ينتج لبنان نحو 250 ألف طن من الحليب سنوياً (بقر في الدرجة الأولى، وأغنام وماعز بالدرجة الثانية) وهو ما يشكل 35% من حاجة لبنان، وتعتبر هذه النسبة جيدة قياساً بما كانت عليه خلال سنوات الحرب، حيث مر القطيع في لبنان خلال تلك الفترة، بمرحلة ضعف في الانتاج، نتيجة عدم توافر العنايتين الصحية والتربوية، كما افتقدت الماشية خلال تلك الحقبة الى أي نوع من أنواع التحديث أو التطوير أو أي دم جديد.
ويشير مصدر في وزارة الزراعة الى 3 مشاريع هدفها تحسين الانتاج الحيواني كماً ونوعاً، هي مشروع تنمية الحيازات الصغيرة، مشروع التعاون الزراعي اللبناني ـ الأميركي ومشروع التلقيح الصناعي للتحسين الوراثي للبقر الحلوب. وفي إطار هذه المشاريع أنشئ 12 مركزاً لتجميع الحليب في المناطق، موزعة كالآتي: 4 في البقاع، 2 في جبل لبنان، 2 في الشمال، 2 في الجنوب، ومركزين نالا حالياً الموافقة، وينتظر تحديد موقعهما، لكن هذه المراكز لم تنطلق في عملها باستثناء تلك الموجودة في منطقة البقاع، ولم تجهز بكاملها.
وفي هذا السياق، وكما ذكرت صحيفة المستقبل اللبنانية، قال مصدر في مديرية الثروة الحيوانية في لبنان :" إن هدف هذه المراكز، رفع منسوب الانتاج والوصول به الى مستوى الكفاية، وكذلك تصريف انتاج المزارعين، بوسائل سريعة من المزارع الى المركز ومن هناك الى المصنع دون إلحاق الضرر بالحليب". وأضاف "كما أن هدف هذه المراكز، هو درس التكلفة، وتسعير هذا المنتج بشكل لا يضر أصحاب المزارع، بمعنى أن يبقى السعر هو الأنسب بالنسبة اليه". أما مشروع التلقيح الصناعي للتحسين الوراثي للبقر الحلوب، فقد بدأت الوزارة بهذا المشروع منذ العام 1996، بتقديم خدمات التلقيح الاصطناعي، وتقدر عدد الولادات عن طريق التلقيح الاصطناعي بنحو 6360 ولادة وفقاً لنتائج العام 2002، وقد عملت الوزارة على هذين الخطين، الأمر الذي أدى الى تحسين القطيع والخدمات الصحية التابعة له، وتبلغ نسبة التحسن هذه نحو 16%، ويبلغ تعداد رؤوس البقر الحلوب في لبنان الآن نحو 80 ألف رأس.
وعلى خط آخر، تعمل وزارة الزراعة على الحفاظ على قطاع الحليب ومشتقاته، وايصال منتجات القطاع بشكل سليم الى المستهلك، مع إبراز جودة المنتج المقدم الى المستهلك، ففي العام 1996صدر قرار رقمه 506/1، يتعلق بتنظيم سمات تعريف محتويات جميع عبوات الحليب ومشتقاته وحفظه، وهذا القرار نظم كل العبوات بشكل واضح للمستهلك، مع التركيز بشكل خاص على نوعية الحليب المستخدم سواء من الحليب المجفف أو المركز أو الطبيعي وغيره.
وفي العام 1998 صدر قرار آخر يحمل الرقم 45/1، الذي يشرح الشروط الصحية والمواصفات الصحية الواجب توافرها في عملية استيراد الحليب ومشتقاته، والذي يركز أن تكون هذه المستوردات من معامل مرخصة من السلطات الرسمية في بلد المنشأ، على أن يترافق مع البضاعة المستوردة شهادة صحة بيطرية رسمية بأن هذه المستوردات من الحليب ومشتقاته، قد خضعت للرقابة البيطرية. علماً أن هناك مثلاً مواصفات إلزامية للأجبان اللبنانية، كما أن هناك مواصفات إلزامية للأجبان المستوردة، ومواصفة للقواعد العامة لصحة الغذاء وهذه المواصفة إلزامية رقمها 656/2002، هدفها تأمين أغذية صالحة للاستهلاك وخالية من الخطر، كما أن هدفها التأكد من حصول المستهلك على معلومات واضحة، وتنظيم طريقة عمل المصانع للحصول على هاتين المواصفتين، وهناك أيضاً بعض المواصفات "العمودية" وهي تعنى بكل منتج لوحده بهدف تأمين السلامة والمنتج السليم ذي الجودة العالية.(البوابة)