لبنان - مليار دولار خسائر الاقتصاد من التفجيرات الاخيرة
كشف الخبير الاقتصادي اللبناني والاستاذ المحاضر سابقاً في جامعات فرنسا د. غازي وزني ان الخسائر الاقتصادية التي لحقت بلبنان بعد حادثة اغتيال رفيق الحريري تجاوزت المليار دولار.وقال في تصريحات صحفية عقب الانفجار الذي شهدته ضاحية بيروت السبت الفائت ان هذه الخسائر تضم اضراراً مباشرة واخرى غير مباشرة الاولى تتعلق بالفنادق والمطاعم وبلغت خسائرها 120 مليون دولار والثانية تتعلق بتراجع الحركة السياحية والقطاعات المصرفية وايرادات الدولة والضرائب.
وابدى وزني تخوفه من الوضع الاقتصادي لارتباطه بالوضع السياسي والامني وقال ان الوضع الاقتصادي دقيق وصعب ويشوبه الحذر والخوف والقلق من قبل المستثمرين العرب او المستهلكين في لبنان.واضاف ان الوضع الاقتصادي دخل في ازمة ستؤثر على جميع قطاعاته سواء السياحية او التجارية او الزراعية وليست هناك معالجة لهذه الازمة الا بعد معالجة الوضع السياسي والامني مؤكداً ان القطاع السياحي شهد تراجعاً كبيراً ففي شهر فبراير بلغت نسبة التراجع 20% مقارنة بالعام الماضي.
وقال، وكما ذكرت صحيفة عكاظ السعودية،:" تضاءل حجم الحجوزات في الفنادق الى اكثر من 60% وتراجعت نسبة ارتياد الزبائن في المطاعم حوالى 50% فيما تراجع النشاط السياحي في شهر مارس الحالي بنسبة 20%، فيما شهد القطاع التجاري نوعاً من الشلل والجهود وتراجعاً كبيراً في نشاطه حيث تراجعت المبيعات اكثر من 40% مقارنة بالعام الماضي الذي بلغت حركة الشراء فيه 40%".واضاف:" من الصعوبات التي يواجهها القطاع التجاري الاستحقاقات المالية الخاصة به لدى المصارف او الخارج موضحاً ان ذلك يؤدي لتعميق الازمة التجارية".
وأوضح ان القطاع الصناعي يشهد تراجعاً من ناحية الصادرات ولذلك الوضع الزراعي ليس احسن حالاً لارتباطه بالاستهلاك العام.واكد وزنى ان حاكمية مصرف لبنان منذ اتباع سياستها النقدية اثبتت انها اهل للثقة وكان للمصارف تعاون وثيق معها واثبتت قدرتها على تجاوز جميع الازمات.وقال :" ان القطاع المصرفي اللبناني ظهر بكل متانة وقوة اذ لم يتجاوز خروج الاموال 1.2 مليار دولاراً بنسبة 2.1% من اجمالي الودائع". وأضاف :"ان هذا القطاع استطاع طمأنة المودعين بتوفير السيولة بالعملات الاجنبية والليرة اللبنانية".واضاف أيضاً :" من اهم ايجابيات القطاع المصرفي انه اظهر سيولة مرتفعة وقدرة على مواجهة جميع التداعيات".
وعن توقعاته للموسم السياحي قال القطاع السياحي يعد عنصراً اساسياً للنمو الاقتصادي ففي عام 2004 سجل القطاع الاقتصادي معدلاً قوياً جداً قارب 5% بفضل الموسم السياحي، وحالياً الهيئة الناشطة في القطاع السياحي متفائلة بالموسم القادم الا ان هذا التفاؤل من عدمه يصبح واضحاً في اواخر ابريل القادم.وعن تأثير ما حصل في لبنان من حوادث تفجيرية على الاستثمارات من قبل الاشقاء العرب قال: لايوجد تراجع في الاستثمارات العربية بل توقفت نهائياً وبدأت عودة مخجلة لها، وكانت قيمة الاستثمارات في القطاع العقاري قبل حادثة اغتيال الحريري مليار دولار والآن وبعد مرور 40 يوماً بدأت استثمارات البناء تنتعش تدريجياً.
وفي سياق متصل،ينشغل رجال الأعمال والمصرفيون اللبنانيون الآن بتقدير حجم الخسائر الاقتصادية التي خلفها اغتيال رئيس الوزراء الراحل الاسبق رفيق الحريري. وبرغم القلق على المستقبل الاقتصادي والسياسي، قال بنك «عودة» ان اجمالي الناتج المحلي ارتفع بنسبة 4 في المئة تقريباً خلال العام الماضي بسبب ارتفاع عدد السائحين وتدفق رأس المال على البلاد.
وأشار البنك الى النمو الحقيقي في الزراعة والصناعة والسياحة والبناء والحصار في العام الماضي وفق ما ذكره تقرير لصحيفة هيرالد تريبيون.غير ان بنك «عودة» الذي يعد من بين اكبر بنوك لبنان من حيث الأصول والأرباح يراقب الوضع بقلق في لبنان، حيث ذكر ان اغتيال الحريري اصاب السوق المالية اللبنانية في مقتل، وحث السياسيين على عدم اطلاق رسائل خاطئة في السوق. وقال تقرير البنك ان الأسواق حتى الآن تحملت صدمة اغتيال الحريري ومن الآن يتعين على السياسيين اطلاق رسائل صحيحة ومطمئنة في السوق واتخاذ القرارات والحلول لتعزيز الثقة. وقال ان هذه المبادرات ستعزز الاستقرار الاقتصادي والمالي على المدى القصير وتمكن البلاد من تحقيق معدل نمو مطرد طويل المدى.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)