قطاع الإعلان العربي يفقد عنصر الإبتكار في العام 2007

تاريخ النشر: 10 فبراير 2008 - 02:58 GMT

دعا خبير إعلاني إقليمي وكالات الإعلان في العالم العربي الى إعادة النظر في صياغة رسائلها الإعلانية الموجهة الى السوق العربي من خلال وقف عمليات الإستنساخ الحاصلة حالياً والتي تتصف بتعليب الرسائل الإعلانية الدولية وتنفيذها في الأسواق العربية المحلية دون مراعاة ثقافة الفئات المستهدفة. وقال شادي الحسن، المدير العام لشركة فلاغ شيب للحلول التسويقية المتكاملة بأن الشركات العربية تخسر ملايين الدولارات سنوياً من خلال حملات إعلانية ضخمة لا تفي بالهدف المطلوب لعدم تناسبها مع خصائص الجماهير المستهدفة.

وقال الحسن: "تمر صناعة الإعلان في الوطن العربي بمرحلة مصطنعة حيث أن الرسالة الإعلانية التي ينبغي أن تحكي بلسان حال المستهلكين العرب، نراها لا ترتبط الى الواقع العربي بأية صلة. ويحصل الإعلان حالياً على حصة الأسد من الإستراتيجيات والميزانيات التسويقية للمؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص في العالم العربي لا سيما في منطقة الخليج مع تبلور مفهوم التسويق الحكومي الذي يعزز صورة وسمعة المؤسسات الحكومية أمام المواطنين والمقيمين والزوار، الأمر الذي يشرع الباب واسعاً امام مواصلة رواج قطاع الإعلان العربي ويضع الشركات الإعلانية أمام تحديات كبيرة تتمثل بتعزيز مفهوم الإبداع والإبتكار في رسائلها الإعلانية بدلاً من استنساخ رسائل دولية أجنبية لن تؤدي الغرض المطلوب منها".

وأضاف الحسن: "تميزت بعض الإعلانات العربية في العام 2007 بعناصر إبداع فكرية عالمية من حيث الصياغة والمكونات التفصيلية للرسالة الإعلانية والبعد النفسي للإعلان والجودة العالية في الإنتاج مما يعكس بأن الصورة ليست قاتمة بل أنها بحاجة الى تطوير".

وقد أصبح العالم العربي موطناً للعلامات التجارية الدولية التي تتكاثر في أسواقه بشكل منقطع النظير من بضعة آلاف في العام 1998 الى أكثر من 000،40 علامة تجارية حالياً وفقاً لتوقعات شركة فلاغ شيب للحلول التسويقية، مما يستدعي عمل إعلاني ضخم يواكب هذا التكاثر وماكينة تسويقية متكاملة تدير العلامات التجارية الآتية حديثاًً لاسواق الشرق الأوسط.

وأضاف الحسن: "تلعب الحملات الإعلانية الدولية التي يتم تعريبها في العالم العربي دوراً كبيراً في طمس الخصوصية والثقافة العربية وتذويبها بثقافة غربية لا تمت للمستهلك العربي بصلة. وفي معظم الأحيان، يفشل مبدع الرسائل الإعلانية مهمة ابتكار الفقرات الإعلانية وكتابة النصوص التي تقوم على إقناع الجمهور المستهدف آخذة بعين الإعتبار البعد النفسي والعقلي أضف الى التأثير المعرفي والعاطفي والسلوكي".

ودعا الحسن الخبراء الإعلانيين في الوطن العربي لتنظيم العلاقة بين وكالات الإعلانات والعملاء والمعلنين ووسائل الإعلام وشركات الأبحاث بما يتفق مع تقاليد وثقافة المجتمع العربي. وتعتبر الدول العربية مثالاً نموذجياً لسوق ضخم يقدم تنوعاً كبيراً من حيث تركيب الهياكل الإقتصادية وإختلاف الثروات الطبيعية وتراوح في مستويات الدخل وتباين في العدد السكاني.

وفي الوقت الذي تتزايد فيه أعداد الشركات العربية التي تتوسع بشكل ملحوظ أفقياً وعمودياً، حمل الحسن الهيئات والجمعيات الإعلانية والعربية مهمة تعزيز القطاع الإعلاني العربي والسير به نحو العالمية من خلال التقييم الدقيق لعمل الشركات الإعلانية من حيث كفاءتها وجودة خدماتها ودرجة إبداعها والقيم المضافة التي تحققها لزبائنها على إختلاف ميادين أعمالهم".

وتغيب معظم العلامات التجارية العربية عن أفضل مئة علامة تجارية في العالم وفقاً للدراسات التسويقية الدولية التي تنظمها مجلات عالمية متخصصة بسبب عدم الإستخدام الصحيح للمزيج التسويقي الأمثل والذي يتحمل الإعلان الجزء الكبير منه وفقاً للحسن.

© 2008 تقرير مينا(www.menareport.com)