الفاجعة الكبيرة التي حلت بلبنان تركت بصماتها السوداء على مختلف القطاعات والمرافئ والمرافق في البلاد، انطلاقا لما لهذه الكارثة الوطنية التي نجمت عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما سببته من تداعيات ستبقى في الآونة الراهنة والمقبلة على الاقل تترك آثارها السلبية على كل الصعد لا سيما السياسية والاقتصادية منها.
اما مطار بيروت الدولي الذي اراده الراحل الكبير مرفقا اقتصاديا حيويا هاما ليس في لبنان فقط، انما منافسا لمطارات العالم في حركته التي وصلت في نهاية العام 2004 الى ما يقارب ثلاثة ملايين راكب في حين ان الكل بات يعلم ان مطار بيروت الدولي اعد ليستوعب 6 ملايين راكب سنويا وهذا ما كان يطمح اليه ويتباهى به الرئيس الحريري.
وأصبحت مدرجات المطار وساحاته تستوعب عشرات الطائرات الخاصة يوميا التي تحط وتقلع فيه ومنه من كل حدب وصوب وهي في معظمها عائدة لأمراء عرب وخليجيين ورجال اعمال ومستثمرين يحضرون الى لبنان من كل اصقاع الدنيا خلال المرحلة التي سبقت الاغتيال، إما للسياحة او للإقامة او للاستثمار في لبنان.
الحياة عادت من جديد الى مطار بيروت بعد عملية اعادة التأهيل والبناء خلال الاعوام القليلة الماضية بفضل جهود الرئيس الحريري ومن يراقب تطور الحركة في هذا المرفق يتسنى له ان يلاحظ ان عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط الماضي جعلت عددا كبيرا من الذين كانوا سيحضرون الى لبنان خلال هذه الفترة يلغون حجوزاتهم وقدرت الحجوزات التي الغيت بـ60% من اعداد القادمين وذلك ترقبا للتطورات والإحداث في لبنان والنتائج والتداعيات التي ستسفر عنها الكارثة.
وحسب ما ذكرته صحيفة اللواء اللبنانية، فإن هذه الارقام تبين بوضوح ان هذه الحركة انخفضت بنسبة 9.91% في الاسبوع الممتد من 15 شباط وحتى 20 شباط 2005 نسبة لذات الفترة من العام الماضي 2004. وهذه النسبة توزعت على الوصول (-13.86% عن العام الماضي) والمغادرة -7.32% اما حركة الترانزيت فسجلت ارتفاعا بنسبة 1.75% عن نفس الفترة من العام الماضي.
من جهة ثانية،في ذكرى اسبوع رحيل الرئيس رفيق الحريري، لا تزال صدمة غيابه تخيّم على كافة القطاعات الاقتصادية، مع تزايد التأثيرات السلبية. فتداعيات الجريمة لا تزال تؤدي الى مزيد من الركود، الذي لم ينحسر او تتراجع حدته منذ الحادث. بعد اسبوع على مقتل الرئيس الحريري، يبدو الحديث عن ازدهار في القطاع السياحي او التجاري، كأنه آت من خارج الزمن. هذه القطاعات الحيوية، او التي كانت حيوية، انتقلت بين ليلة وضحاها الى حالة من السكون المبهم الذي يبدو بلا افق منظور. اما ابرز تجليات هذا التراجع فقد ظهرت فيما أعلنه مسئولون في شركة طيران الشرق الأوسط أن أكثر من 65% من حجم الحجوزات على رحلاتها القادمة إلى لبنان، قد تم إلغاؤها، منذ الحادث.
ويشير رئيس نقابة أصحاب الفنادق بيار اشقر الى ان الاضرار التي لحقت بالقطاع الفندقي تفوق قيمتها ال60 مليون دولار وتشمل الاضرار المادية والخسائر من جراء الاقفال. ويؤكد ان الاعمال في الفنادق الستة المتضررة تسير بوتيرة سريعة، متوقعاً ان تعود الى العمل في مدة تتراوح بين شهر وشهرين ونصف، تبعاً لحجم الاضرار. ولفت الى ان عودة هذه الفنادق الى العمل لا تعني ان الخسائر ستنتهي عند هذا الحد، لا سيما اذا بقيت الاجواء السياسية على حالها من التشنج، الذي لا شك سيؤدي الى استمرار إلغاء الحجوزات وابتعاد السائحين.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)