أكد الدكتور علي محيي الدين القرة داغي أستاذ قسم الفقه والأصول بجامعة قطر والخبير بمجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة أن البنوك الإسلامية في تقدم مستمر حيث بلغ عددها أكثر من 200 بنك إسلامي إضافة إلى عدد كبير من الفروع التي تصل إلى ألف فرع. وقال خلال فعاليات ندوة الاقتصاد الإسلامي- المصارف الإسلامية في الميزان والتي أقيمت تحت مظلة برنامج الخيمة الخضراء الرمضانية بمركز أصدقاء البيئة وبحضور الدكتور سيف بن علي الحجري رئيس مجلس إدارة مركز أصدقاء البيئة إلى جانب بعض المهتمين بالاقتصاد الإسلامي.
وأشار الدكتور القرة داغي خلال الندوة أن البنوك الإسلامية تستثمر اليوم في حدود 500 مليار دولار أمريكي من رأس المال والودائع، وتوقع أن تزداد الاستثمارات أكثر من ذلك في الفترة القادمة، ولكن مع هذا التقدم الكمي لا بد أن يصاحبه التقدم الكيفي واستحقاقات التطور. وأشار الدكتور القرة داغي إلى أنه أول بنك إسلامي في قطر بدأ عمله في عام 1982 والبنك الثاني بدأ نشاطه في عام ،1991 وهناك أمل بافتتاح بنوك وفروع أخري موضحاً أن استثمارات البنكين الإسلاميين في قطر وصلت الآن في حدود عشرة مليارات ريال قطري، هذا الأمر في تزايد مستمر إضافة إلى وجود الشركات المالية الإسلامية مثل الأولي للتمويل وبيت الاستثمار.
وقال، وكما ذكرت صحيفة الراية القطرية، :" أن البنوك تشكل العمود الفقري لأي اقتصاد في العالم وكما يقال أنه لا اقتصاد بدون بنوك، وهذه قاعدة أساسية مثبتة، لكن الغربيين والرأسماليين يقولون أنه لا بنوك بدون فوائد.. ونحن نناقشهم في هذه المسألة ونوافق علي كلامهم الأول بأنه لا اقتصاد بدون بنوك لا يمكن أن يكون هناك اقتصاد متطور حضاري متقدم دون أن تكون هناك نهضة بنكية مصرفية في كافة المجالات، ولكن يمكن أن تكون هناك بنوك بدون فوائد كما هو الحال في كثير من الدول حتي غير الإسلامية، مثلاً اليابان إلي فترة قريبة لم يكن فيها كانت نسبة الفوائد صفر وكذلك الاتحاد السوفييتي لم يكن فيها الفوائد والإسلام أثبت بأن يكون هناك بنوك وأن البنوك تقوم بأعمالها المتطورة ومع ذلك لا يكون فيها فوائد بالمعني الذي يريدون الربا ولكن فيها فوائد بالمعني الإسلامي وهو الربح والمنافع.
وأضاف :" ان البنوك الاسلامية تحتاج الآن الى ان تنظر الي هذه الأهداف التي وضعت لها لاتحقق بعض الأهداف الاساسية منها مثلا التنمية الاجتماعية خاصة في مجال القرض الحسن وخاصة في مجال الزكاة فمعظم البنوك لاتعطي زكاتها وانما تكلف المساهمين باداء زكاتهم، فلو كانت البنوك الاسلامية تجمع هذه الزكاة كان يمكن ان يغني بها عدد كبير من فقراء المسلمين وان تحل مشاكل المسلمين سواء كانت هذه المشاكل في مجال الفقراء او التعليم او الصحية اضافة الي التنمية البشرية كنا نريد ان تكون للبنوك الاسلامية دور كبير جدا في مجال التنمية البشرية من حيث الاعتماد بفتح المراكز للتدريب علي الاقتصاد الاسلامي والصيرفة الاسلامية وامور البنوك، ومراكز للبحوث وهذا يدعو للتقدم فالغرب ما تقدم الا بالبحوث كان الغربيون في السابق يصرفون علي البحوث نحو 50 الى 60% في فترات من الزمن الآن اقل دولة في اوروبا وامريكا تصرف 17% الي 30% من الدخل القومي يصرف علي البحوث والتنمية واقتصاد امريكا القومي يصل الي عشرة تريليون دولار، فالعالم الاسلامي يصرف علي البحوث اقل من 5 من واحد بالمائة".
وطالب الدكتور القرة داغي البنوك الاسلامية عدم استغلال الجانب الديني لزيادة الفوائد اذا كانت البنوك الربوية تأخذ 5% كفائدة والمفروض كبنك اسلامي ان يراعي الظروف بقدر الامكان ان لم اقلل من هذا مرابحة لايكون ان يزيد عن ذلك لا استغل الجانب الديني لزيادة ذلك، والبنوك الاسلامية منذ ثلاثين سنة تعمل في مجال المرابحة والاستثمار الآن حان الوقت ان نفكر في الاستثمار المباشر عن طريق المشاركة والمضاربة. ولذلك امامنا خطوات كبيرة جدا وفي اعتقادي اذا ما اتينا بهذه الخطوات مهما كبرت أموال البنوك الاسلامية فان هذا حقيقة تحتاج الي ان تكبر معها العقول ويكبر معها التخطيط ويكبر معها التفكير السليم ومراكز البحوث والدراسات الجدوي. كما طالب بانشاء بورصة اسلامية لها مؤشرها المستقل وكذلك نحتاج الي تطوير وابداع ورؤية مستقبلية لتطوير البنوك الاسلامية.(البوابة)