دعا خبير مصرفي سوداني، البنوك القطرية لافتتاح فروع لها في السودان وزيادة استثماراتها هناك، نظرا للتسهيلات الكبيرة التي تقدم في هذا المجال، خاصة للبنوك والمؤسسات القطرية، علاوة على التسهيلات المقدمة من بنك السودان المركزي، مؤكدا أن منظومة العمل المصرفي في السودان إسلامية ويمكن للبنوك التجارية في قطر والتي كان لديها نوافذ إسلامية تم اغلاقها نهاية العام 2011، أن تتجه الى السودان لأن العمل المصرفي هناك واعد جدا من ناحية الأرباح، خاصة للبنوك الأجنبية لسهولة وصولها للخارج من السودان عبر فروعها أو عبر مراسليها.
وقال قاسم محمد قاسم ان العائد على العمليات المصرفية في السودان ورسوم الخدمات مرتفعة جدا، مقارنة بالدول الأخرى ولذلك تجني البنوك أرباح عالية. وقال قاسم محمود خليل، المدير العام السابق لبنك QNB- السودان، أن البداية كانت في نوفمبر 2008، بفرع في شارع افريقيا، برأسمال مائة مليون دولار، مدفوعة بالكامل، وكان عدد الموظفين في البداية 18 موظفا وموظفة، للفرع الرئيسي والادارات الاخرى، ووصل عدد فروع بنك قطر الوطني الآن 15 فرعا، حيث أنه في العام 2009 حققنا صافي أرباح 12.5 مليون دولار، أدى لصدور قرار من مجلس الإدارة الموقر بالتوسع في الفروع مشيرا الى أن من عوامل نجاح QNB اننا ركزنا على الخدمة المميزة والسريعة، بالرغم من أن العمليات كلها مركزية تتم في الدوحة ومنح الصلاحيات، كما تم تدريب أعداد كبيرة من خريجي كلية المصارف في السودان في البنك وتم استيعاب عدد كبير منهم، من الذين لديهم مهارات وقدرات عالية في خدمة العملاء. وقال قاسم لقد تشرفنا بزيارة سعادة السيد يوسف حسين كمال، رئيس مجلس إدارة بنك قطر الوطني، للفرع وتشجيعا للاستثمار في السودان وجه بشراء مبنى للبنك، وتم شراء برج يتكون من 13 طابقا، في شارع افريقيا جاري العمل على الانتهاء من الديكورات الداخلية، وسيتم افتتاحه قريبا وسيكون البرج اضافة حقيقية لشارع افريقيا. بالاضافة للفرع الرئيسي تم افتتاح فروع اخرى خلال الثلاث سنوات الماضية، وكل الفروع تقدم خدمات متكاملة للعملاء، وبلغ عدد العاملين 80 موظف. مضيفا أنه تم تحقيق أرباح في شهري نوفمبر وديسمبر 2008 نسبة للدعم الذي وجدناه من بنك السودان، من خلال السماح لنا بتوظيف جزء من راس المال في شهادات شهامه، وهي ذات عائد ممتاز يتراوح بين 15- 16%، في العام، وهي متاحة للافراد أيضا عند الاصدار او عن طريق سوق الأوراق المالية، ودعا المغتربين لاستثمار مدخراتهم فيها، حيث أنها مضمونة بنك السودان، والعائد مجزً جدا.كما بلغ اجمالي الأرباح الصافية للأعوام ( 2009- 2010- 2011)، 55 مليون دولار، وكان نتاج لسمعة البنك الممتازة وجهود العاملين، ودعم الإدارة العليا ممثلة في السيد علي شريف العمادي، الرئيس التنفيذي لبنك قطر الوطني، واهتمامه بفرع السودان. وقبل انفصال جنوب السودان تم تكليفي بتجهيز فرع في جوبا، وقمت بعدة زيارات لها وتم اختيار المبنى وتجهيزه ووجدت كل التعاون من المسؤولين في جوبا، وأثناء الاعداد تم الانفصال ورغم ذلك تم تدريب جميع موظفي فرع جوبا في الخرطوم ووجدوا التدريب اللازم من زملائهم.
وأضاف:» عقدنا شراكة حقيقية مع ولاية الخرطوم وقمنا بتمويل مشاريع كبرى في مجال البنية التحتية، منها توسعة شارع الستين بمبلغ 30 مليون دولار وتم افتتاحه الأسبوع قبل الماضي، جسر السوق المحلي والأحياء المجاورة، بالاضافة الى فتح اعتمادات وتوفير العملة الأجنبية لاستيراد السلع الاستراتيجية مثل القمح والسكر والأدوية. ولفت الى أن هناك عدد كبير من البنوك الأجنبية العاملة في السودان مثل» بيبلوس، العربي المتحد، أبوظبي الوطني، الخرطوم(السودان أبوظبي سابقا)، بنك السلام الاماراتي، الجزيرة الأردني، الأهلي المصري، أبوظبي الإسلامي»، وحاليا جاري العمل على قدم وساق لافتتاح مصرف قطر الإسلامي حيث تم اختيار المبنى. كما قال أن هناك حديث عن ارتفاع المخاطر في السودان ولكن من واقع التجربة في «قطر الوطني» لم تكن هنالك حالة واحدة متعثرة، وذلك لقوة الضمانات، خاصة وان هناك رقابة لصيقة للبنوك في مجال الضمانات من بنك السودان. كما ان العقبات الموجودة هي ندرة العملات الأجنبية التي يجب توفيرها للاستيراد، كذلك العقوبات الأميركية المفروضة على السودان منذ فترة، ولكن تجاوزناها بالمركز المالي والسمعة الممتازة للبنك وفروعه الـ 24 المنتشرة حول العالم، ووجود مراسلين في كل أنحاء العالم للبنك.