أظهر تقرير اقتصادي نشر أمس أن الكويت الدولة العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، حققت فائضا قياسيا في السنة المالية 2011-2012 المنتهية في 31 آذار (مارس)، وذلك بفضل مستويات الإنتاج والأسعار المرتفعة. وبحسب - "الفرنسية" - قال تقرير مؤسسة الشال للاستشارات الاقتصادية استنادا إلى أرقام رسمية إن الكويت سجلت فائضا في الموازنة للسنة الـ 13 على التوالي، وبلغ الفائض 13.2 مليار دينار (47 مليار دولار).
وكان الرقم القياسي السابق قد سجلته الكويت في السنة المالية 2007 ـ 2008 عندما حققت فائضا بلغ 33.2 مليار دولار، وكانت أسعار الخام قد بلغت في تلك الفترة 147 دولارا للبرميل. وكانت الكويت قد توقعت لميزانية 2011 ـ 2012 عجزا بـ 21 مليار دولار إذ احتسبت سعر برميل الخام في توقعاتها بـ 60 دولارا، إلا أن متوسط السعر كان في حدود 110 دولارات. وكذلك توقعت الميزانية أن تكون معدلات الإنتاج في حدود 2.2 مليون برميل يوميا فيما الإنتاج الحالي يبلغ ثلاثة ملايين برميل. وتوقعت ميزانيات الكويت جميعها في السنوات الـ 13 الماضية عجزا، إلا أنها حققت فوائض متتابعة تراكمية تقدر بـ 250 مليار دولار.
وبحسب القانون الكويتي، تخصص نسبة 10 في المائة من العوائد لمصلحة الصندوق السيادي. وتقدر أصول هذا الصندوق بـ 400 مليار دولار. ولا تحتسب عوائد هذا الصندوق في الميزانية.
وبلغت العائدات أيضا في السنة المالية الماضية مستوى قياسيا إذ وصلت إلى 30.2 مليار دينار (107.5 مليار دولار)، أي أكثر من ضعفي توقعات الميزانية التي حددت العائدات بـ 47.7 مليار دولار. وبلغت عائدات النفط 28.6 مليار دينار (101.7 مليار دولار)، أي 94.5 في المائة من إجمالي العائدات. وعلى صعيد متصل، أكد هاني حسين وزير النفط الكويتي في تصريحات صحافية أمس، أن تراجع الإنتاج الإيراني والتوترات الإقليمية تدفعان بأسعار الخام نحو الارتفاع. وقال حسين إن "إنتاج النفط في إيران قل، الأمر الذي أسهم في رفع الأسعار، إضافة إلى التخوف من القلاقل الموجودة في المنطقة". وأضاف أن "هناك تخوفاً من القلاقل السياسية في المنطقة وتخوفا اقتصاديا يدفع الأسعار إلى الزيادة"، إلا أنه أشار إلى وجود "طوارئ لاحتمالات كثيرة"، و"خطط لتزويد السوق المحلية وسد احتياجاته وسد احتياجات السوق العالمية بالمنتجات والنفط الخام". وارتفعت أسعار الخام بشكل ملحوظ يوم الجمعة الماضي، بعد الكشف عن بيانات أفضل من المتوقع لوضع سوق العمل في الولايات المتحدة، فضلا عن استمرار التوترات مع إيران. وارتفع سعر برميل النفط الخفيف في سوق نيويورك الجمعة 4.27 دولار ليصل إلى 91.4 دولار.