لقد أثارت العملات الرقمية اهتمام الهيئات التنظيمية والتشريعية الأمريكية مؤخرًا. مع استعداد البيت الأبيض لتنظيم العملات الرقمية باعتبارها "مسألة تتعلق بالأمن القومي"، أدى عدم اليقين التنظيمي هذا إلى التراجع الأخير في السوق.
لكن لم يتوقف الأمر هنا، حيث أنه ما أدى حقًا إلى عمليات البيع الضخمة التي دفعت أسعار هذه الأصول إلى الهاوية هو حقيقة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يهدد الأسواق برفع أسعار الفائدة وسحب الحزم التحفيزية من الأسواق كتدبير لوقف التضخم.
لماذا يؤثر سعر الفائدة على أسواق العملات الرقمية؟
بناءً على الشائعات حول تراجع الفدرالي عن سياسته النقدية المتساهلة، هبطت أسواق الأسهم وكذلك سوق العملات الرقمية. قد يجد البعض منكم أنفسهم في حيرة من أمرهم متسائلين لماذا تتفاعل أسواق العملات الرقمية، التي قيل لنا مرارًا وتكرارًا من قبل المحللين أنها لا تتصرف مثل أسواق الأسهم، على هذه الأخبار أيضًا؟ حسنًا، الإجابة المختصرة هي أن معظم الأشخاص الذين يستثمرون في العملات الرقمية قد استثمروا أيضًا في سوق الأسهم. لذلك عندما يحدث الذعر في أحدهما، سيرى الآخر مخاوف مماثلة.
على الرغم من أنه قرار الاحتياطي الفيدرالي بتأجيل رفع أسعار الفائدة إلى شهر آذار/مارس المقبل، لسوء الحظ، فشلت أسواق العملات الرقمية المتوترة في العودة إلى المنطقة الإيجابية.
هل سيؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى انهيار أسواق العملات الرقمية؟
لا يتطلب الأمر خبيرًا في الرسوم البيانية لاستنتاج أن سوق العملات الرقمية قد دخلت في الدورة الهبوطية للسوق. ولكن بغض النظر عن السعر، فإن عملة البيتكوين ذات طبيعة انكماشية (عكس تضخمية) وتعتبر "ملاذًا آمنًا"؛ لهذا يطلق عليه الذهب الرقمي. لذلك يشتري الناس البيتكوين كوسيلة تحوط طويلة الأجل ضد التضخم. الشيء الجدير بالملاحظة هنا هو أنه مع ارتفاع أسعار الفائدة بشكل سريع ومفاجئ، لا تبدو الأهداف طويلة الأجل مغرية كما كانت من قبل. ويرغب الجميع في سحب أموالهم من السوق ليتبقى معهم مبلغ احتياطي في حالة حدوث أي حالات طارئة. لذلك، سيكون لعملة البيتكوين والأصول الرقمية الأخرى نفس رد الفعل الهبوطي مثل سوق الأسهم.
وتأكيدًا على ذلك، يؤمن توماس لي، الشريك الإداري لشركة Fundstrat Global Advisors، بشدة أن ابيتكوين والدولار تجمعهم علاقة عكسية. حيث يقول لي بأن أي زيادة في أسعار الفائدة ستقوي عملة الدولار، وهذا بدوره سيكون له تأثير سلبي على البيتكوين. صرح لي:
"تحركات الاحتياطي الفيدرالي لها تأثير على الدولار، ومن ثم يكون لذلك تأثير على البيتكوين. لقد كان هذا التأثير جلياً في عام 2018، حيث أن ارتفاع أسعار الفائدة الفيدرالية دعمت الدولار وخفضت عملة البيتكوين ".
لذا فإن قراءتنا للأسواق هي أن أي ارتفاع في أسعار الفائدة سيؤدي إلى مزيد من الانخفاضات في أسواق العملات الرقمية.
