أكد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، أن مشروع "نيوم" يُمثل قفزةً حضارية للإنسانية، مشيرا إلى أن المدينة التي تُعد المشروع الرئيس سيتم افتتاحها في 2025.
وأضاف الأمير محمد بن سلمان في حوار أجرته وكالة "بلومبيرج" في مؤتمر مبادرة "مستقبل الاستثمار" في الرياض، أن "نيوم" ستولد أموالا كثيرة لصندوق الاستثمارات العامة، مشيرا إلى أن هناك زيادة بـ 100 مليار دولار في إجمالي الناتج المحلي بحلول 2030.
وأشار إلى أن هناك عديدا من أهم الشركات في العالم تريد أن تقوم بمشاريعها الجديدة في "نيوم" للاستفادة من هذه الفرصة، مشيرا إلى أن هناك مفاوضات جارية مع شركتي "أمازون" و"علي بابا" اللتين لديهما أفكار لجعل مشروع "نيوم" مُختلفًا.
وفيما يتعلق بمطار "نيوم"، كشف ولي العهد أنه سيتم اكتماله في تبوك هذا الشهر وتخصيصه فقط لموظفي "نيوم"، أما تطويره ليكون متاحًا للجميع فسيكون في 2019، لافتا إلى أن المنطقة ستساعد دول الخليج والمواقع المحورية الأخرى في الشرق الأوسط.
وأوضح الأمير محمد بن سلمان أنه سيتم تطبيق 98 في المائة من المعايير المُطبقة في المدن المشابهة في "نيوم" باستثناء 2 في المائة.
وحول مركز الملك عبدالله المالي، أكد أن المشروع لم يفشل، وافتتاح مرحلته الأولى سيتم في 2018 وعقد قمة العشرين فيه خلال 2020.
وبشأن مدينة جازان الاقتصادية، بين أنها لديها مشاريع هائلة لـ "أرامكو" والصينيين، متوقعا أن يكون عدد الصينيين أكثر من السعوديين خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وبخصوص طرح "أرامكو"، أكد الأمير محمد بن سلمان أنه على المسار الصحيح، وسيكون في النصف الثاني من 2018.
أما ما يتعلق بالسوق النفطية، فأشار إلى أنها تمكنت من احتواء إمدادات النفط الصخري، لافتا إلى أنها بحاجة إلى مواصلة المحافظة على استقرارها، وفيما يلي نص الحوار..
هناك عديد من الأسئلة حول مُسمى "نيوم"، حيث كان اسمها Pulse "نبض" في بداية الأمر.
كان اسم "نبض" في الوثائق فقط. وللمضي في الإجراءات، احتجنا إلى وضع اسم مؤقت. لذا اخترنا هذا الاسم عشوائياً. وبعد ذلك، كنا نعمل على الاسم النهائي. كانت هناك أفكارٌ عدة، وكان هناك عدم موافقة من البعض.
لم نُرد تسمية المشروع باسم عربي أو لاتيني أو أي اسم من أي لغة أخرى، لأن المشروع يُمثل قفزةً حضارية للإنسانية. لذا يجب ألا يكون الاسم من أي حضارة محددة. كانت هناك أسماء لاتينية وعربية مناسبة، فكان القرار صعباً.
أقمنا ورشة عمل وقررنا أخذ الحروف الأولى من الأسماء المُقترحة والحروف الأولى من القطاعات الرئيسية ومحاولة وضعها في عبارة ملائمة. فتوصلنا إلى "نيو – مستقبل". نيو كلمة لاتينية تعني "جديد" ومستقبل من اللغة العربية لتصبح "نيوم".
لكن الحروف تُمثل أيضًا جميع القطاعات والأسماء. فكلمة "نيو" تعني جديد، لكن على سبيل المثال الحرف E يُشير إلى كلمة ترفيه، وحرف M يرمز إلى الحركة، وحرف L يرمز إلى قابلية العيش. لكن عبارة مستقبل-جديد "نيو-مستقبل" هي عبارة طويلة أيضًا، لذا اختصرناها إلى "نيوم".
كانت هنالك أمثلة كاسم شركة سوني، وهي ليست ذات معنى. لكننا لم نكن نُريد أن نخرج بشيء ليس ذا معنى. وباختصار، كلمة "نيوم"، تُعطيك إحساسًا بأنها تحمل اسما للمستقبل. وتشعر أن "نيوم" هي اسم من الفضاء الخارجي.
وماذا عن الجدول الزمني للمشروع.. متى تتوقع اكتمال المرحلة الأولى أو متى ستباشرون في البناء؟
لقد بدأنا بالتخطيط، حيث طرحتُ الفكرة في عام 2015م في أول اجتماعٍ مع فريقي الجديد، وذلك أننا نحتاج إلى عاصمةٍ تجارية واقتصادية.
ولقد خطر في ذهني أننا نملك موقعًا مميزًا في شمال غرب السعودية، وذلك للأسباب التي ذكرتها. ومن ثم، دخلنا في نقاشاتٍ حتى الأشهر الأولى من عام 2016م، عندما شكلنا مجلسا تأسيسيا تحت رئاستي، وأنشأنا مكتبا تأسيسيا. وهو إدارة عمليات التنمية. وكان المقصد من هذا المكتب أن يتحول إلى الإدارة بحد ذاتها.
عملنا في فترة عام 2016 من أجل تأسيس هذا المكتب وبناء الاستراتيجيات، والرؤى، والأهداف، وبدأنا في طرح الأفكار، ما الخسائر وما التسريبات التي نعانيها في اقتصادنا وكيف لنا أن نعيدها؟ وكيف ننافس؟ وأخيرًا، توصلنا إلى تسعة قطاعات، بعضها كانت تقليدية والبعض الآخر قطاعات جديدة. لكن حتى القطاعات التقليدية، كُنا نريد أن نُقدمها بطريقة تبين أنها ثورية وجديدة. على سبيل المثال الترفيه، ستكون هُنالك أفكار استثنائية تمامًا.
واليوم نحنُ نتحدّث مع كثير من شركائنا الخُبراء لتطبيق هذا على أرض الواقع. وحقيقة هذا أمر استثنائي سيُغيّر من قطاع الترفيه، ونفس الأمر ينطبق على طريقة العيش. هُنالِك فرص لا تُحصى في مجالات النقل والصحة والتموين.
وعلى سبيل المثال، لن تكون هنالك أسواق سوبرماركت، أبدًا. لن يذهب الناس لشراء المنتجات لمنازلهم، فكل شيء سيأتيك في منزلك باستخدام التكنولوجيا. وسيكون التسوّق للترفيه، لن يكون لمجرّد شراء المنتجات. وسيكون للحياة وسائل عديدة، وسائل متعلقة بالصحة والتموين والتعليم والنقل والأراضي الخضراء والتصميم، وكثير من الوسائل.
نحنُ نريد أن تكون "نيوم" نفسها، هي أول وأهم روبوت في "نيوم"، نريدها أن تكون الروبوت رقم واحد. كل شيء سيكون مُتصّلا بالذكاء الاصطناعي، كل شيء متصل بالإنترنت. وسيكون ملفك الطبي متصلاً بجهازك المنزلي وسيارتك ومرتبطا بعائلتك وملفاتك الأخرى. وسيطوّر النظام نفسه في كيفية توفير أفضل الأشياء لك.
اليوم نجد أن كل خدمات التخزين السحابي المتاحة مُنفصلة عن بعضها البعض – ففي السيارة هي قائمة بذاتها، وساعة أبل قائمة بذاتها، كل شيء قائم بحد ذاته. في "نيوم"، كل شيء سيكون متصلا بالآخر. لذلك لن يكون بمقدور أحد العيش في "نيوم" أو زيارتها دون الحصول على تطبيق "نيوم" الذي سيكون لدينا في ذلك الوقت. ولذلك سيكون أول روبوت في "نيوم"، هي "نيوم" نفسها. وهنالك كثير من الأمور المتعلقة بقابلية العيش، يُمكن لأي شخص أن يجلس ويتخيّل.
وهناك عديد من الشركات الهائلة، تعتبر من بين أهم الشركات في العالم، التي تريد أن تقوم بمشاريعها الجديدة في "نيوم" للاستفادة من هذه الفرصة. وتلك التي كانت على منصة المسرح أمس ما هي إلا مثال بسيط جدا. سنسمع كثيرا من الأمور في عام 2018، وربما في 2017. الترفيه لن يكون اعتياديًا والمعيشة لن تكون اعتيادية أيضًا.
وما نحاول تحقيقه فيما يتعلق بالنقل، على سبيل المثال، هو إيصال الحاويات الموجودة في المصانع إلى الميناء وإلى السفن دون الحاجة إلى أي تدخل بشري. لكن كيف يمكنك تصميم مدن صناعية بحاوياتٍ بإمكانها الوصول إلى السفن ومن ثم نقلها إلى المستودعات وإيجاد الإمدادات وخفض التكاليف، سيكون الأمر أشبه بما هو مطبّق في المطارات.
وهناك ما يكفي من حركة المرور وما يكفي من المال. نحن نحاول أن نحدث تغييرات.. لقد قمنا بهذه الاختيارات بعناية فائقة للتأكد من الحصول على حصة قوية فيها وإحداث فارق. ولم نكن لنعلن عنها لو لم يكن لدينا المال.. الطلب والشركاء.. وسيكون هناك عديد من المفاجآت.
هل يمكنك أن تعطينا فكرة عن الشركات التي تتحدث عنها؟ نحن نعلم ما الشركات الأكثر ابتكارًا في العالم. ما الشركة التي ستكون ممثلا لـ "نيوم"؟
هل تقصد كفريق واحد؟
ما الشركات التي نتحدث عنها، ومن الذي سيقوم بعمليات التوصيل إلى السكن؟ من الذي يملك القدرة على تصميم وسائل نقل لا متناهية؟ من الذي يملك القدرة على إنشاء مجتمع قائم على تطبيقات إلكترونية؟
نحن نتفاوض مع الجميع. ونتفاوض مع شركة "أمازون"، فأعضاء الشركة مُنخرطون معنا في العمل، لكننا لم نصل بعد إلى اتفاقٍ نهائي. ونتفاوض أيضًا مع مجموعة شركة "علي بابا"، وهم مُنخرطون أيضًا في العمل، ولدى كلتا الشركتين أفكار عظيمة من شأنها أن تجعل من مشروع "نيوم" مُختلفًا. وليس بإمكانهم سوى تطبيقها على مشروع "نيوم" وذلك لأنهم يرغبون في وضع بصمتهم على المشروع.
أما فيما يخص التنقلات، فإن لدينا ارتباطا وثيقا بشركة "إيرباص" وغيرها من الشركات الأخرى. ولذلك فإن لدينا "سيرًا ذاتية" لعدد من الأشخاص البارزين حول العالم والمنُخرطين في هذا المشروع والمُهتمين بإنجاز الأمور.
لدينا فريق رائع وكبير. ولدينا الآن الرئيس التنفيذي المسؤول عن الحوكمة، وهو كلاوس، ولدينا فريق تملؤه الكوادر يعمل تحت إدارته. البعض منهم قُمنا بتعيينه قبل ستة أشهر أو عامٍ واحد، وهم من الطراز العالمي.
والآن يضم مجلس الإدارة لدينا أشخاصا مُحترفين وجيدين. وأقوم أنا بقيادة هذا المجلس. ولدينا أيضًا المجلس الاستشاري. إذ يضم المجلس الاستشاري هذا الآن أكثر من مائة شخص. ولدينا أسماءٌ بارزة أيضًا، بل وبارزة جدًا، وعديد منهم حاضرون معنا اليوم ها هُنا. وسنحاول أن نرفع عدد أعضاء المجلس الاستشاري ليصل إلى 300 شخص بكفاءات عالية جدًا في تلك القطاعات التسعة.
ولمجرد العودة إلى الجدول الزمني، هل سيتم وضع حجر الأساس في عام 2019 أم في عام آخر؟ متى سيتم وضع حجر الأساس؟ ومتى ستكون المرحلة الأولى والمرحلة الثانية للمشروع؟
أعتقد أن الناس سيذهبون إلى هناك في عام 2020، سيجدون فنادق وأماكن، في عامي 2020 و2021. لكنني أعتقد أن المدينة – التي تُعد المشروع الرئيس – سيتم افتتاحها في عام 2025. فعلى سبيل المثال، نعمل حاليًا بوتيرةٍ سريعةٍ على أمرٍ نُسميه "خليج نيوم". لا يتمثل ذلك الأمر في المدينة، بل في الخليج المجاور لها، لكي نسمح للمكاتب والأماكن بمزاولة العمل في الموقع.
لكن عندما تكتمل أعمال المدينة، سيصبح خليج نيوم كبلدة هامبتونز في نيويورك في وقت لاحق. لذلك، أنا أعتقد أن خليج نيوم سيكون جاهزًا في عام 2021، ونأمل أن يكون جاهزًا قبل حلول ذلك الوقت. وفي واقع الأمر، هنالك مطار بالفعل. مطار مهيأ للأعمال فقط.
المطار في منطقة تبوك؟
في تبوك. وفي الحقيقة، اكتمل المطار خلال هذا الشهر – إنه مطار جديد – لكنه مخصص فقط لموظفي "نيوم". وأنا أعتقد أننا سنبدأ في تطويره ليكون متاحًا للناس في عام 2019. لكنه لا يُعدّ المطار الرئيسي لـ "نيوم". إذ سننشئ المطار الرئيسي لـ "نيوم" بعد عام 2020.
لقد ذكرت أن أهداف الحكومة السعودية كانت وما زالت تكمن في إحداث وظائف للمواطنين السعوديين، الأمر الذي يُعتبر هدفًا رئيسيًا بالنسبة إلى الحكومة.
كيف ترى مدى قابلية المواطنين للانخراط في مدينة كمدينة "نيوم" إذا ما كانت قائمةً على الروبوتات، ومن وجهة نظرك، كيف سيتم توظيفهم وكم عدد الذين سيتوظفون فيها؟ وحينما تنظر إلى السعودية، فستجد أن هنالك أمثلة أخرى ليست طموحةً بهذا القدر، مثل مركز الملك عبدالله المالي ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومدينة جازان الاقتصادية، وجميعها تم الإعلان عنها في جوٍّ احتفالي كبير، ومع ذلك عانت وتعثّرت. لماذا تعتقد أن هذا المشروع سيكون ناجحًا ومختلفًا؟
علينا أن نحافظ على الفصل بين واجبات المؤسسات الحكومية. لذلك فإن دور صندوق الاستثمارات العامة يكمن في توليد المال. ولذا فعندما بدأ الصندوق في العمل وإنشاء "نيوم" فإنه قد نظر إليها من جانب التنمية والدخل. لذلك وبطبيعة الحال، ستقوم "نيوم" بتوليد كثير من الأموال لصندوق الاستثمارات العامة وهو ما سيساعد على زيادة إجمالي الناتج المحلي لدينا بشكل كبير. نحن نتحدث عن زيادة تقدر بمائة مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030م في إجمالي الناتج المحلي.
وأعتقد أننا سنحقق أعلى من هذه الزيادة بكثير، لكن فريقي يريد مني أن أعلن أرقامًا أكثر تحفظًا لذا فإن الزيادة ستكون كبيرة. وبطبيعة الحال، فإنه سيتم إيجاد كثير من فرص العمل. وبطبيعة الحال، سيجد السعوديون كثيرا من فرص العمل هناك. لكن ليس من واجب "نيوم" إيجاد فرص عمل للسعوديين فقط بل إن من واجبها أن تكون مركزًا عالميًا للجميع في العالم بأسره.
لذلك فإنها ستوجد فرص عمل للسعوديين وستوجد فرص عمل لكثير من الناس في جميع أنحاء العالم. لكنها ستولد المال لصندوق الاستثمارات العامة، وستذهب هذه الأموال من الصندوق إلى الحكومة السعودية، وستساعد الحكومة السعودية بشكل كبير على البدء في كثير من المشاريع وإيجاد أنواع مختلفة من الوظائف.
لقد كان صندوق المؤسسة العامة للتقاعد يعمل على مركز الملك عبدالله المالي في الرياض لفترة معينة من الزمن. وكانت المشكلة أن مساحة المكاتب أعلى بكثير من احتياجات الرياض. فما الذي فعلناه نحن في "رؤية 2030"؟ لقد قمنا بإعادة هيكلة المركز المالي بأكمله، وقمنا بتقليل عدد المكاتب وزيادة عدد الوحدات السكنية، لذلك فالمشروع لم يفشل، وسيكون المحرك الرئيسي لمدينة الرياض، وستعقد قمة الدول العشرين في عام 2020م في المركز المالي، وفي عام 2018 سنقوم بافتتاح المرحلة الأولى منه، لذلك فالأمر لا يشكل أي قلق بالنسبة إلينا.
أما بالنسبة إلى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، فالحكومة لم تستثمر فيها، لقد تم الاستثمار فيها من قبل القطاع الخاص السعودي وعدة شركات أخرى خارج السعودية، ولذلك فنحن لا نتحمل المسؤولية عن أي فشل في ذلك المشروع لأنه لا توجد هناك أي التزامات على الحكومة تجاه ذلك المشروع، ومع ذلك، فالمشروع لم يفشل، إذ إن الميناء يعمل، وقد استأجرت المدينة الصناعية عديدا من الوحدات وافتتحت عددًا من الفنادق، وأهل جدة يطلقون عليها "جدة الجديدة"، وقد بدأ معظمهم في الانتقال إلى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ولذا
فهي ليست مدينة أشباح، إنها مدينة تنمو ويوجد فيها عشرات الآلاف من فرص العمل الآن.
اليوم، نحن في الحكومة نتحدث مع شركة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية حول كيفية المساعدة على تنمية المدينة بطريقة أفضل، إن لديهم 45 برنامجًا نعمل عليه معهم دون أن تدفع الحكومة ريالا واحدًا، وهذه الأهداف الـ 45 ستساعد على إيجاد وتيرة جديدة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.
إن مدينة جازان الاقتصادية لديها مشاريع هائلة تابعة لـ "أرامكو" اليوم، ومشاريع هائلة تابعة للصينيين، ففي الزيارة الأخيرة مع الصينيين، وقع الملك سلمان بعض الاتفاقيات المتعلقة بهذا الصدد. أنا أضمن لكم أنه إذا ما ذهبتم إلى هناك بعد ثلاث سنوات، فإنكم قد ستجدون أن عدد الصينيين أكثر من السعوديين، إن هذه المشاريع لم تفشل.
تعتبر "نيوم" أمرا مختلفا تمامًا، فهنالك التزام من الحكومة، نحن نضع أسماءنا في السطر الأول، وقد وضع صندوق الاستثمارات العامة مئات المليارات من الدولارات في هذا المشروع، وكذلك وضع بعض المستثمرين نفس المبالغ، هنالك طلبات ضخمة وتسريبات مالية عالية نسعى إلى استعادتها. موقع مميز، وكذلك المناخ، إضافة إلى الوصول إلى مناطق العالم، كما تمتلك مواقع تاريخية، هذا المكان لا يكاد يكون موجودًا حتى في الأحلام.
هل تشعر دبي بالقلق؟
أعتقد أننا ننشئ طلبًا جديدًا وهذا سيساعد دبي وكذلك المواقع المحورية الأخرى في الشرق الأوسط، لا أعتقد أن هونج كونج أضرت بسنغافورة أو سنغافورة أضرت بهونج كونج، إنهم يوجدون طلبًا جديدًا جيدًا لبعضهم البعض، هذه المنطقة، ستوجد طلبًا جديدًا، وليس نفس طلب دبي، هذه المنطقة ستساعد دبي، والبحرين، وخصوصًا الكويت، إذ ستصدر الكويت إلى أوروبا بشكل أسرع وأرخص من الآن وذلك عبر أنابيب وسكك منطقة نيوم إلى مصر – شمال سيناء – ثم إلى أوروبا.
إذا كنت تتذكر قبل سنة ونصف، وقع الملك سلمان مع الرئيس المصري اتفاقية بشأن منطقة حرة شمال سيناء، إن الهدف وراء توقيع اتفاقية هذه المنطقة الحرة شمال سيناء هو من أجل ربطها بـ "نيوم"، إذ ستحظى "نيوم" بكثير من المنافذ، بعضها في السعودية وبعضها في مصر، ولذلك، ستستفيد دبي، والبحرين، والكويت، ومصر والأردن وكذلك دول البحر الأحمر وكثير من الأماكن في العالم بنفس الطريقة أو بطريقة أخرى.
هل ستخضع هذه المدينة إلى أنظمة ومعايير مختلفة؟
ستكون القوانين السيادية ضمن إطار القانون السعودي، مثل الدفاع، والأمن الوطني، ومكافحة الإرهاب والتهديدات المماثلة، والسياسة الخارجية، هذه الأمور ستبقى ضمن إطار القوانين الحكومية، لكن القوانين التجارية وغيرها ستخضع لإطار قوانين خاصة بـ "نيوم" نفسها، يمنحون الحق في تنظيم كل هذه التفاصيل بالطريقة التي تخدم أهداف "نيوم".
هذا شيء رائع، وعندما تنظر إلى أي مدينة حول العالم، على سبيل المثال نيويورك فستجد قوانين تخدم الجميع، سواءً شركات أو أفرادا، ولذلك فهم يسعون إلى وضع الأمور بالطريقة التي تُفيد الجميع، لكن "نيوم" لا يوجد مثيل لها، فالتشريعات ستكون وفقًا لحاجة الشركات والمستثمرين، ولذلك سيأتي الناس إلى "نيوم" لثلاثة أساب: إذا كان مستثمرا، أو يعمل في أحد المشاريع، أو سائحا، أما إذا لم يكن من ضمن هذه الثلاثة أصناف؛ فلن يكون في "نيوم"، ولذلك ستكون الأنظمة والتشريعات معدة بالطريقة التي تجعل النمو سريعا للغاية. تخيل معي لو كنت محافظ نيويورك وليس لديك كثير من المطالب الشعبية، فما الذي ستقدمه للشركات والقطاع الخاص.
هل يعني ذلك أن السعوديين سيتمكنون من الوصول إلى مشروع "نيوم" بكل يسر وسهولة؟
لن يذهبوا إلى "نيوم" ويناموا على الطرقات، إذا ذهبوا إلى "نيوم"، فعليهم أن يقوموا بحجز غرفة في فندق أو أن يكون لديهم منزل أو شقة في "نيوم".
هل بإمكانهم أن يتملكوا شقة ولو لم يكن لديهم عمل في "نيوم"؟
بالطبع، ونحن نسمي هذا الأمر بالاستثمار.
لو كنت سعودياً أو أجنبياً وأريد أن أعيش في "نيوم"؟
أهلا بك وسهلاً.
لكن علي أن أشتري سكناً هناك؟
نعم عليك أن تشتري، وذلك يعني أنك ستقوم باستهلاك الطاقة وبإنفاق المال على سلع التجزئة وعلى الترفيه، بالتالي أنت مستثمر وسائح في ذات الوقت.
هل بإمكاني أن أستأجر في "نيوم"، أو هل بإمكاني أن أذهب للعيش هناك؟
بالطبع، سنكون هنالك قوانين مختلفة، على سبيل المثال، سيتسنى لنا أن نطبق ما نسبته 98 في المائة من المعايير المُطبقة في المدن المشابهة، لكن لن يكون بوسعنا تطبيق نسبة 2 في المائة المتبقية مثل المشروبات الكحولية.
مصر على سبيل المثال، تبعد عن جزيرة تيران 3.5 كيلو متر، وتبعد عن رأس الشيخ حميد على ما أعتقد 15 كيلو متراً. إذا كنت على الجانب الأقرب لمصر، فستستغرق من الوقت دقيقتين اثنتين بالسيارة، وإن كنت في الجانب الأبعد من المدينة فستستغرق 20 دقيقة بالسيارة تقريباً. لذلك أعتقد أن المشروع سيلبي كافة احتياجات المستثمر الأجنبي والسائح الأجنبي دون خرق أي قوانين.
هل لك أن تخبرنا عن آخر المستجدات حول توقيت ومكان طرح الاكتتاب الأولي لـ "أرامكو"؟
لقد قلناها أكثر من مرة يوم أمس، نحن على المسار الصحيح، وسيتم الطرح في 2018، وعلى ما أعتقد أن الطرح سيكون في النصف الثاني من 2018، لا نواجه أي مشكلات، لدينا عمل كثير ولدينا قرارات كثيرة، وهنالك كثير من الأمور التي سيتم الإعلان عنها.
هل سترغب في تمديد اتفاقية منظمة أوبك مع روسيا الدولة غير العضو في منظمة أوبك؟
الكل مستفيد، سواء الدول الأعضاء في منظمة أوبك أو الدول غير الأعضاء. هذه هي المرة الأولى التي نقوم فيها بعمل اتفاقية للمنظمة مع دول من غير المنظمة فيما يتعلق بالمحافظة على استقرار سوق النفط، يزداد إيمان كثيرين بهذه الاتفاقية يوماً بعد يوم، لأنهم رأوا النتائج بأم عينهم، لذا، فإن الجميع مهتمون باستمرار المحافظة على هذه الاتفاقية.
إلى أي مدى تودّ تمديد هذه الاتفاقية؟
مسألة التمديد، لا يمكنني الحديث عنها. لن نتحدث بشكلٍ فردي.
لكنكم تريدون تمديدها إلى ما بعد شهر مارس؟
بالطبع. نحن بحاجة إلى مواصلة المحافظة على استقرار السوق النفطية، أعتقد أن السوق قد تمكنت من احتواء إمدادات النفط الصخري الجديدة، لقد تم احتواؤها، لقد أصبحت الآن جزءًا من الواردات، نحن متجهون الآن نحو عصر جديد.
