التحليلات الجينية المتعلقة بمرض السرطان في منطقة الشرق الأوسط تمهد الطريق نحو برنامج الوقاية الدقيقة

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثو مؤسسة قطر من تجمع بحوث قطر جينوم ووايل كورنيل للطب - قطر عن أول مشهد لتباين السلالة الجرثومية السرطانية - المعروف باسم السرطان الموروث - في الشرق الأوسط.
وقد نشرت الدراسة، التي قادها د. لطفي شوشان من وايل كورنيل للطب - قطر، في مجلة "لانسيت" للأورام - وهي مجلة طبية رائدة مرموقة استعرضها الأقران تنشرها مجلة "لانسيت"، وتحمل عنوان "الاستعداد الوراثي للسرطان لدى أفراد من أصول مختلفة في قطر: دراسة جماعية قائمة على السكان"، وتقدم الدراسة فحصاً متعمقاً للعلامات الوراثية للسرطان الشائعة منها والنادرة لدى القطريين.
يختلف خطر الإصابة بالسرطان وفقا للنسب / للأصول، وتشهد دول الشرق الأوسط، بما فيها قطر، زيادة مقلقة في عدد مرضى السرطان. تظهر العديد من العلامات الوراثية المرتبطة بالأمراض، بما في ذلك السرطان، تنوعا كبيراً بين مختلف المجموعات السكانية.
وبالرغم عن ذلك، لا تزال هذه التفاوتات المحتملة في المخاطر الوراثية للإصابة بالسرطان بين مجموعات النسب غير محددة بشكل جيد. تسلط هذه الدراسة الضوء على العلامات الوراثية للسرطان الموجودة في السكان العرب للمساعدة في فهم تطور السرطان، وتسلط الضوء على الدرجة العالية من التنوع في التعرض للسرطان عبر الأصول المختلفة التي لوحظت لدى السكان القطريين. وينبغي دراسة تلك النتائج لتنفيذ البرامج الوطنية للطب الوقائي من السرطان.
يقول د. لطفي شوشان، الباحث الرئيسي في الدراسة وأستاذ الطب الوراثي، وأستاذ علم الأحياء المجهرية وعلم المناعة في جامعة وايل كورنيل للطب – قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر: "إن دمج تقنيات الطب الدقيق، بما في ذلك فحص السرطان وتسلسل الجينوم، في نظام الرعاية الأولية في قطر له إمكانات كبيرة. تشكل نتائج دراستنا مصدراً قيماً لالتقاط العلامات الوراثية للسرطان في مختلف أصول السكان العرب وتحديد التوقعات الكمية والنوعية لنتائج تسلسل الجينوم الشخصي".
ويضيف: "إن الفحص والوقاية والكشف المبكر في صدارة جدول أعمال مكافحة السرطان في قطر، إلا أنه من المهم الاستفادة من تسلسل الجينوم السكاني من خلال بدء برامج وطنية لاختبار السكان لتحديد حاملات الطفرات الجينية السرطانية ذات الكثافة العالية مثل الأفراد المعرضين لخطر متزايد للإصابة بسرطان الثدي/المبيض الوراثي. إن دراستنا تمهد الطريق لتقديم برنامج دقيق للوقاية من السرطان في قطر".
من جهته، قال د. سعيد إسماعيل، مدير عام قطر جينوم، عضو مؤسسة قطر، وجزءٌ من قطاع البحوث والتطوير والإبتكار في مؤسسة قطر: "نحن في قطر جينوم ماضون في قيادة عملية ترجمة الأبحاث إلى نتائج طبية ملموسة بالتعاون مع شركائنا، وهذه المجموعة هي نقطة الانطلاق لتوفير فحص شخصي للصحة والأمراض في قطر والمنطقة".
وعلق د. مايكل بيليني، الرئيس التنفيذي السابق لشركة مؤسسة الطب، وهي شركة رائدة في مجال الأورام الدقيقة، والشريك المسؤول لشركة "سيكشن 32 " الرائدة في استثمارات تكامل التكنولوجيا والرعاية الصحية :"توفر هذه الدراسة رؤى كبيرة حول تطوير فحوصات السرطان في المستقبل. فنحن إذا ما تمكنا من فهم المخاطر التي تشكلها بعض جينات الأفراد أو حتى مجموعات السكان، سنتمكّن من تكييف بروتوكولات الفحوصات بدلا من معاملة الجميع بنفس الطريقة. الأمر الذي سيرشد الموارد والنفقات، وسيؤدي إلى رعاية أفضل بكثير وأكثر تخصيصاً".
وقال د. حمدي مبارك، مدير الشراكات البحثية في قطر جينوم: "تهدف الدراسة – وهي جزء من تجمع بحوث قطر جينوم ومن بين العديد من المشاريع الجارية الأخرى التي تركز على أمراض ذات أولوية وطنية – إلى سد الفجوة في دراسات الجينوم للأصول العربية الممثلة تمثيلا ناقصا في أبحاث الجينوم، والمساهمة في زيادة التنوع والإنصاف، وهو مفتاح للنهوض بالعلوم على مستوى العالم."
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.