"المركز": أداء إيجابي للأسهم الكويتية للشهر الثالث على التوالي

أوضح المركز المالي الكويتي "المركز"، في تقريره الشهري عن أداء الأسواق لشهر يوليو 2025، أن بورصة الكويت واصلت أداءها الإيجابي في يوليو 2025 للشهر الثالث على التوالي، لترتفع مكاسبها منذ بداية العام حتى تاريخه إلى 17% على أساس سنوي. وقد سجل مؤشر السوق العام لبورصة الكويت زيادة بنسبة 1.9% خلال الشهر، مدعوماً بمكاسب واسعة النطاق شملت معظم القطاعات. وتصدر قطاع التقنية وقطاع الاتصالات قائمة الرابحين، بارتفاع قدره 38.2% و8.9% على التوالي، فيما ارتفع مؤشر القطاع المصرفي بنسبة 1.2%.
وعلى صعيد الأسهم المصرفية، جاء سهم بنك الكويت الوطني وسهم بنك الكويت التجاري في الصدارة، بارتفاع بلغ 5% و4.3% على التوالي خلال الشهر. وقد ارتفع صافي ربح بنك الكويت الوطني للنصف الأول من عام 2025 بنسبة 7.8% على أساس سنوي ليصل إلى 315.3 مليون دينار كويتي، بدعم من نمو إيرادات التمويل الإسلامي والدخل غير القائم على الفائدة. وفي السوق الأول، تصدر سهم شركة الكويت للاستثمار وسهم بورصة الكويت قائمة الأسهم الأفضل أداءً، بارتفاع نسبته 16.9% و14.7% على التوالي خلال الشهر. وقد أبرمت شركة الكويت للاستثمار شراكة مع مؤسسة غولدمان ساكس لإطلاق منتج استثماري خارجي جديد يركز على سوق الائتمان في الكويت وتديره شركة غولدمان ساكس أسيت منجمنت، مع توقعات بعوائد سنوية تتراوح بين 8% و10%. من جهتها، سجلت بورصة الكويت زيادة في صافي الربح للنصف الأول من عام 2025 بنسبة 61.1% على أساس سنوي لتبلغ 15.1 مليون دينار كويتي، مستفيدةً من ارتفاع أحجام التداول. كما أعلنت البورصة عن خطط لإطلاق تداول الصكوك والسندات خلال 2025، بعد إتمام الاختبارات الفنية لصناديق المؤشرات وسوق السندات والصكوك، واستمرار إعداد القواعد التنظيمية اللازمة.
وذكر "المركز" في تقريره أن الناتج المحلي الإجمالي الفعلي لدولة الكويت حقق نمواً بنسبة 1% على أساس سنوي خلال الربع الأول من عام 2025، مدعوماً بتباطؤ وتيرة انكماش الناتج النفطي، إلى جانب نمو القطاعات غير النفطية وفي مقدمتها الوساطة المالية والإدارة العامة. وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 2.3% على أساس سنوي في يونيو 2025، فيما سجل معدل تضخم أسعار الغذاء والمشروبات ارتفاعاً قدره 5.1% على أساس سنوي.
وأشار التقرير إلى أن مؤشر ستاندرد أند بورز الخليجي المركب ارتفع بنسبة 1.6% في يوليو 2025، بعد انحسار التوترات التجارية وتحسن أرباح بعض الشركات. وأنهت جميع أسواق الخليج الشهر على ارتفاع باستثناء السوق السعودي، حيث تراجع مؤشره بنسبة 2.2% خلال الشهر وسط نتائج نصف سنوية متباينة للشركات لعام 2025.
وهبط سهم أكوا باور بنسبة 13.4% متأثراً بزيادة رأس المال عبر إصدار حقوق أولوية وبانخفاض صافي ربح الشركة للربع الثاني من عام 2025 بنسبة %24 على أساس سنوي. وارتفع مؤشر سوق أبوظبي بنسبة 4.1% مدعوماً بأرباح قوية من الأسهم القيادية. وارتفع سهم بنك أبوظبي التجاري بنسبة 20.8% خلال الشهر بدعم نمو الربح قبل الضريبة للنصف الأول من 2025 بنسبة 18% على أساس سنوي. كما صعد مؤشر سوق دبي بنسبة 7.9% بدعم مكاسب واسعة النطاق. وارتفع سهم إعمار العقارية بنسبة 17.3% مدعوماً بتقارير عن قوة المبيعات العقارية الإجمالية في دبي خلال النصف الأول من 2025. كما ارتفع سهم بنك الإمارات دبي الوطني 12.1% رغم تسجيل تراجع في صافي الربح للنصف الأول من 2025 بنسبة 9% على أساس سنوي. وارتفع مؤشر السوق القطري بنسبة 4.8% خلال الشهر بدعم أرباح إيجابية. ومن بين الأسهم القيادية، ارتفع سهم مصرف قطر الإسلامي بنسبة 10.7% وسهم بنك قطر الوطني %8.1، فيما ارتفع صافي أرباح المصرفين للنصف الأول من 2025 بنسبة 5.3% و3% على التوالي، على أساس سنوي.
ولفت تقرير "المركز" إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الفعلي للمملكة العربية السعودية ارتفع في الربع الثاني من عام 2025 بنسبة 3.9% على أساس سنوي، وفق تقديرات عامة للهيئة العامة للإحصاء. وسجلت الأنشطة غير النفطية نمواً بنسبة 4.7% على أساس سنوي، فيما نمت الأنشطة النفطية بنسبة 3.8% على أساس سنوي. كما رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو اقتصاد المملكة في عام 2025 بمقدار 0.6 نقطة مئوية إلى 3.6% على أساس سنوي، على خلفية استمرار الإصلاحات وجهود تنويع مصادر الاقتصاد.
وأشار تقرير "المركز" أن الأسواق العالمية سجلت أداءً إيجابياً في يوليو 2025 مدعومة بتطورات إيجابية تتعلق بسياسة الرسوم الجمركية التي أعلنتها الإدارة الأمريكية، إلى جانب نتائج أعمال قوية لشركات كبرى مثل جي بي مورغان وألفابت ومايكروسوفت وشركات أخرى. كما ارتفع مؤشرا مورغان ستانلي العالمي وستاندرد أند بورز بنسبة 1.2% و2.2% على التوالي خلال يوليو. وعلى جانب آخر، وقعت الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقيات تجارية مع شركاء عدة، من بينهم الاتحاد الأوروبي واليابان وإندونيسيا. وبلغت القيمة السوقية لشركة نفيديا حد 4 تريليونات دولار أمريكي في 9 يوليو 2025، ليصبح سهمها أول سهم يصل إلى هذا المستوى، بدعم من التوسع في الاعتماد على خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وارتفع مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة بنسبة 1.7 خلال الشهر. وصعدت الأسهم الصينية بنسبة 3.7% بدعم نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني من عام 2025 بنسبة 5.2% على أساس سنوي، بعد تعزز التفاؤل حيال نتائج محادثات التجارة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
وبلغ معدل التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية 2.7% على أساس سنوي في يونيو 2025، مرتفعاً من قراءة 2.4% في مايو 2025. ورغم اتجاه التضخم للانخفاض خلال عام 2025 بعد تسجيله 3.0% في يناير 2025، أثار ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك في يونيو مخاوف من بدء انعكاس أثر إجراءات الرسوم الجمركية الأمريكية. وقد أضاف سوق العمل الأميركي 147,000 وظيفة في يونيو مقابل 144,000 وظيفة في مايو، إلا أن نحو نصف الزيادة جاءت من القطاع الحكومي، بينما سجل القطاع الخاص أقل زيادة في ثمانية أشهر. ورفع صندوق النقد الدولي في يوليو توقعه لنمو الاقتصاد العالمي خلال عام 2025 إلى 3.0% على أساس سنوي، بزيادة 0.2 نقطة مئوية مقارنة بتوقعات أبريل، مدفوعاً بمشتريات أقوى من المتوقع قبيل فرض الرسوم. وأشار الصندوق إلى أن احتمالات عودة تصاعد الرسوم، والتوترات الجيوسياسية، وارتفاع أسعار الفائدة بفعل العجز المالي الكبير تبقى مخاطر مستمرة تؤثر في معدلات النمو العالمية.
وارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات خلال الشهر بمقدار 13 نقطة أساس ليبلغ 4.37%.
وأبقى الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير في يوليو 2025 عند نطاق 4.25%–4.5%، مستنداً إلى بقاء معدل التضخم عند مستويات مرتفعة واستقرار سوق العمل. وقد صرح رئيس الاحتياطي الفيدرالي بأن مستويات الفائدة الحالية مقيدة على نحو مناسب، وأنه لم يتخذ قرار بشأن مسار السياسة النقدية في سبتمبر 2025.
وتناول التقرير سوق النفط وسوق الذهب، حيث أغلقت أسعار نفط برنت شهر يوليو عند 72.5 دولاراً للبرميل، بارتفاع 7.3% خلال الشهر. وساهم تعليق إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والضغوط الأميركية على روسيا لإنهاء حربها على أوكرانيا، واتفاق التجارة الأميركي الأوروبي، في ارتفاع الأسعار. إلا أن احتمالات زيادة الإمدادات، نتيجة التسارع المستمر في وتيرة إلغاء أوبك+ لسياسة تخفيض الإنتاج، علاوة على تخفيف العقوبات الأميركية على فنزويلا، حدت من المكاسب. وتعتزم أوبك+ رفع الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يومياً في أغسطس 2025، مقارنة بزيادة شهرية قدرها 411 ألف برميل يومياً خلال الفترة من مايو حتى يوليو 2025. وأغلقت أسعار الذهب عند 3,290 دولاراً للأونصة، متراجعةً بنسبة 0.4% خلال الشهر؛ حيث استفاد الذهب في مطلع الشهر من حالة عدم اليقين التجاري، قبل أن يتراجع لاحقاً مع انحسار أسباب التوتر التجاري.
وفي ختام تقريره، توقع "المركز" أن تؤثر نتائج محادثات التجارة، واحتمالات فرض رسوم جمركية جديدة على بعض الدول بما يعنيه ذلك من تأثير في معدلات التضخم، إلى جانب تقارير أرباح الشركات المرتقبة، كونها أبرز محركات الأسواق. وفي حين رجَّح التقرير أن يصب استمرار وتسارع وتيرة إلغاء تخفيضات إنتاج النفط ونمو القطاع غير النفطي المستقر في صالح دول مجلس التعاون الخليجي، سيبقى أثر الرسوم الجمركية في أسعار النفط وأرباح الشركات محدداً رئيساً لاتجاهات الأسواق في المنطقة.
خلفية عامة
المركز المالي الكويتي "المركز"
تأسس المركز المالي الكويتي (ش.م.ك.ع.) "المركز" في العام 1974 ليصبح أحد المؤسسات المالية الرائدة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجالي إدارة الأصول والخدمات المصرفية الاستثمارية. ويدير "المركز" الآن أصولاً مجموعها 1.03 مليار دينار كويتي كما في 30 سبتمبر 2020 (3.33 مليار دولار أمريكي). وقد تم إدراج "المركز" في بورصة الكويت في العام 1997.