الإعلان عن برنامج وطني للحفاظ على النظم البيئية الساحلية في قطر

أشارت وزارة البيئة والتغيّر المناخي في دولة قطر، ومركز العلوم البيئية التابع لجامعة قطر، و"مركز إرثنا لمستقبل مستدام" التابع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، إلى تعاون مشترك يجمعهم ضمن برنامج وطنيّ يهدف إلى تأهيل النُظم البيئية الساحلية والحفاظ عليها.
جاء ذلك خلال التوقيع على مذكرة تفاهم بين الأطراف الثلاث تضمنت تأسيس هذا البرنامج الوطني المشترك، على هامش حفل أُقيم في الدوحة، بمناسبة تسمية أول باخرة سياحية تعمل بالغاز الطبيعي المُسال "أم أس سي"، التي تتبع لـ"أم أس سي أوروبا"، والتي صُممت لتُشكّل معيارًا جديدًا للاستدامة في مجال صناعة الرحلات البحرية.
أثناء الحفل، أعلنت مؤسسة "أم أس سي" التابعة لمجموعة "أم أس سي" عن نيتها التعاون مع مؤسسة قطر في إطار برنامج وطني لتأهيل النظم البيئية الساحلية في قطر والحفاظ عليها، وذلك ضمن منحة تمويلية تقدّمها مؤسسة "أم أس سي".
ويُركز هذا البرنامج الوطني الذي يمتد لأعوام على تآزر الجهود بين ثلاثة نُظم بيئية، وهي: غابات المانجروف (القرم)، والأعشاب البحرية، والشعاب المرجانية، وذلك من أجل إعادة إحياء غابات المانجروف (القرم) في قطر، ودعم التنوع البحري ومصائد الأسماك، وتوفير الحماية ضد تآكل السواحل، وتعزيز فرص السياحة البيئية، ودعم التنمية المستدامة من خلال بناء نهج، يؤكد أهمية الطبيعة في بناء عالم أفضل.
وقالت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر:" يسعدني الإعلان عن برنامج وطني للحفاظ على السواحل وإعادة إحيائها، وذلك من خلال تضافر الجهود بين جامعة قطر، ومركز إرثنا لمستقبل مُستدام، ووزارة البيئة والتغيّر المناخي، في ثمرة تعاون مشترك بين مؤسسة قطر ومؤسسة أم أس سي".
وأضافت سعادتها:" نتطلع إلى النتائج المنشودة من رعاية غابات المانجروف، والأعشاب البحرية، والشعاب المرجانية، وإدارتها بفاعلية بما يُمكّننا معًا من تحديد ما يُساعدنا على تحديد الأساليب التي نهدف من خلالها إلى الحفاظ على بيئتنا الساحلية وإعادة إحياء نظامنا البيئي، واستعادة قيمة جوهرية لمنظومتنا البيئية، وقيمة مسُتدامة للأجيال الحالية والمستقبلية".
أعرب سعادة الشيخ الدكتور، فالح بن ناصر بن أحمد آل ثاني، وزير البيئة والتغير المناخي على هامش الحفل عن أهمية الإعلان عن انطلاق البرنامج الوطني للحفاظ على النظم الإيكولوجية الساحلية في قطر، لما له من أهمية في حفظ التوازن البيئي وإعادة تأهيل النظم البيئية الحساسة والمهددة بفعل الأنشطة البشرية والصناعية، وأكد سعادته حرص وزارة البيئة والتغير المناخي على الاستفادة من الحلول التي تلاءم الطبيعة للتخفيف من آثار التغير المناخي والتكيف معها، وأعرب عن سعادته بالإعلان عن الخطوة الجديدة التي تهدف الى العمل مع مركز ارثنا وجامعة قطر لتحقيق أهداف الوزارة بزراعة المزيد من أشجار القرم والالتزام بالحفاظ على استدامة غابات القرم، والتي تعزز النظم البيئية وحفظ التنوع الحيوي.
وأشار سعادته إلى أن الوزارة تضع ضمن أولوياتها زراعة الأشجار المحلية ومن ضمنها أشجار القرم، وأنها نجحت خلال الأعوام القليلة الماضية، في مضاعفة مساحات أشجار المانجروف (القرم)، في مناطق نموه على السواحل الشمالية الشرقية للدولة.
كما أكد سعادته أن أهداف البرنامج الوطني للحفاظ على النظم الإيكولوجية الساحلية تتلاءم مع استراتيجية ورؤية الوزارة حول إكثار الأشجار المحلية وإعادة تأهيل نظمها البيئية، وبالتالي فإن الوزارة تدعم هذا التعاون المتمثل في توقيع مذكرة التفاهم مع كل من مركز ارثنا بمؤسسة قطر، وجامعة قطر وذلك للمضي في تحقيق أهداف البرنامج التي تخدم رؤية الوزارة ورؤية قطر الوطنية 2030 فيما يتعلق بالمحافظة على البيئة واستدامتها في الدولة.
بدوره، قال سعادة الدكتور حسن الدرهم، رئيس جامعة قطر :"تتمتع جامعة قطر بتاريخ طويل في مجال البيئة البحرية والمحافظة عليها وتحرص على تعزيز شراكاتها المحلية مع مختلف الأطراف ذات الاهتمامات والالتزامات المماثلة في هذا المجال. تهدف الأبحاث الجارية في جامعة قطر في مجال الحفاظ على البيئة واستدامتها، والتي تعكس رؤية دولة قطر؛ إلى الحفاظ على التراث البيئي وحماية الموارد الطبيعية للأجيال الحالية والمستقبلية. يسعدنا أن نكون جزءًا من هذا البرنامج، وأن نستخدم ثروتنا المعرفية في جامعة قطر للمساهمة في هذه المجال المهم".
وتُكرّس مؤسسة "أم أس سي" جهودها لتحقيق التوازن بين الطبيعة والمتطلبات البشرية في سبيل حماية التنوع البيولوجي، ومن خلال الدعم الذي تقدّمه مؤسسة "أم أس سي" لبطولة كأس العالم كأس العالم FIFA قطر 2022™ والذي يتضمن توفير أماكن إقامة للمشجعين على متن البواخر السياحية، سيُسهم هذا البرنامج في ترسيخ الإرث الذي ستحمله هذه البطولة.
من جهته قال فرانسيسكو فاجو، رئيس اللجنة التنفيذية لمؤسسة "أم أس سي" والرئيس التنفيذي لقسم الرحلات البحرية لمجموعة "أم أس سي":" يعكس هذا التعاون التزامنا المشترك برعاية كوكبنا الأزرق، وذلك من خلال استقطاب المتخصصين للعمل معّا وتآزر الجهود في ثلاث أنظمة بيئية متنوعة ضمن نهج شامل يهدف إلى الحفاظ على غابات المانجروف، والأعشاب البحرية، والشعاب المرجانية، بما يُحقق الترابط بين هذه النُظم البيئية ويُعزز التنوع البيولوجي البحري".
وأضاف:" بصفتنا مؤسسة تتميّز بقيادة أُسرية، فان رؤيتنا والتزامنا بالنتائج طويلة الأمد، الناجمة عن شراكاتنا طويلة الأجل، فإننا نعمل باستمرار على ابتكار طرق جديدة لإعادة إحياء التنوع البيولوجي ورعاية المحيطات، ويُشرفنا أن نقدّم الدعم في هذا المجال إلى دولة قطر والعمل على ذلك".
يُشكّل التكامل بين النُظم البيئية الثلاث التي تشمل غابات المانجروف (القرم)، والأعشاب البحرية، والشعاب المرجانية، وكيفية التفاعل بينها، إحدى الركائز التي سيقوم عليها هذا البرنامج، وهو ما سيتبلور في نظام بيئي يُعتبر من أكثر الأنظمة البيئية تنوعًا وإنتاجية في العالم، ويهيأ الظروف المؤاتية للتخفيف من تأثير التغير المناخي.
كذلك سيعمل البرنامج على دراسة التفاعلات بين النُظم البيئية الثلاث لتحديد أفضل السبل التي يجب اتباعها لتحقيق النتائج المنشودة، وزيادة تأثيراتها الإيجابية، في إطار البحوث المتخصصة بالاستدامة وتعزيز الوعي بأهمية البيئة في دولة قطر.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.