أكدت معالي الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن خدمات طيران الخاص باتت في متناول شريحة أكبر من رجال الأعمال والشركات، مشيرة إلى أن نمو هذا القطاع سيساهم في خلق المزيد من فرص العمل في المنطقة.
وخلال كلمتها ضمن فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر الشرق الأوسط لطيران رجال الأعمال والذي اختتم فعالياته اليوم (1 فبراير الجاري) في مركز معارض مطار دبي الدولي، قالت معالي الشيخة لبنى: "يشكل قطاع طيران رجال الأعمال في الشرق الأوسط قطاعاً اقتصادياً هاماً يعتمد على العديد من عوامل النمو. وأصبحت الاستفادة من خدمات الطيران الخاص أسهل وأقل تكلفة عما كانت عليه قبل خمس أو عشرة سنوات، وذلك نتيجة للحاجة الملحة إلى وجود حلول طيران مرنة بعيداً عن الرحلات التجارية المنتطمة، وتوفر تسهيلات البنية التحتية للطيران الخاص إلى جانب الخبرات التي تتمتع بها العديد من الشركات الرائدة الإقليمية، وتزايد عدد الشركات الموفرة لخدمات الطيران العارض في المنطقة والتغيير في تكاليف الرحلات العارضة".
وأوضحت معاليها أن نمو قطاع الطيران الخاص في دولة الإمارات يعتبر مؤشراً للمناخ الاقتصادي الجيد في الدولة، ولكنها في المقابل حذرت من أنه مازالت هنالك العديد من الخطوات الواجب اتخاذها لضمان استمرار قوة الدفع التي يتمتع بها هذا القطاع.
وقالت: "يكمن التحدي الأكبر أمام تطور ونمو القطاع في القوانين المنظمة لعملياته والتي لم تواكب حتى اليوم نموه السريع على الجانب التقني، مثل العديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى". وتساءلت عن الأسباب التي تعرقل مفاوضات ابرام اتفاقيات الخدمات الجوية بين الدول، ولماذا يعتبر موضوع حقوق هبوط الطائرات أحد العقبات المعرقلة لنمو قطاع الطيران الخاص حتى الآن، وما هي الأسباب التي تمنع شركات الطيران الاقتصادي من خدمة كافة الأسواق.
ورأت معاليها أن التشريعات المنظمة لقطاع الطيران الإقليمي مازالت غير واضحة، ودعت إلى تعاون أكبر بين سلطات الطيران المدني في دول المنطقة للارتقاء بالخدمات المقدمة لرحلات الطيران الخاص والعارض.
وأوضحت معالي الشيخة لبنى أن نمو قطاع طيران رجال الأعمال في دولة الإمارات يعد نموذجاً مشجعاً لدول المنطقة، خاصة مع وصول عدد رحلات الطيران الخاص إلى 1,200 رحلة شهرياً، مؤكدة أن نمو هذا القطاع الاقتصادي الجديد يساهم في خلق المزيد من فرص العمل.
وقالت: "يساعد نمو القطاع في إيجاد خدمات جوية جديدة، وهو ما يفرض الحاجة للاستعانة بوظائف جديدة لمواكبة الطلب المتزايد على خدمات الطيران الخاص. وتمتد هذه المؤشرات الإيجابية لتشمل مختلف شرائح سوق العمل في القطاع، بدءاً من الطيارين اللازمين لقيادة الرحلات الجديدة وصولاً إلى أطقم الخدمة مروراً بمسؤولي خدمات التموين والأنظمة الداخلية وكافة الصناعات المغذية لقطاع الطيران الخاص".
وأضافت: "تشير التقارير إلى أن نفقات طائرة خاصة بقيمة 30 مليون دولار تبلغ 10 ملايين درهم سنوياً، بما في ذلك رواتب العاملين وتكاليف مواقف الطائرات والتأمين والصيانة فضلاً عن عدد من فرص الأعمال المتعلقة بذلك".
وبينت أن نجاح سلطات الطيران المدني في المنطقة في الوصول إلى أرضية مشتركة لدفع عجلة صناعة الطيران الخاص الإقليمية من خلال اتباع منهج موحد لإدارة عملياته، سيعود بالعديد من الثمار الإيجابية على كافة القطاعات الإقتصادية.
واختتمت اليوم فعاليات معرض مؤتمر الشرق الأوسط لطيران رجال الأعمال والذي استمر على مدى يومين بحضور 90 عارضاً من 20 دولة، ومشاركة أكثر من 30 طائرة خاصة في ساحة العرض الخارجي.
وشهد الحدث عقد العديد من الصفقات التي تجاوزت قيمتها 832 مليون دولار، حيث وقعت أيرباص خلال اليوم الثاني اتفاقيات بقيمة 580 مليون دولار لبيع طائرتين من طراز A340 وطائرتين من طراز A318 المخصصة للشركات وطائرتين من طراز A320s للقوات الجوية العمانية.
وقال ديفيد فيلوبيلاي، المتحدث باسم شركة ايرباص: "تعتبر منطقة الشرق الأوسط من أهم أسواق شركتنا، خاصة فيما يتعلق بالطائرات النفاثة. وحظيت مشاركتنا في الحدث باهتمام كبير من شخصيات رئيسية في منطقة الشرق الأوسط ومن ناقلات هندية وبعض المسؤولين الخليجيين ورؤساء هيئات أوروبية وغيرهم".
من جهة أخرى، أعلنت "جلف ايركرافت بارتنرشيب" عن استقبال عدد من الطلبات لحجز طائرتها الجديدة "كيستريل". وقال ريتشارد بلاين، المدير التجاري للشركة: "سجلنا خلال هذا الحدث نجاحاً باهراً تمثل في حجز 15 طلب للطائرة كيستريل تقدر قيمتها بـ37,5 مليون دولار".
وقالت أليسون ويلر، مدير المعرض في شركة "فيرز أند اكزيبشنز": "شهد الحدث حضوراً متميزاً فاق الـ2,400 زائر متخصص، لاسيما وأن هذا المعرض ينظم لأول مرة كحدث مستقل، وتضمن زوار المعرض كبار الشخصيات في دول مجلس التعاون الخليجي وكبار رجال الأعمال من دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا".
© 2007 تقرير مينا(www.menareport.com)