اختراق الحواجز التي تواجه تبنّي الحلول السحابية في قطر

أطلقت بي دبليو سي الشرق الأوسط اليوم تقريرها حول اعتماد الحلول السحابية والذي تتناول فيه التحديات الخمسة الرئيسية التي تواجه عملية تبني هذه التقنية وكيفية التغلب عليها. ومع سرعة انتشار الخدمات السحابية حول العالم بعد ظهور الوباء، يبحث التقرير في العوائق التي تحول دون دخولها القطاع الخاص في قطر، وكيف يُمكن للمؤسسات هنا التغلب عليها.

ارتفع الإنفاق على الحلول السحابية بسرعةٍ كبيرة حول العالم في فترة الوباء، حيث شهد زيادة بنسبة 37٪ في الربع الأول من عام 2020. ويتوقع المحللون في هذا المجال في مؤسسة جارتنر للأبحاث نمو الإنفاق بنسبة 18.4٪ أخرى في عام 2021، ليصل إلى 304.9 مليار دولار أمريكي بنهاية العام.

إن اعتماد التقنية السحابية له مجموعة من الفوائد والتي من ضمنها خفض التكاليف، وتحسين جودة الخدمات، وزيادة مرونة الأعمال، مما يُقدم نموذج عمل تحويلي جديد، ويُعزز القدرة التنافسية للمؤسسة. وعلى الرغم من التوجه العالمي لاعتماد الحلول السحابية، يُكافح القطاع الخاص في قطر على وجه الخصوص لاحتضان الحلول السحابية بمعدلات اعتماد تتخلف عن الاتجاه العالمي، إذ اعتمد حوالي 3٪ فقط من القطاع الخاص في قطر الحلول السحابية على الرغم من أن 76٪ من الشركات تدرك فوائدها. 

ومن أجل زيادة اعتماد الحلول السحابية، يجب معالجة التحديات التالية:

1. لوائح سيادة البيانات

يُمكن أن تكون لوائح سيادة البيانات عائقاً أمام الوصول إلى اعتماد الحلول السحابية، لكن من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص، يُمكن التخفيف من هذه المخاوف. ويوجد داخل قطر لوائح حكومية واضحة تُغطي مجال نقل البيانات خارج قطر، ومع قيام رواد التكنولوجيا العالميين بإنشاء مراكز بيانات في قطر، ستقل المخاوف من هذه الناحية أكثر في السنوات المقبلة.

2. الأمن

وفقًا لجارتنر، يرى 66٪ من محترفي تكنولوجيا المعلومات أن عنصر الأمن يُمثل تحدياً كبيراً لاعتماد الحلول السحابية، ومع ذلك، ثبت أن الانتقال إلى اعتماد الحلول السحابية يزيد عوامل الأمان. فعلى سبيل المثال، تستثمر شركة مايكروسوفت مليار دولار سنوياً في الأمن السيبراني لمنصة أزور السحابية، وهي منصة نجحت في صد 7 تريليونات من التهديدات الإلكترونية يومياً.

3. التقيد بالبائع

يظل التقيد بالبائع مصدر قلق كبير للعديد من الشركات. ومع ذلك، فإن تنفيذ حلول سحابية متعددة قد يُخفف من هذه المخاطر من خلال السماح للمؤسسات بحرية نقل مُقدمي الخدمات عندما تتغير الأسعار. وللنجاح مع مثل هذا النموذج، يجب على المؤسسات تطوير بنية سحابية قوية يمكن نقلها وتقبل التشغيل البيني.

4. فجوات المهارات

تُعد فجوة المهارات من أكثر التحديات إلحاحاً أمام اعتماد التقنية السحابية، ويُعد تطوير مهارات الموظفين الحاليين وإعادة تأهيلهم أمراً بالغ الأهمية، كما أن تطوير مركز امتياز سحابي داخل الشركة يُعد طريقة مُثبتة للتطور باتجاه نموذج قائم على السحابة.

5.  استثمارات في مركز البيانات الحالية

يُمكن أن تكون الاستثمارات في مركز البيانات الحالية سيفاً ذا حدين أمام اعتماد التقنية السحابية، حيث قد تتردد بعض الكيانات في الانتقال إلى نموذج قائم على السحابة بسبب الاستثمار. ,مع ذلك، وفي حين أن النفقات الرأسمالية الأولية مطلوبة للانتقال إلى الحلول السحابية، على المدى الطويل، ستشهد العديد من الكيانات في النهاية انخفاضاً في النفقات التشغيلية.

حول ذلك، علّق فراس سليمان - شريك في قطاع التكنولوجيا في بي دبليو سي قطر قائلاً: "عالمياً، تعمل الحلول السحابية على تعزيز عملية اعتماد التقنيات الرقمية، وتمكين تدفقات إيرادات جديدة، وتسريع الوصول إلى السوق، والعديد من المزايا المختلفة حول البيانات والتحليلات، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي والمرونة والأمن والتشغيل الآلي".

وأضاف: "تمتلك المؤسسات في قطر فرصة كبرى للحصول على الفوائد التي تُقدمها الحلول المستندة إلى السحابة بسرعة. ومن المهم الاعتراف بالدور الذي تلعبه قطر في المشهد التكنولوجي سريع التطور. مع استثمار كل من مايكروسوفت وغوغل في المساحة السحابية في الدولة، ومكانة قطر كمركز إقليمي للبحث والابتكار والتعليم والرعاية الصحية والتكنولوجيا، نتوقع أن نرى تسارعاً في استيعاب الحلول المستندة إلى التقنية السحابية من قبل كيانات القطاعين العام والخاص خلال السنوات القليلة المقبلة"