المستثمرون الأثرياء في دولة الإمارات يقودون التحول العالمي نحو الاستثمارات البديلة والذهب

يتصدر المستثمرون من أصحاب الثروات في دولة الإمارات العربية المتحدة مشهد التحول العالمي في إدارة الثروات، وذلك حسب تقرير لبنك HSBC بعنوان "لمحة عن المستثمرين الأثرياء لعام 2025" يسلط الضوء فيه على كيفية تجاوز المستثمرين المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة للمتوسطات العالمية في مستويات الثقة والمرونة، بالإضافة إلى تعميق انخراطهم في التعامل بالأصول البديلة والفرص الدولية، مما يعكس النهج الديناميكي للمنطقة في تعزيز الثروات وحمايتها.
كما تُظهر البيانات التي جُمعت من 10,797 مستثمراً فردياً في 12 سوقاً إقبالاً متزايداً على التنويع عبر فئات الأصول والمناطق الجغرافية. ويقود المستثمرون من الشباب، وخاصةً جيل Z، هذا التحول، حيث قاموا بمضاعفة مخصصاتهم المالية للاستثمار في الأصول البديلة ثلاث مرات خلال الأشهر الـ 12 الماضية. وبشكل عام، يتوقع 5 من كل 10 مستثمرين من أصحاب الثروات حول العالم حيازة استثمارات بديلة في محافظهم الاستثمارية خلال العام المقبل - أي ضعف مستوى الحيازة الحالي - مع 3 من كل 10 صرّحوا بأنهم سيستثمرون في الأسواق الخاصة.
تحولات المحافظ الاستثمارية
انخفضت المخصصات النقدية في المحافظ المالية في الإمارات العربية المتحدة إلى 13% فقط، وهي أدنى نسبة عالمياً وأقل بكثير من المتوسط العالمي البالغ 20%، مما يدل على توجه المستثمرون لتوظيف أموالهم. وتُظهر البيانات المستخلصة من دولة الإمارات العربية المتحدة ارتفاع مخصصات الذهب بمقدار 5 نقاط، حيث يخطط 57% من المستثمرين الأثرياء للاستثمار في الذهب، بينما يهتم ما يقرب من 4 من كل 10 منهم بالتداول بالأصول الذهبية المرمزة(رقمية). ويمتلك 36% من المستثمرين الأثرياء بدائل استثمارية - مثل صناديق الأسواق الخاصة وصناديق التحوط - بزيادة قدرها 4% عن العام الماضي.
الثقة في تحقيق الأهداف
يتصدر المستثمرون في دولة الإمارات العربية المتحدة البيانات العالمية من حيث مستويات الثقة:
• 86% واثقون من تحقيق أهدافهم قصيرة المدى (مقابل 81% عالمياً).
• 78% واثقون من تحقيق أهدافهم متوسطة المدى (مقابل 72% عالمياً).
• 85% واثقون من تحقيق أهدافهم طويلة المدى (مقابل 76% عالمياً).
• فيما بلغت نسبة الرضا عن جودة المعيشة 85%، وهي أعلى من المتوسط العالمي البالغ 76%.
في تعليقه على البيانات المستخلصة في دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن السياق العالمي، قال دينيش شارما، رئيس إدارة الثروات الدولية وخدمات Premier المصرفية (IWPB) في منطقة الشرق الأوسط: "مع انخفاض مخصصات السيولة النقدية عالمياً إلى أدنى مستوياتها، يقوم المستثمرون في دولة الإمارات العربية المتحدة باستثمار وتوظيف أموالهم بشكل نشط، بما في ذلك البحث عن استثمارات بديلة ويعتبرون الذهب جزءاً من محافظهم الاستثمارية المتنوعة. وتُظهر نتائج أبحاثنا أن المستثمرين في دولة الإمارات لا يركزون على الفرص المحلية مثل امتلاك العقارات السكنية فقط، بل يعتمدون أيضاً أسلوب تنويع الاستثمار على المستوى الدولي، حيث تُعتبر الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من بين أسواقهم الخارجية المفضلة."
وأضاف شارما:" وتتوافق هذه النقطة المتعلقة بثقة المستثمرين في دولة الإمارات العربية المتحدة مع المشهد الأوسع الذي يظهر قدوم العديد من الأثرياء وأصحاب المهارات إلى الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات القليلة الماضية. وهذا اتجاهٌ كبيرٌ يدعم سبب توسيع استثماراتنا هنا، ويعزز التزامنا بأن نكون الشريك المفضل للعملاء الدوليين في مجال إدارة الثروات.
ونرى الإمارات العربية المتحدة مركزاً ديناميكياً لإدارة الثروات في منطقة الشرق الأوسط، ونتوقع تماماً أن يستمر هذا القطاع في النمو بشكل مستدام على المدى المتوسط والطويل."
المنظور العالمي
يخطط 56% من المستثمرين الأثرياء في دولة الإمارات العربية المتحدة لتوسيع مجالاتهم الاستثمارية على المستوى الدولي، وهي نسبة أعلى من أي سوق أخرى شملها الاستطلاع. وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا من أكثر الوجهات المفضلة لحسابات الاستثمار الخارجية.
كما تعتبر منصات التواصل الاجتماعي (53%)، والقنوات الرقمية المصرفية (38%)، والقنوات الرقمية غير المصرفية (35%) من أهم قنوات الحصول على المعلومات المتعلقة بالاستثمار، مع اعتماد كبير على خبرات خبراء إدارة الثروات (62%) وأفراد العائلة (35%) في توجيه القرارات.
أما على المستوى العالمي، فإن الأجيال الشابة تقود التوجه نحو الابتعاد عن التعامل بالنقد، حيث يقوم المستثمرون من الجيل Z وجيل الألفية بخفض متوسط استثماراتهم من 31% إلى 17%. إلا أن الآراء تتباين بشأن التعامل بالنقد مستقبلاً. إذ يُخطط نصف المستثمرين الأثرياء للحفاظ على مخصصاتهم النقدية دون تغيير، بينما يتوقع 2 من كل 10 تخفيضها، ويتوقع 3 من كل 10 زيادتها.
ومن المتوقع مستقبلاً أن يقوم المستثمرون في دولة الإمارات العربية المتحدة بتوظيف المزيد من أصولهم النقدية (28%)، بينما يُرجّح أن يزيد المستثمرون في الصين استثماراتهم (34%) خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.