نظمتها مؤسسة قطر بالتزامن مع بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™

عُقدت اليوم إحدى الفعاليات التي تنظمها مؤسسة قطر لدعم الثقافة الفلسطينية بالتزامن مع بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، والتي حلّت فيها الناشطة الفلسطينية وابنة حي الشيخ جرّاح بالقدس منى الكرد ضيفةً لتناقش أهميّة رواية القصص ونقل التراث المحكي في صنع التغيير والدفاع عن القضية الفلسطينية.
وقالت الكرد: "خلال متابعتي لمباريات البطولة، أشاهد علم فلسطين في كلّ مكان، وهذا يعني لنا الكثير في فلسطين، لأننا محرومون من رفع العلم في القدس أو الداخل المحتلّ وقد يعرضنا ذلك للسجن أو الاستشهاد من قبل الاحتلال. أنتم أصواتنا في الخارج، وأنتم من تعطوننا الطاقة لنواصل المضي قدمًا".
أضافت: "لا تستهينوا بأي مبادرة تقدمونها، حتى لو كان ذلك من خلال توزيع الأعلام الفلسطينية أو شارة "الكابتن" الفلسطينية، فرؤية هذا التضامن والتكاتف العربي والعالمي معنا يهمنا كثيرًا. المهم هو أن نواصل الحديث عن فلسطين كشعوب عربية سواء رقميًا أو على أرض الواقع".
وانعقدت هذه الفعالية ضمن معرض "جووولز 2022"، الذي يعرض قصص متنوعة عن أثر كأس العالم FIFA قطر 2022™ من تجارب أشخاص من مشارب مختلفة مع كرة القدم وعلاقتها بالثقافة والمجتمع، وروت خلالها الكرد قصّتها كأحد أبرز الناشطين الفلسطينيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع أخيها التوأم محمد الكرد، وكيف تمكنا معًا من جذب أنظار العالم إلى ضم المستوطنين غير القانوني لمنازل الفلسطينيين في حي الشيخ جراح.
وقالت خلال حديثها: "كان لدينا وعي بأهمية توثيق ما يحدث في حيّ الشيخ جرّاح، لأن التوثيق من أهم الآليات التي نستخدمها لنشر قصصنا. اليوم الناس تريد أن ترى ماذا يحدث لتعيش معنا واقعنا، وكنا نعي بأن هذه قضية مهمة يجب إيصالها للعالم، لكن أملنا كان بسيط، أو شبه معدوم. لم تكن محاولتنا الوحيدة، بل آبائنا وأجدادنا خاضوا هذه المعركة والنضال في الحديث عن فلسطين ككل، وعلى الرغم من أن الأمل كان ضعيف، كنا نعي أهمية التوثيق وأن نعكس نحن بأنفسنا الصورة الحقيقية للأحداث لا أن نعتمد على الإعلام الأجنبي".
تحدّثت منى عن اتجاهها لدراسة الإعلام لتكتسب الأدوات المهنية اللازمة التي تساعدها لنقل رسالتها، وعن طموحها لتصبح صانعة أفلام في المستقبل وقالت: "نحن الفلسطينيون محبون للعلم، ونحرص دائمًا على مواصلة تعليمنا رغم الصعوبات للوصول للجامعات الفلسطينية خاصة لأهالي القدس والداخل المحتل، وذلك لتوظيف ما نتعلمه لخدمة القضية الفلسطينية. أحلم أن أصبح صانعة أفلام، وأتمنى من خلال الأفلام التي أصورها في المستقبل أن أصور حقيقة ما يجري في فلسطين واللحظات التي نعيشها ليراها العالم".
أشارت الكرد إلى تجربة نقل أحداث الشيخ جراح للشعوب العربية من خلال نشر القصص الشخصية لأهالي الحي وقالت: "كنت أشاهد ما ينشر عبر وسائل الإعلام من الصحافيين عن قضيتنا دائمًا وأشعر أن الخبر ناقص وغير مكتمل بسبب الايدولوجيات والسياسيات الإعلامية، ونحن كشباب كان لدينا خطاب مختلف نوصله للعالم، فركزنا على القصص، وعندما سمعت الناس قصصنا الشخصية، بدأت تعرفنا أكثر، وتربط قصصنا بقضية حي الشيخ جراح والتطهير العرقي والتهجير القسري، وهذا السبب الذي جعلهم يشعرون أنهم جزء من القضية".
أضافت: "قضية حي الشيخ جراح هي قضية عمرها أكثر من 50 عامًا في محاكم الاحتلال، لكن الناس لم يعرفوها إلا قبل سنة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتضامن من الشعوب العربية مع القضية".
تحدّثت الكرد أيضًا عن أهميّة الإرث المحكي عن فلسطين الذي يتجسد في القصص والروايات والشعر، وعن تجربتها الشخصية مع أسرتها التي غرست فيها روح النضال والمقاومة من خلال الأدب، وقالت: "والدتي كانت تحب كتابة لقصص والخواطر والشعر، ووالدي كان قارئ عظيم، وجود والدتي واسماعها للشعر أمامنا كان له أثر عميق في نشأتنا ومساعدتنا لنربط الماضي بالحاضر، كلنا نروي شعر تميم، وغسان كنفاني ومحمود درويش، ونتغنى بالأغاني الفلسطينية القديمة والحديثة، رغم كل ما نتعرض له من مضايقات وقتل وتفجير، فهذا بالنسبة لنا شكل من اشكال الرسائل التي نصدرها للعالم عن فلسطين".
لمزيد من المعلومات حول فعاليات وأنشطة مؤسسة قطر حول تعزيز الثقافة الفلسطينية خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ يرجى زيارة الرابط التالي: https://www.qf.org.qa/world-
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.