ما هي خطط الإغاثة الصحية التي اعتمدتها بعض حكومات العالم بعد انتشار وباء كورونا؟

تاريخ النشر: 11 أبريل 2020 - 10:48 GMT
كان من الأكثر تأثراً أيضًا القطاع الصحي الذي يلعب الدور الأكبر لمحاربة هذا الوباء من ممرضين ودكاترة ومستشفيات وأجهزة وغيرها الكثير
كل دولة في العالم مع بداية كل عام تضع موازنة للبلد للنفقات والعجز وغيرها وهنا لاقت هذه الدول ظرف غير متوقع مع وباء كورونا فاضطرت إلى وضع جزء من هذه الموازنات لمحاربة هذا الفيروس
أبرز العناوين
يعيش العالم في الوقت الحالي ظرف استثنائي لم يكن يتوقعه مع انتشار وباء كورونا حيث انقلبت الموازين وتغيرت القرارات، وتسكرت الحدود، وتعطلت الأعمال

يعيش العالم في الوقت الحالي ظرف استثنائي لم يكن يتوقعه مع انتشار وباء كورونا حيث انقلبت الموازين وتغيرت القرارات، وتسكرت الحدود، وتعطلت الأعمال، وانتشر حظر التجول في البلاد، ونشطت الأعمال والتعليم عن بعد، وتأثرت العديد من القطاعات منها الاقتصادية والسياحية و النقل.

وكان من الأكثر تأثراً أيضًا القطاع الصحي الذي يلعب الدور الأكبر لمحاربة هذا الوباء من ممرضين ودكاترة ومستشفيات وأجهزة وغيرها الكثير، مما أجبر الحكومات لوضع ميزانية خاصة للقطاع الصحي لمحاربة هذا الوباء. 


كل دولة في العالم مع بداية كل عام تضع موازنة للبلد للنفقات والعجز وغيرها وهنا لاقت هذه الدول ظرف غير متوقع مع وباء كورونا فاضطرت إلى وضع جزء من هذه الموازنات لمحاربة هذا الفيروس.

وهنا نذكر خطط الإغاثة الصحية لبعض الدول في العالم: 

الصين: 
تعتبر الصين الآن الدولة الأقوى في مواجهة هذا الفيروس. حيث تدعو منظمة الصحة العالمية الدول من الاستفادة من تجربة الصين في الحد من انتشار فيروس كورونا.

بالرغم من أن الصين أخفت الانتشار الأولي للفيروس وأدارته بشكل سيء، إلّا أنها باتت تسيطر عليه. حيث ظهرت أول الحالات المشتبه بها في نوفمبر من العام الماضي ولكن الصين لم تعلن عن ذلك إلا في ديسمبر عندما بدأت الحالات بالتفشي.

وبعد أن أعلنت  منظمة الصحة العالمي  حالة الطوارىء ووصفت الفيروس بالخطر بدأت الصين بإجراءات استثنائية، حيث بدأت بعمليات الإغلاق بداية بمدينة ووهان ففرضت حظر التجول وعلقت الطيران وأغلقت المدارس وأنشئت  مستشفى في غضون 10 أيام فقط، وضخت  الصين مبلغ  1.2 تريليون يوان (173 مليار دولار) لمكافحة الوباء ودعم الاقتصاد المتضرر. 


إيطاليا: 
تعد إيطاليا من أكثر دول الاتحاد الأوروبي تأثراً نتيجة وباء كورونا حيث تأكد أكثر من 135 ألف حالة مصابة و17 ألف حالة وفاة. ومن أهم أسباب انتشار هذا الوباء بشكل كبير إنكار ايطاليا للمرض وعدم اتخاذها إجراءات سريعة في الفصل الاجتماعي، تخلف الإيطاليون في إجراء الفحص. 

ولتدارك الكوارث الناجمة عن هذا الإهمال، خصصت إيطاليا 25 مليار يورو لمواجهة فيروس كورونا ودعم الاقتصاد.  


إسبانيا:

تعتبر إسبانيا من أكثر الدول التي تواجه صعوبة للتصدي لفيروس كورونا لعدم توفر إمكانيات كافية في قطاع الصحة لمواجهة أزمة بهذا الحجم. وبعد تفشي المرض وإصابة أكثر من 150 ألف شخص  ووفاة أكثر من 13 ألف شخص، قامت الحكومة الإسبانية بتأميم المستشفيات في البلاد لتمكينها من التحكم بالأزمة بشكل أفضل كذلك طلبت حزمة طوارئ بقيمة 200 مليار يورو لمكافحة الفيروس.

فرنسا 

تعيش فرنسا في سباق مع الزمن لمواجهة فيروس كورونا واستيعاب أكبر عدد من المصابين، حيث تبذل السلطات والطواقم الطبية الجهود من أجل التصدي لهذا الفيروس رغم نقص المستلزمات الطبية.

و مع ارتفاع الإصابات إلى أكثر من  80 ألف إصابة  و10 آلاف حالة وفاة ، طلبت فرنسا أكثر من مليار كمامة،و قامت الحكومة الفرنسية بضخ  45 مليار يورو (50 مليار دولار)  لدعم الاقتصاد نتيجة تفشي هذا الوباء، ووعدت بتخصيص 5 مليارات يورو للبحث العلمي على مدى السنوات العشر المقبلة، إضافة إلى ما يقرب من 8 ملايين يورو مخصصة للاختبار والعلاج واللقاحات المحتملة. 


المملكة المتحدة (بريطانيا) 
بدأت بريطانيا في مواجهة تفشي فيروس كورونا بطريقة مغايرة عن باقي الدول وهي اتباع استراتيجية " المناعة الجماعية" ، ولكن لاقت هذه الطريقة انتقاداً  عالمياً وذلك بعد ارتفاع عدد الوفيات  بوتيرة متسارعة مما أجبر بريطانيا إلى تغيير سير عملها ووضع قيود صارمة لتفشي هذا الوباء.

حيث فرضت حظر تجول، وأغلقت المدارس والجامعات وأهابت بالعمل من المنازل، وقامت باختيار الفنادق الفارغة والمستشفيات العسكرية بالإضافة إلى المستشفيات الخاصة  لاحتواء جميع أعداد المصابين، واللجوء إلى شركات مثل فورد وإيرباص ورولز رويس لصناعة أجهزة تنفس، بالإضافة إلى تجهيز غرف العمليات لاستيعاب عدد المصابين أي إلغاء العمليات الجراحية غير العاجلة والاختيارية وذلك من أجل إيجاد مساحة أكبر للمصابين. كما استعانت أيضا بالأطباء المتقاعدين وإعادتهم للخدمة لعدم توفر عدد كافي من الممرضين والأطباء.

ووصل المبلغ الذي اعتمدته المملكة المتحدة للتصدي لهذا الوباء إلى 30 مليار جنيه استرليني ، حيث تم تخصيص 5 مليارات جنيه استرليني لنظام الرعاية الصحية. ومن الجدير بالذكر بأن عدد الإصابات فاق 60 ألف إصابة وعدد الوفيات تخطوا 7 آلاف حالة. 

المملكة العربية السعودية 
تعتبر السعودية من الدول العربية التي بذلت الكثير من الجهود لمواجهة هذا الفيروس فقبل الإعلان عن أول إصابة في البلاد قامت بالعديد من الإجراءات في شهر فبراير تمثلت بإجلاء طلاب سعوديين مبتعثين إلى منطقة ووهان الصينية عبر طائرة خاصة، تعليق سفر المواطنين والمقيمين إلى الصين ، تعليق مؤقت لدخول الأفراد الراغبين بإقامة مناسك العمرة أو زيارة المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، وكذلك السياح. كما تم توسيع الأمر ليشمل الزوار المسافرين من الدول المنتشر فيها الوباء. وفي 2 مارس تم الإعلان عن أول حالة وبعد ذلك بدأت الحالات تتضاعف حيث تعدت 2900 حالة وأكثر من 40 حالة وفاة.

وبعدها قامت بفرض حظر التجول لساعات وكذلك تعليق الطيران وتعطيل المؤسسات الحكومية والخاصة. وكان المبلغ المخصص من المملكة للتصدي للفيروس هو 13 مليار دولار، وطمأنت المواطنين والمقيمين بأن نظام الرعاية الصحية جاهز للطوارئ.


الإمارات العربية المتحدة 
اعتمدت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجها الخاص في إدارة الأزمة، فلم تسع إلى محاكاة النموذج الصيني وغيره. حيث أدركت الاختلاف بينها وبين باقي الدول من حيث النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي .

فوضعت خطة بقيمة 27 مليار دولار لمواجهة الفيروس التاجي الجديد. وكانت من أعلى دول العالم في توسيع  الفحص المخبري  للكشف عن الفيروس، وتوفير نظام صحي يستجيب إلى الأزمة دون أي نقص في المستلزمات الطبية، أو الكوادر البشرية.

وأثبتت الدولة استعدادها لحالات الطوارىء وذلك بتوفير المخزون الاستراتيجي في مجالي الغذاء والدواء، وعملت على تطوير البنية التحتية وشبكات الاتصال بالانترنت مما سهل للمدارس والجامعات إلى تطبيق نظام التعليم عن بعد، كذلك ساعدت القطاعين العام والخاص في نظام العمل عن بعد.

بالإضافة إلى برنامج التعقيم اليومي، ووقف جميع الأنشطة في الإمارات ووقف الصلاة في المساجد ودور العبادة وتعليق حفلات الأعراس والمناسبات، ودعوة المواطنين في الخارج إلى العودة.

من الجدير بالذكر بأن عدد الإصابات في الإمارات تعدى 2500 إصابة و تخطى عدد الوفيات 10 حالة وفاة. 


الولايات المتحدة الأمريكية : 
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكثر الدول تضرراً بالفيروس التاجي الجديد. حيث ظهرت أول حالة في 20 يناير 2020 ثم بدأ الانتشار بوتيرة متسارعة جدا فتخطت الإصابات 430 ألف إصابة وعدد الوفيات تخطى 14 ألف وفاة.

 مما اضطرإدارة ترامب إلى تخصيص أكثر من 45.8 مليار دولار لمكافحة المرض، بالإضافة إلى 8.3 مليار دولار لدعم النظام الصحي في البلاد.


ألمانيا: 
بالرغم من ارتفاع عدد الإصابات في ألمانيا وتجاوزها 13 ألف إصابة إلا أن عدد الوفيات لم يتعدى  2500 حتى الآن. والسبب هو وضع ألمانيا خطة إنقاذ بقيمة 822 مليار يورو لمكافحة فيروس كورونا. وتعتبر ألمانيا أيضاً أكثر الدول الأوروبية تجهيزاً في الرعاية الصحية حيث تمتلك 28 ألف سرير للعناية المركزة، وهو أعلى بكثير من المتوسط الأوروبي وتقوم بإجراء 100 ألف فحص يوميا.


الأردن 
ضربت المملكة الأردنية الهاشمية مثالاً عالمياً يحتذى به في مواجهة كورونا. حيث تعتبر من أقوى الدول في التصدي لهذا الفيروس بالرغم من إمكانياتها المحدودة. وذلك أنها اعتمدت عدد من الإجراءات حيث كانت من أسرع البلدان في إغلاق الحدود وتعليق الطيران وفرض حظر التجول وتعطيل الأعمال  في القطاع العام والخاص، وقامت بعزل العديد من المسافرين القادمين إلى البلاد في فنادق وتقديم جميع الخدمات لهم. كذلك فعّلت نظام التعليم  والعمل عن بعد، وحرصت أيضًا بالحفاظ على حقوق الموظفين وأصحاب الشركات والمؤسسات الخاصة، وأقامت صندوق للتبرعات أطلقت عليه "همة وطن" لإنقاذ الاقتصاد. 


ومع جميع هذه الجهود والإجراءات العالمية إلى أين سيصل اقتصاد العالم من ركود في الأعوام المقبلة ، هل من سبل لإنقاذه بعد ضخ الكثير من الأموال للتصدي للفيروس التاجي الجديد؟! 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن