أكد خبراء ماليون ومختصون بارزون في قطاع التمويل الأصغر اجتمعوا في دبي اليوم لحضور المؤتمر الأول للاستثمار في التمويل الأصغر الذي ينعقد برعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا بنت الحسين حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي، رئيس مجلس الإدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، أن قطاع التمويل الأصغر يزداد أهمية باعتباره يشكل فئة أصول جديدة بالنسبة للمستثمرين العرب الذين يبحثون عن خيارات استثمار متدنية المخاطر وتحقق عائدات ثابتة ومستقرة.
شارك في تنظيم المؤتمر كل من مؤسسة "جرامين-جميل"، أول مؤسسة للعمل الاجتماعي في العالم العربي والتي أنشئت كمشروع مشترك بين مؤسسة "جرامين" ومجموعة عبداللطيف جميل في المملكة العربية السعودية، و"بلو أورتشارد"، الشركة المختصة بإدارة استثمارت التمويل الأصغر ومقرها جنيف. كما وقدمت كل من شركة "أرامكس"، شركة الخدمات اللوجستية والنقل في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وشركة "إنترناشيونال فاينانس كوربوريشن" التي تسعى لتطوير الاستثمارات المصرفية في الشركات الصغيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، الرعاية للمؤتمر.
وقد ناقش الحضور الذين تجاوز عددهم الـ 150 مندوب من كل من الإمارات العربية المتحدة ومصر ولبنان والأردن وفلسطين والمغرب وتونس وباكستان، الفرص والإمكانيات المتاحة في هذا القطاع في المنطقة العربية. وقد ضمت قائمة المشاركين مندوبين بارزين من وزارة الاقتصاد ومن البنك المركزي في دولة الإمارات ومؤسسات عائلية عربية ومستثمرين من القطاع المؤسساتي. كما واستعرض المؤتمر النجاحات التي حققتها كبرى مؤسسات التمويل الأصغر في كل من مصر ولبنان والأردن وفلسطين المغرب وتونس وباكستان. وقد عقد المستثمرون أيضاً اجتماعات خاصة مع مؤسسات التمويل الأصغر للبحث في فرص التمويل.
قالت هيذر هنيون، المديرة العامة في "جرامين-جميل": "قد يكون عام 2009 من أنجح الأعوام بالنسبة لقطاع التمويل الأصغر في المنطقة. فالبيئة التنظيمية في مصر والأردن واليمن والمغرب والسودان بدأت بالانفتاح على هذا المجال وهناك اتجاه واضح نحو تحوّل هذا القطاع إلى أحد قطاعات الأعمال الاستثمارية الربحية في المنطقة. وقد كانت سوريا الدولة الأولى التي تُرخص مؤسسة مالية غير مصرفية كما أن مصر تعكف على سن قانون للتمويل الأصغر والذي سيُحوَل عملية الإشراف والمراقبة من وزارة التضامن الاجتماعي إلى وزارة الاستثمار."
هذا وقد زادت أيضاً مجموعة منتجات التمويل الأصغر المتاحة لتشمل الودائع أينما كان ذلك مسموحاً، والتأمين إضافة إلى الائتمان. أضافت هيذر: "كل هذا سيزيد من فرص حصول الفقراء على خدمات التمويل الأصغر في البلدان العربية حيث يعيش 60 مليون نسمة على أقل من دولارين في اليوم."
ستساهم هذه البيئة التنظيمية الناشئة في تعزيز فعالية المبادرات المبتكرة كما ستُمكن المزيد من مؤسسات التمويل الأصغر من الوصول إلى عدد أكبر من الفقراء في العالم العربي الطامحين لإنشاء مشاريع صغيرة ومساعدتهم على توليد الدخل والخروج من حلقة الفقر المفرغة. وهذا بدوره سيؤدي إلى نمو وتطور اقتصادي في المجتمعات الفقيرة في المنطقة العربية."
وجدير بالذكر أنه بالرغم من وجود 100 مؤسسة تعمل في مجال التمويل الأصغر في أنحاء مختلفة من العالم العربي، إلا أنه هناك 3.5 مليون شخص فقط يستفيدون حالياً من خدمات هذه المؤسسات، مما يعني أن هناك محفظة قروض بقيمة 1.3 مليار دولار أميركي. وبإمكان التمويل الأصغر أن يُحسَن على نحو كبير حياة المقترضين الذين يستخدمون الأرباح من أعمالهم لتحسين الظروف المعيشية لكل أفراد عائلاتهم ومجتمعاتهم.
صرح ديباك خانا، كبير مدراء البرامج في "إنترناشيونال فاينانس كوربوريشن": "استطاعت ‘إنترناشيونال فاينانس كوربوريشن’ أن تقدم حتى الآن 65 مليون دولار أميركي لإحدى عشرة مؤسسة للتمويل الأصغر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على شكل قروض وضمانات وأسهم. وبدورها، أقرضت مؤسسات التمويل الأصغر هذه 600 مليون دولار إلى أكثر من 1.3 مليون مقترض للمشاريع الصغيرة، علماً أن ثلثي هؤلاء هم من النساء."
تلتزم كل من "جرامين-جميل" و"بلو أورتشارد" بتوسعة قدرات مؤسسات التمويل الأصغر العربية الأعلى أداءً والمستعدة للاستثمار والتي توفر الخدمات المالية والاجتماعية إلى الفقراء، بما في ذلك النساء والفقراء في المناطق الريفية. وهدف "جرامين-جميل" هو أن تصل إلى مليون عميل جديد في مجال التمويل الأصغر من خلال شركائها من مؤسسات التمويل الأصغر في العالم العربي. كما تلتزم "بلو أورتشارد" بتطوير منتجات وخدمات تساعد على التقريب بين مصالح المستثمرين في المنطقة وبين احتياجات مؤسسات التمويل الأصغر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
قال جان-بيير كلمب، الرئيس التنفيذي في "بلو أورتشارد فاينانس إس. إيه.": "نحن مستعدون وراغبون بتكييف منتجاتنا بحيث تتوافق مع متطلبات المنطقة. و‘بلو أورتشارد’ هي شركة رائدة ذات خبرة عريقة في مجال التمويل الأصغر التجاري كما أنها رائدة في تطوير وسائل استثمار مبتكرة للتمويل الأصغر والتي تتراوح ما بين صناديق الديون وحتى المنتجات المالية المهيكلة ومنتجات الملكية الخاصة إضافة إلى منتجات استثمار مطورة لمناطق جغرافية محددة. كما أن قدرتنا على توفير القروض لمؤسسات التمويل الأصغر بالعملات المحلية مثل الدينار الأردني والدرهم المغربي والليرة السورية والجنيه المصري وعملات أخرى، ستسهم في نمو ونجاح القطاع."
هذا وتحتاج المنطقة العربية إلى أموال إضافية تقدر بحوالي 4 مليارات دولار، لتلبية الطلب على التمويل الأصغر في العالم العربي.
© 2008 تقرير مينا(www.menareport.com)