تتصدر الفنادق في منطقة الشرق الأوسط الإنفاق العالمي في قطاع الضيافة على حلول تقنية المعلومات، والبالغ 33 مليار دولار، وذلك وفقاً لما نشرته مجلة كليفيرديس Cleverdis الباريسية مؤخراً. ولا يدخل في هذا الباب مشاريع الفنادق العديدة التي ما تزال قيد الإنشاء فحسب، وإنما تلك القائمة أصلاً والساعية إلى التحديث بغية الحفاظ على مستوى مقبول من المنافسة.
وفي ظل التطلع المتزايد لدى إدارات الفنادق إلى ضخ مزيد من الأموال للاستثمار في حلول تقنية المعلومات، تحقيقاً لمنافسة كفؤة في الحقل التقني، من المقرر أن يشتمل معرض الفنادق 2007، المزمع إقامته في مركز دبي العالمي للمعارض في الفترة من 3 ولغاية 5 يونيو القادم، على قسم جديد خاص بتقنية المعلومات والحلول الأمنية.
وقد أصبح استخدام الأنظمة الإدارية الحديثة القائمة على الكمبيوتر في الفنادق بالمنطقة من المميزات الأساسية التي تستقطب الزوار الأجانب، وتعزز كفاءة تلك المنشآت وربحيتها. وسيحتضن قسم التقنية والأمن الذي استُحدث في دورة هذا العام من معرض الفنادق عدداً من أشهر الأسماء المتخصصة، مثل سيمنس Siemens وأوربت وكي لتقنية المعلومات Key Information Technology والصايغ وبوند للاتصالات Bond Communications، وذلك لاستيعاب النمو المتسارع في استخدام التقنيات في قطاع الفنادق.
وأشارت ماغي مور، مديرة معرض الفنادق، إلى أن العديد من الفنادق في المنطقة تعتبر البنية التحتية التقنية أصلاً من الأصول الاستثمارية القيّمة طويلة الأمد، لا مجرد سبيل للإنفاق من رأس المال. وأضافت مور: "باتت القرارات التقنية قرارات استراتيجية تأخذ في الحسبان حاجات الضيوف والنزلاء ومصادر التدفق الجديدة للدخل المالي إلى جانب العائدات الاستثمارية. ويأتي القسم الجديد الخاص بتقنية المعلومات والأمن في معرض الفنادق هذا العام كشاهد على أهمية التقنية لقطاع الضيافة."
وتبذل الفنادق القائمة في عدد كبير من الدول بالمنطقة جهداً كبيراً، وتضخ المزيد من الأموال من أجل اللحاق بالركب العالمي، وتطبيق تقنيات حديثة تسهل إدارة مرافقها وشؤون العمل بها وتلبي احتياجات ضيوفها. وفي سبيل تحقيق هذا الأمر، تركب الفنادق أنظمة جديدة وتحدث الأنظمة القائمة لديها وتجددها باستمرار. وفي الوقت نفسه تتصدر مشاريع الفنادق التي يجري تطويرها في منطقة الخليج العربي الإنفاق التقني العالمي في قطاع الضيافة، والذي يقدر بنحو 33 مليار دولار سنوياً.
ولطالما جرى التركيز في قطاع الضيافة بالمنطقة على الفنادق الراقية والمرافق المتسمة بالرفاهية، بيد أن الشريحة ’الاقتصادية‘ في هذا القطاع غدت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، وذلك في الوقت الذي باتت فيه الفنادق الاقتصادية، أو متوسطة المستوى، تدرك أن عليها العمل بكفاءة إذا ما أرادت الاستئثار بحصة جيدة في السوق، تؤهلها لاحتلال مكانة لا بأس بها، وهو الأمر الذي لا يتأتى هذه الأيام إلاّ عبر التبني الجاد لحلول تقنية يتوقع الزائر والمسافر القادم من أي مكان في العالم الحصول عليها والتعامل معها خلال زيارته.
فمن الأمور التي زاد اهتمام ضيوف الفنادق بها زيادة ملحوظة الحصول على إنترنت لاسلكية، إضافة إلى المعلومات الرقمية المتعلقة بتكلفة الإقامة حتى اللحظة، وإمكانات طلب الفيديو الرقمي، وخلاف ذلك من خدمات.
وقد أصبحت الشبكات اللاسلكية تمثل خدمة ذات قيمة مضافة تدر المزيد من الدخل على الفنادق، إذ يمكن استخدامها، على سبيل المثال، في إرسال طلبات الطعام إلى مطعم الفندق عبر أجهزة الكمبيوتر الكفية اللاسلكية التي تُعرف بالمساعدات الرقمية الشخصية، لتكون تلك الشبكات اللاسلكية بالتالي أداة من الأدوات الإنتاجية. إنها التقنية التي تتسم بكونها ذاتية التمويل!
وتُبنى الشبكات حالياً وفق تقنيات حديثة، إذ تتسم بالعمل في عرض نطاق جيد الاتساع، ما يوفر الدعم للتقنيات الناشئة مثل تقنيات الاتصالات المتكاملة التي تضم الصوت والفيديو والبيانات.
وإذا نظرنا إلى الجانب البرمجي، فإنه يتم استخدام أنظمة معلومات الأعمال لتحليل التسعير والاتجاهات الجديدة لدى الضيوف والربحية وكافة المسائل الأخرى المتعلقة باتخاذ القرار.
وإلى جانب إمكانات الاتصال المتاحة، أضحت أنظمة خدمات الغرف والأنظمة المركزية وما يرتبط بها من برمجيات أمنية مسألة أكثر أهمية، إذ بدأت العديد من الفنادق في ربط أجهزة المراقبة بالأنظمة المركزية المتكاملة فيها والتي تتيح إمكانات التصوير الرقمي.
وفي ظل ولوج أعداد متزايدة من الضيوف إلى شبكة الكمبيوتر اللاسلكية في الفندق ازدادت أهمية مسألة الأمن الإلكتروني، ولا سيما أن الضيف يريد الاطمئنان إلى أنه محمي من الفيروسات وأحصنة طروادة التي تتسلل إلى أجهزة الكمبيوتر بهدف سرقة البيانات الشخصية الحساسة الخاصة بمستخدميها، كما أن الفندق نفسه يظل بحاجة إلى حماية شبكته من أية مشكلات داخلية.
ولا يقتصر دور التقنية على ما ذكر، وإنما يتعداه إلى مناحٍ حيوية أخرى، مثل إقفال الأبواب والتحكم بالإنارة والأنظمة الصوتية والتوقيع الإلكتروني ونقاط الدفع وأنظمة الهاتف وغيرها.
© 2007 تقرير مينا(www.menareport.com)