بيت الاستثمار العالمي – بالرغم من تطور قطاع السياحة في الجزائر، إلا أن أداء القطاع ما زال متواضعا . ويعزى ذلك إلى نقص الغرف مرتفعة المستوى بالإضافة إلى المشاكل الأمنية، والتي تحسنت إلى حد ما على مدار الأعوام القليلة الماضية. ووفقا لتقرير منظمة السياحة العالمية (UNTWO) حول الأماكن السياحية الهامة ، فقد تم تصنيف الجزائر كرابع دولة على مستوى قارة أفريقيا (باستبعاد كلا من مصر وليبيا) بمنظور عدد السياح الوافدين في العام 2007 والذين بلغوا 1,743 ألف سائح بما يمثل 3.9 في المائة من إجمالي القارة. وهو ما يشير إلى نمو سنوي بمعدل 6.4 في المائة حيث بلغ عدد السياح 1,638 ألف سائح في العام 2006. وفى هذا السياق نجد أن هذا يشير إلى معدل نمو سنوي مركب بلغ 10.5 في المائة على مدار فترة 7 أعوام من العام 2000 إلى العام 2007. ومن ناحية أخرى، بلغت متحصلات السياح 215 مليون دولار أمريكي في العام 2006 ، بالمقارنة بمستواها البالغ 184 مليون دولار أمريكي في العام 2005 ، بمعدل نمو سنوي 16.8 في المائة .
وبالنسبة لدول شمال أفريقيا، باستبعاد ليبيا ، كان عدد سياح الجزائر هو الأقل خلال الثلاث أعوام الأخيرة المنتهية في العام 2007. وكما ذكرنا سلفا فقد استحوذت الجزائر على 3.9 في المائة فقط من إجمالي السياح الذين زاروا قارة أفريقيا في العام 2007 وهى نسبة مساهمة صغيرة مقارنة بنظائرها من الدول في القارة .
ومع إدراك أهمية القطاع، عمدت الحكومة إلى رفع مستوى أداء السياحة في المستقبل القريب. ولتحقيق هذا الهدف ، قامت الحكومة بالعديد من الخطوات بدءا من تنمية البنية التحتية، وبصفة أساسية الطرق والنقل. ومن الجدير بالذكر، أنه تم تخصيص 8.2 مليار دولار أمريكي لمشروعات الأعمال العامة. كما قامت الحكومة بتوظيف خطة تسمى "هوريزون 2025" والتي تهتم بصفة رئيسية بتحسين البنية التحتية. علاوة على ذلك، فقد تم تأسيس مطار دولي جديد للجزائر في العام 2006.
وحاليا وقعت كلا من وزارة التخطيط الوطني والبيئة والسياحة 80 عقدا مع مختلف المستثمرين الجزائريين في العام 2008 ، بهدف إقامة مشروعات سياحية بدء من العام 2008. وتتضمن هذه المشروعات التي تقدر تكلفتها بنحو 20 مليار دينار جزائري إقامة مارينا وفنادق .
كذلك تبنت الحكومة خطة لتطوير قطاع السياحة، والتي سيتم الانتهاء منها بنهاية العام 2013. ومن المستهدف أن يصل عدد السياح إلى 3 مليون سائح بنهاية مدة الخطة. وتتضمن الخطة تحسين الفنادق السياحية ومظهر الغرف مقترنة بتحسين جودة الخدمات المقدمة. ويقدر لتكلفة هذه الخطة أن تصل إلى 232 مليار دينار جزائري وتهدف إلى توسيع طاقة الفنادق لتبلغ 187 ألف سرير، مرتفعة من 92 ألف سرير في بداية العام 2007. وهو ما سينتج عن خطة التوسع التي تغطى 174 منطقة سياحية مختلفة .
وفى محاولة لتحسين قطاع السياحة بدرجة أكبر ، شجعت الحكومة الاستثمارات وتم الإعلان عن تشريعات جديدة ، والتي تتضمن إعفاءات ضريبية لمدة 10 سنوات للمشروعات المرتبطة بالسياحة. علاوة على ذلك ، أعلنت الحكومة عن خطتها لخصخصة العديد من الفنادق العامة. كما أنها أولت اهتماما كبيرا لتحسين الخليج الجزائري .
وقد أعلن كثير من المستثمرين الدوليين عن عزمهم لتنمية مشروعات سياحية في الجزائر. ويتضمن هؤلاء المستثمرين مجموعة آل حامد الاماراتية ، وفنادق ومنتجعات ستاروود ، ومجموعة أكور والمهرى ، والبانوراما الأمريكية للمجموعات السياحية ، ومجموعة سيدار السعودية ، وإعمار ، وشركة التنمية العقارية الإماراتية – القدرة القابضة .
هذا وتشير المشروعات السياحية الكثيرة المعلن عنها إلى أن القطاع في طريقه لإظهار أداء أفضل في المستقبل ، وخاصة في ظل الهدف الحكومي بتوسيع الاقتصاد من خلال الموارد الأخرى بجانب قطاع الهيدروكربونات .
© 2009 تقرير مينا(www.menareport.com)