ما هي الشركة التي تناسبك؟ صغيرة أم كبيرة الحجم؟

تاريخ النشر: 14 ديسمبر 2017 - 12:17 GMT
هل الأكبر هو دائماً الأفضل؟ لا.
هل الأكبر هو دائماً الأفضل؟ لا.

هل الأكبر هو دائماً الأفضل؟ غالباً ما يتم طرح هذا السؤال عندما نضطر للاختيار بين شركة كبيرة أو متوسطة أو صغيرة الحجم للعمل فيها. في الواقع، لا يوجد جواب محدد لهذا السؤال، فلكل حجم إيجابياته وسلبياته، ولكننا سنسهّل عليك اتخاذ القرار من خلال هذه الارشادات:

إيجابيات الشركات الكبيرة

الشركات الكبيرة موجودة لسبب ما، فبعد تحقيق النجاح والتطوّر، تصبح أي شركة صغيرة كبيرة، وتكتسب مزايا فريدة من نوعها في سوق العمل. نقدم لك في ما يلي بعض إيجابيات العمل لدى شركة كبيرة:

+ هيكل أكثر وضوحاً

إن العمل في شركة كبيرة يعني أن تكون جزءاً من منظمة موجودة منذ وقت طويل، لهذا السبب، تتبع الشركات الكبيرة أسلوب محدد يجعلك تقوم بوظيفتك بطريقة معينة، كما أنها تمتلك نظام معين للترقيات والعلاوات. ولكن هذا النوع من الشركات لا يناسب جميع الأشخاص، لذلك إن كنت تود العمل في شركة تمنحك الاستقرار وتقدم لك مسار مهني واضح ومحدد، فعندها يتعين عليك العمل في شركة كبيرة.

+ مزايا أكثر

تقدم الشركات الكبيرة بشكل عام العديد من المزايا مثل تأمين صحي، وبدل مواصلات، ودورات تدريبية، الخ. وذلك لأنها تمتلك دخل أكبر من الشركات الصغيرة، مما يتيح لها تقديم مزايا أكثر لموظفيها.

في الواقع، تعد هذه المزايا مفيدة للغاية، وأياً كان حجم الشركة التي تفكر بالعمل فيها، من المهم دوماً التعرّف على المزايا المتاحة قبل الانضمام للشركة.

+ فرص نمو وظيفي أكثر

قد يكون دورك الوظيفي محدداً للغاية إن كنت تعمل في شركة كبيرة، ولكنه من السهل عليك تغيير منصبك واكتشاف مجالات مختلفة دون ترك شركتك. فمثلاً، يمكنك الانتقال من منصب مطوّر ويب إلى مدير مشروع، أو البدء بالعمل كمصمم جرافيك والانتهاء بالعمل في مجال التسويق. قد تحتاج لبذل المزيد من الجهد كي تتمكن من الانتقال إلى المجال الذي تطمح له، إلا أنك ستحظى بميزة إضافية كونك تعمل بنفس الشركة، فلن يقلق مدير التوظيف بشأن تناسبك مع ثقافة الشركة.

سلبيات الشركات الكبيرة

قد يتخلل العمل لدى شركة كبيرة بعض السلبيات، فقبل أن توافق على العمل لدى أي شركة كبيرة أو متعددة الجنسيات، عليك أخذ هذه السلبيات بعين الاعتبار.

- التغيير يحدث ببطء

قد يتم إجراء تغييرات بشكل بطيء للغاية في بعض الشركات، وحتى إن كانت الشركة التي تعمل فيها منفتحة للأفكار الجديدة، قد تأخذ عملية إقناع قسمك باتباع أسلوب مختلف أو تنفيذ استراتيجية جديدة أو ابتكار منتج جديد وقتاً طويلاً للغاية، فالكثير من الأشخاص قد يودون إجراء بعض التغييرات في الشركة التي يعملون فيها لترك أثراً إيجابياً، ولكن ذلك قد يكون أسهل للغاية في الشركات الصغيرة.

- من الصعب التعرّف على جميع الأشخاص في الشركة

قد تكون أكثر موظف يمتلك شخصية اجتماعية وودية في الشركة، ولكن إن كنت تعمل لدى شركة تضم مئات أو حتى آلاف الموظفين، فقد يكون من الصعب جداً التعرّف عليهم جميعهم. وفي بعض الأحيان، قد يؤثر شخص ما على وظيفتك، قد يكون ذلك الشخص الرئيس التنفيذي أو القسم القانوني أو أي موظف آخر، حيث يمكن لأي شخص اتخاذ قرار ما يؤثر على طبيعة عملك، ولكنك لن تتمكن من التحدث معه مباشرة لحل مشاكلك. لا شك بأن الشركات المرموقة تمتلك طريقة معينة تتيح للموظفين التواصل مع الإدارة العليا، ولكن ذلك ليس دوماً مضموناً.

- محيطك يؤثر على فرص نجاحك

إن مكانتك في الشركة التي تعمل فيها يؤثر على فرص نجاحك وسعادتك والتوازن بين حياتك المهنية والشخصية. في الواقع، إن العمل في فريق غير منظّم قد يؤدي إلى تراجع نوعية عملك أو يجبرك على العمل لساعات إضافية حتى إن كنت تعمل بجد ومثابرة، كما قد يؤثر سلباً على فرص تقدمك في الشركة. ولا شك أن العمل الجماعي مهم للغاية للشركات الكبيرة، ومن البديهي أن يساعدك فريقك أو قسمك على التطوّر وألا يؤدي إلى تراجع أدائك.

إيجابيات الشركات الصغيرة

قد تعتقد أن الشركات الصغيرة أقل جاذبية من الشركات الكبيرة ومتعددة الجنسيات، ولكنها تمتلك العديد من المزايا الرائعة. إليك بعضاً منها:

+ تسليط الضوء على إنجازاتك

إن لم تكن تحظى بمنصب عالٍ جداً في شركة كبيرة، فمهما حققت إنجازات ونجاحات رائعة، فحتماً لن يسمع بها الرئيس التنفيذي للشركة. أما إن كنت تعمل في شركة صغيرة، فسيلاحظ الجميع الإنجازات التي تحققها، الأمر الذي سيساعدك على التميّز وتسليط الضوء على مهاراتك الفريدة من نوعها. ونظراً لصغر حجم هذه الشركات، سيُنظر إليك كعضو مهم للغاية.

يعد العمل في شركة صغيرة فرصة متميزة إن كنت في بداية مسيرتك المهنية، فهي ستساعدك على تعزيز قدراتك وكسب ثقة الآخرين وتحسين مهاراتك وبناء سمعة رائعة تشجّع الجميع على السير على نفس خطاك.

+ مرونة أكثر

إن العمل في شركة صغيرة لا يتيح لك التواصل بسهولة مع زملائك فحسب، بل يسمح لك أيضاً التحدث مع الأشخاص المهمين في الشركة، حيث يمكنك مشاركة أفكارك الرائعة مباشرة مع الإدارة العليا والتحدث عن أي مشكلة تواجهك. كما أن المهمة التي تأخذ عدة أسابيع أو أشهر لأدائها في شركة كبيرة، قد لا تأخذ سوى يومين في شركة صغيرة.

+ مسؤوليات متنوّعة

قد تسمح لك الشركات الكبيرة الانتقال إلى قسم آخر وأداء مهام تتطلب مهارات جديدة دون الحاجة لترك الشركة، إلا أن الشركات الصغيرة قد تسمح لك أداء مهام متنوّعة دون الحاجة حتى لترك مكتبك. وقد يكون ذلك أكثر شيوعاً في الشركات الناشئة حيث قد يُطلب منك أداء مسؤوليات إضافية خارج نطاق عملك. فمثلاً، قد تكون وظيفتك الرئيسية هي مدقق لغوي، وبعد فترة قد تجد نفسك تعمل كمصمم. لذلك، إن كنت تحب تعلّم مهارات جديدة دون أن تضطر لتغيير وظيفتك، فالعمل في شركة صغيرة مناسب لك.

سلبيات الشركات الصغيرة

إلى جانب الإيجابيات التي تم ذكرها، يوجد بعض السلبيات التي تترتب على العمل في شركة صغيرة:

- تسليط الضوء على أخطائك

تماماً كما أن العمل في شركة صغيرة يسلّط الضوء على إنجازاتك المتميزة، فهو يسلّط الضوء على أخطائك أيضاً. لا شك بأن الموظف المتميز يتجنب قدر الإمكان ارتكاب الأخطاء، إلا أننا جميعنا نخطئ، ورؤية الجميع لأخطائنا هو أمر محبط للغاية. ولكن يجب ألا يمنعك هذا الأمر من العمل في شركة صغيرة، فالتعلّم من الأخطاء هو ما يجعل منك موظفاً متميزاً.

- مزايا محدودة

لا تقدم الشركات الصغيرة نفس عدد المزايا التي تقدمها الشركات الكبيرة، فإن كنت تعمل في شركة صغيرة، ستضطر للانتظار إلى أن تتطوّر الشركة وتصبح قادرة على تقديم مزايا كتأمين صحي أفضل وبدل تعليم. ولكن ذلك لا ينطبق على كافة الشركات الصغيرة، فالعديد منها تقدم مزايا رائعة قد تجذبك أكثر من غيرها.

- عدم وجود قسم خاص بالموارد البشرية أو قسم قانوني

العديد من الشركات الصغيرة لا تقوم بإنشاء قسم قانوني أو قسم خاص بالموارد البشرية إلا بعد مرور فترة من الوقت على تأسيسها عندما تصبح قادرة على ضم هذه الأقسام إليها. والمشكلة في ذلك هو عدم وجود شخص مسؤول عن تلقي شكاوي الموظفين. فتعيين محامٍ قد يكون مكلفاً بعض الشيء، ولكنه مكلف لسبب ما، فلن تتمكن وحدك من معرفة ما إن كان الأمر الذي تنوي القيام به قانوني أو لا، وهنا تأتي أهمية المحامي.

وفي نهاية الأمر، لا يوجد جواب واضح ومحدد للشركة التي تناسبك، فذلك يعتمد على الأمور التي تفضلها والمستوى الذي وصلت إليه في مسيرتك المهنية. آمل بأن تساعدك هذه الإيجابيات والسلبيات على اختيار مكان العمل الذي يناسبك.

بالتعاون مع Bayt.com 

 

أقرأ أيضاً:

ما مدى تحسن ظروف العمل في القطاع الخاص في دبي ؟!

تعرف على 10 وظائف جديدة في الإمارات براتب 10 آلاف درهم

استطلاع: الباحثون عن وظائف يفضلون ساعات عمل مرنة

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن