نقل معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية تحيات حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وسمو ولي العهد والشعب القطري للرئيس المصري محمد مرسي، معربا عن سعادته بالتطور الذي تشهده العلاقات القطرية- المصرية والرغبة في دفعها نحو المزيد.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء المصري الدكتور هشام قنديل أمس بالقاهرة، إن المباحثات مع الرئيس مرسي تطرقت للحديث عن الجانبين السياسي والاقتصادي في علاقات البلدين، موضحا أنه فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي فقد كانت حزمة المساعدات القطرية لمصر بمبلغ ملياري دولار ودائع ونصف المليار دولار منحا، وتمت مضاعفتها لتصبح مليار دولار منحا وأربعة مليارات دولار ودائع بتوجيهات وتعليمات سمو الأمير للوقوف بجانب مصر وتقديم العون ومساعدة الأشقاء خلال المرحلة الراهنة، وأن القيادة القطرية مؤمنة بأن مصر القوية مهمة لكل الدول العربية وعلى وجه التحديد لقطر، وأن القيادة المصرية وشعبها قادرة على أن تجتاز هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة، مشددا على أن مصر غنية بقيادتها وثرواتها وشعبها، وأنه شخصيا متأكد أن الفترة المقبلة ستشهد قفزة بين البلدين في المجالين الاقتصادي والاستثماري، وأن القيادتين متمسكتان باستكمال ما تم الحديث فيه من مشاريع، ولذلك سيكون هناك وفد من الفنيين برئاسة وزير المالية القطري يزور مصر الأسبوع المقبل لتفعيل ما تم الاتفاق عليه. وفيما يتعلق بالشق السياسي أعرب عن تقدير قطر للدور المصري لدورها في أزمة غزة سواء فيما يتعلق بوقف إطلاق النار أو بالنسبة للمصالحة، وأن ذلك هو الدور الطبيعي وقدر مصر في التعامل مع ملفات عربية كبيرة شائكة وصعبة. تثمين دور مصر كما ثمن معالي رئيس الوزراء دور مصر في إدخال المساعدات القطرية ومواد البناء إلى غزة لإعادة ما تم هدمه من مستشفيات ومدارس وأبنية مختلفة وفقا للإعلان وما تم الاتفاق عليه خلال زيارة سمو الأمير لغزة.
وردا على سؤال لـ الوطن حول أسباب تأخر تنفيذ المشروعات القطرية في مصر مقارنة بالإرادة السياسية القوية.. قال إن هذه الزيارة لتفعيل المشروعات المتعثرة، موضحا أنه تم الانتهاء من بعض المشروعات، وهناك مشروعان كبيران فيهما تأخير قليل، وقد تم الاتفاق على حل الخلاف في وجهتي النظر بين مصر وقطر، خاصة ما يتعلق بالقوانين والنظم، وتم التوصل إلى الاستعانة بمكتب قانوني دولي متخصص لوضع آلية في كيفية التعامل لأنها مشاريع ضخمة وتستمر لسنوات وتحتاج لدراسة دقيقة، وتم الاتفاق على مبادئ عامة وسيستكملها فريق فني الأسبوع المقبل لإعداد مذكرة وسيتم التوقيع عليها ثم يبدأ العمل.
قناة السويس
وردا على سؤال حول ما يثار عن هيمنة قطرية في مصر وخاصة قناة السويس، وكذلك رأيه في خطاب بشار الأسد، قال معالي الشيخ حمد أنه يعتبرها مجرد «نكتة» أو مزحة لكنها مزحة سخيفة، لأن مصر كدولة بحجمها ومقدراتها البشرية والاقتصادية لا يمكن لأي دولة أخرى أن تهيمن عليها، فضلا عن ذلك فإن سمو أمير البلاد يعترف علنا بدور مصر الريادي وأن مصر أكبر دولة عربية، وأنه يتم الاعتماد دائما على مصر، وأنه شخصيا كرئيس وزراء قطر قد ذكر أكثر من مرة تقديره لكل الأدوار التى تقوم بها ويؤيدها، ومن ثم فإن ما يذكر عن هيمنة قطرية على مصر قيلت من قبل البعض للاستهلاك المحلي لقضايا سياسية داخلية تخص المصريين فقط، ولكن بالنسبة لقطر فإنها لا تتدخل في شؤون دولة لا صغيرة ولا كبيرة، بقدر ما أن هناك رغبة في رؤية مصر قوية اقتصاديا وسياسيا ومستقرة، ومن يختار القيادة المصرية هو الشعب المصري، ومن يختار مساره هو الحكومة المصرية، وهناك رئيس منتخب وحكومة تم تشكيلها، وأن التعامل يتم بشكل رسمي مع الجهة المنتخبة، ومن ثم لم يقرر القطريون ذلك، وحتى لو كان مسموحا للقطريين بالتصويت فلن يؤثر ذلك على النسبة الكلية. وقال إنه فيما يتعلق بموضوع قناة السويس، فإن سمو ولي العهد قد قام بتوضيح ما يثار في هذا الشأن، وأنه لم يتم الحديث في قطر عن قناة السويس لا بالتطوير ولا الشراء ولا البيع، وأنه لم يتم العلم بذلك سوى من الصحف المصرية على وجه التحديد، ولا يعلم أحد من مصدر الإشاعة، وكان على من نسج ذلك أن يلجأ لشيء مؤثر دون أن ينكشف، لأن قناة السويس شريان رئيسي لمصر، وجزء من تراب ومقدرات مصر، وأن إثارة القضية كان الهدف منها الاستهلاك السياسي في الحراك الداخلي بمصر، وللأسف تم الزج بقطر في هذا الموضوع، مع أن سياسة قطر واضحة وهدفها التعاون مع دول كبرى كمصر خاصة بعد ما تمت مشاهدته من وقوف مصر بجانب القضايا العربية خاصة في فلسطين وغيرها، وهذا الموضوع الذي كان عليه الخلاف في السابق، خاصة أن الشعبين القطري والمصري بينهما تماسك، ولا يمكن للحكومات أن تفرق بينهما، ولا يمكن أن يحدث ذلك، وهناك علاقات وطيدة . خطاب صادم وأنه فيما يتعلق بخطاب بشار.. قال إنه كان خطابا صادما، لأنه بعد عامين وكل ما حدث يخرج بشار بخطاب من هذا النوع يردد ما كان يردده منذ البداية، وكأنه عناد بينما هو يعاند نفسه وشعبه، هناك دماء سالت كثيرة ولا يمكن أن تذهب هباء منثورا، وأن كل ما حدث من دمار وقتل هو مسؤول عنه كرئيس سوري. وأعرب معالي الشيخ حمد عن أمنياته أن يرى بشار يقف في خطابه يتخذ فيه قرارا شجاعا لشعبه وله شخصيا، موضحا أنه لايوجد أحد ينهزم من شعبه، لأنه لايقاتل قوات أجنبية ، بل يقاتل شعبه، عليه أن يدع هذا الشعب وشأنه أو أختيارات أخرى. وردا على سؤال حول دور قطري في تقريب وجهات النظر بين مصر والإمارات.. قال إن أي شيء يخدم في لم الشمل وإجلاء أي خلاف عربي– عربي فهذه سياسة قطر وتوجهات سمو الأمير، الذي يعمل دائما على تقريب وجهات النظر، معربا عن أمله أن تكون مجرد سحابة صيف تمر على العلاقات بين مصر والإمارات، وأنه بحكمة القيادتين سيتم اجتياز ذلك في القريب العاجل. وردا على سؤال حول موقف قطر مما يحدث داخل العراق الآن.. دعا العراقيين إلى لم شمل، وأنه عندما ساهم الجميع في تغيير النظام وإحلال ما حل في العراق كان الهدف منه جعل العراق لكل العراقيين للفئات المظلومة آنذاك وغيرها، موضحا أن ما يحدث في العراق الآن يحتاج إلى التبصر، وإلى أن يتخذ العراقيون قرارا فيما بينهم للم الشمل وحل الأمور بطريقة ترضي الأطراف والطوائف كافة في العراق. وردا على سؤال حول موقف قطر من غزة.. قال: الوقوف مع غزة هو وقوف مع الفلسطينيين ككل، وهذه وجهة نظر سمو أمير البلاد، مشيرا إلى أنه ماذا يضر سكان الضفة الذين لم تتهدم بيوتهم من وقوف سمو أمير البلاد مع أهالي غزة الذين دمرت بيوتهم إسرائيل، مشددا على أن كل الفلسطينيين في الضفة لهم نفس المحبة عند القطريين، لافتا إلى أنه لو افترضنا محافظة منكوبة في دولة عربية وقامت قطر بمساعدتها فهل يتم تفسير ذلك بأنه انحياز قطري لها من دون سائر المحافظات، ومن هذا المنطلق تم التعامل مع مشكلة غزة التي تتعرض لحصار منذ سنوات. من جانبه أكد رئيس الوزراء المصري الدكتور هشام قنديل أن مصر تثمن الدور القطري المتميز للوقوف بجانبها ودعمها منذ بداية الثورة حتى الآن على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وقال قنديل إنه كانت هناك بعض المشروعات التي كانت متوقفة وتم حل مشاكلها وستنطلق، ومثل هذه المشاريع القطرية وغيرها ستساعد على توفير فرص عمل سريعة، باعتبار أن هذه المشروعات متوقفة بالفعل ومتوقفة لسبب أو أخر، فتفعيل مثل هذه المشاريع يساعد على توفير فرص عمل فورية وإشاعة جو إيجابي لمناخ الاستثمار في مصر.
وأشار قنديل إلى أنه كما يذكر الجميع كان هناك حديث في السابق واتفاق على استثمارات قطرية في مشروع شرق بورسعيد بنحو 10 مليارات، ومنتجع سياحي في البحر المتوسط بنحو 8 مليارات، وقد جرى الحديث فيما تم في هذين المشروعين موضحا إن ما تم إنجازه من تقدم حتى الآن أقل من طموحات الإرادة السياسية التي ترغب في الدفع بالعلاقات الاقتصادية للأمام، وأن هناك زيارة الأسبوع المقبل للفنيين برئاسة وزير المالية القطري لبحث هذين المشروعين من أجل أن يتم دفعهما للأمام. موضحا أن المباحثات بين الشيخ حمد والرئيس مرسي تطرقت إلى كثير من الملفات مثل فلسطين، سوريا، والمساعدات القطرية لدعم إعمار غزة. وأضاف إلى أن الاستثمارات في مصر مفتوحة ومتاحة لجميع الأشقاء العرب والخليجيين وفقا للسيادة المصرية، وبالتالي ليس من المعقول عندما يقرر الأشقاء العرب المشاركة في نهضة مصر أن يتم توجيه اللوم لهم، وخاصة قطر التي تقدم دعما سخيا لمصر.