1.5 مليار دولار سوق الألعاب في الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 06 فبراير 2007 - 09:29 GMT

الألعاب: تجارة مربحة؟
لايوجد شيء أكثر سحراً وروعة من محل الألعاب ولكن هذه المحلات لاتعني دائماً المرح واللعب المسلي بالنسبة لمالكيها. ××× (المطبوعة) تناقش سوق الألعاب المزدهرة في الشرق الأوسط.

في 13 مايو 2007 سيفتح معرض الشرق الأوسط للألعاب (توي فير) الذي يعتبر أكبر معرض ألعاب في الشرق الأوسط أبوابه في دبي. وستزحف الشركات العارضة، وخبراء الصناعة من كافة أنحاء المعمورة على إمارة دبي لعرض المنتجات والأفكار الجديدة في عالم الألعاب.

وقد تضاعف حجم المعرض منذ إنطلاقه قبل خمس سنوات وسيشارك فيه هذا العام أكثر من 200 شركة عارضة من ضمنها أسماء شهيرة في صناعة الألعاب مثل ريفينزبرجر، سيمبا ديكي تويز، وكريستيز جروب. وتتنوع الأصناف لتغطي أطياف السوق المختلفة من منتجات الأطفال، وحتى منتجات العودة إلى المدارس.

ومن المحتمل أن يكون المعرض أفضل مكان على كوكب الأرض للزوار الذين سيدخلون في عالم سحري تملؤه الألعاب حيث سيشاهدوا أحدث الإبتكارات والإبداعات غير المنتهية لصناعة الألعاب مما يجعلها أحد أكثر الصناعات تنافساً في العالم.

ولاتختلف سوق الشرق الأوسط عن مثيلاتها في الخارج. وتبلغ قيمة هذه السوق 1.5 مليار دولار بمعدل نمو 11.8% وتعتبر سوقاً هامة لمحلات التجزئة في دول الخليج العربي التي تستفيد من النمو السريع لسكان المنطقة البالغ قدره 6% سنوياً.

عيد سعيد

لكن بالرغم من أن السوق قد تمتع بنمو مستمر وجيد في العقود الثلاث الماضية كما هو متوقع من منطقة يقدر 50% من سكانها تحت سن 16، فإن سوق الألعاب عكس أسواق التجزئة الأخرى لم يكن على الدوام مليئاً بالمرح والتسلية.

فهي بشكل رئيسي صناعة موسمية تحقق 65% من مبيعاتها خلال عيد الفطر، عيد الأضحى، عيد الميلاد، وعيد ديوالي الهندي. وهذا ما يفرق صناعة الألعاب عن باقي قطاعات التجزئة مثل الأزياء حيث يتم تقسيم العام إلى مجموعات موسم ربيعصيف، وموسم خريفشتاء التي تباع بشكل مستمر طوال العام.

أما الأطفال فهم من أصعب الزبائن. فتجار التجزئة عليهم المجازفة في التنبؤ بلعبة الموسم التي من الممكن أن تكون ناجحة أو فاشلة. كما يلعب الآباء دوراً في المعادلة ويمكن لتباين الآراء أن يظهر بخصوص أي الألعاب التي يرغبها الآباء لأطفالهم ومايرغبه الأطفال أنفسهم مما يجعل التنبؤ أكثر صعوبة.

وعلينا أيضاً أن نضع في الحسبان قضايا التموين والتخزين التي تتعلق بالمساحات الإضافية التي يجب على محلات التجزئة توفيرها لعرض منتجاتهم ومعايير السلامة الصارمة المتطلبة لكل الألعاب وخاصة للأطفال تحت 5 سنوات.

جيل الأطفال الجديد

وعلى الرغم من التحديات التي تواجه هذه الصناعة، يشهد النصف الشرقي من الكرة الأرضية مايمكن أن نسميه نمواً تجارياً مزدهراً ونمواً سكانياً موازياً إلى جانب دخول مالية متاحة جيدة وهي الأسباب الرئيسية للنمو كما قال المتحدث بإسم المجرودي وهي الشركة التي افتتحت أول محل ألعاب لها في دبي قبل أكثر من 30 عاماً.

وقال المتحدث باسم المجرودي والذي يعمل أيضاً كمستشار رئيسي لمشتريات الألعاب: " يزداد الطلب على الألعاب بنسبة 10 – 15 % سنوياً "

وأوضح المتحدث قائلاً: " ترجع الأسباب بشكل أساسي إلى الزيادة في عدد السكان الذي يظهر على شكل زيادة في مساحات مراكز التسوق، زيادة في عدد رياض الأطفال، وزيادة في تدفق السياح. وقد عمل المجرودي في مجال الألعاب لأكثر من 30 عاماً وقد تغير السوق كثيراً في هذه الفترة. ولكن لايزال الموسم الرئيسي للألعاب هو الربع الأخير من العام حيث ينفق الآباء أكثر من 300 درهم على كل عملية شراء وسطياً."

وكدليل على قوة الأطفال الشرائية وزيادتهم في العدد (زادت معدلات الولادة بنسبة 10% في العقود القليلة الماضية) سيصبح الشرق الأوسط قريباً موطناً لستة من متاجر هامليز الشهيرة.

ويأمل هذا المتجر الشهير الذي تأثر مالياً في السنين الأخيرة أن تزيد محلاته الجديدة من قيمته السوقية بعد الهبوط الأخير في مبيعاته في الغرب حيث بدأت تزيد أعمار السكان، وتهبط قدرات المستهلكين على الإنفاق، وترتفع الإيجارات والتكاليف. في الحقيقة 30 % من زبائن هامليز في محله الشهير في لندن هم من السياح وليسوا من المقيمين هناك.

وسيفتتح هامليز أول محل له في الشرق الأوسط في مول دبي الجديد الذي مازال قيد البناء والذي سيصبح أكبر مركز تسوق في العالم. وتقدر مساحات التجزئة المتوفرة لباقي المتاجر في دبي حتى عام 2009 حوالي 26 مليار دولار.

أما بالنسبة للشركات المحلية الأخرى فيعد محل الطفل (بيبي شوب) قصة نجاح محلية. تأسست الشركة في عام 1973 بمحل واحد وتوجد لديها الآن 60 متجراً في كل أنحاء المنطقة، 26 منها في السعودية حيث إرتفع معدل الولادات هناك وخاصة في السنوات الأخيرة.

تقليدي مقابل عصري

ولكن ربما ما يدهش في الموضوع أنه بالرغم من التطور العلمي الحديث داخل صناعة الألعاب التي شهدت ولادة الفيربي وألعاب آلية أخرى من الحيوانات الأليفة وغيرها من الشخصيات فإن الألعاب التقليدية تزداد شعبية في الشرق الأوسط.

وأكد المتحدث باسم المجرودي: " إزداد الطلب على الألعاب المبدعة والتعليمية." وأضاف المتحدث أن الشركة زادت المنتجات المتوفرة لديها لتلبية الطلب في السوق وذلك من خلال زيادة عدد الألعاب التقليدية المتوفرة في محلاتها.

ويمكن أن يكون التحول نحو التعلم من خلال اللعب دليلاً على زيادة وعي الآباء بشأن نمو أطفالهم. أو ربما يرجع السبب إلى عدد رياض الأطفال والحضانات التي إزدادت في دبي بنسبة 40% في السنوات الخمس الماضية.

وعلى كل الأحوال فإن الشعب الفتي والإقتصاد القوي هي أجزاء إيجابية في معادلة سوق الألعاب في المنطقة. وتبدو هذه السوق الآن وفي المستقبل المنظور أنها ستتمتع بنمو جيد.

ويمكن للمستهلكين، والتجار والخبراء زيارة معرض الشرق الأوسط للألعاب (توي فير) بين 13 – 15 مايو. ولأول مرة سيقام مؤتمر على هامش فعاليات المعرض لتسليط الضوء على أحدث التوجهات في صناعة الألعاب ومواضيع أخرى تتعلق بهذه الصناعة. ومن المتحدثين الكبار يشارك أندرو ديبي من شركة جيمبلان يوروب يو كيه وهو مدير التسويق السابق لشركة ماتيل في أوروبا، ونيل جريفيث من المملكة المتحدة الذي أنتج كيس القصة العالمي الشهير ومؤلف العديد من الكتب عن اللعب المبدع بالإضافة إلى كتب الأطفال المصورة، وفاسكن عبادجيان من إنترماركت كونسولتينج الألمانية والذي عمل سابقاً كمدير التصدير في شركة هابا هابيرماب الألمانية.

© 2007 تقرير مينا(www.menareport.com)