توقع وليد سلـمان، مدير عام شركة اتحاد الـمقاولين العالـمية "C.C.C" في الأراضي الفلسطينية أن تضطلع الشركة في الـمرحلة الـمقبلة بدور متميز في إنشاء وإعادة تأهيل العديد من الـمشاريع الاستراتيجية الفلسطينية عبر مشاركتها في مشاريع البنية التحتية الـمخطط لإقامتها في الـمرحلة الـمقبلة.وأوضح سلـمان أن الشركة تدرس حالياً مشروعاً ضخماً يستهدف إنشاء محطة لتوليد الكهرباء بقدرة تتراوح من 800 إلى 1000 ميغاواط، بكلفة مالية تقدّر بنحو 800 مليون دولار أميركي، منوهاً إلى أن هذا الـمشروع، الذي لا يزال قيد البحث، ستتم إقامته في شمال قطاع غزة، وسيستخدم الغاز الطبيعي في تشغيل الـمحطة وإنتاج الطاقة.
وأبان سلمان، وكما ذكرت صحيفة الأيام الفلسطينية،أن دراسة الـمشروع جاهزة، وأن تنفيذها مرتبط بتطورات الوضع السياسي الفلسطيني، منوهاً إلى أن الـمشروع سيكفل، في حال تنفيذه، تزويد الأراضي الفلسطينية بالطاقة الكهربائية، حيث سيتم نقل الطاقة من غزة إلى الضفة الغربية، مروراً بشبكة نقل الكهرباء الإسرائيلية، وبالتالي فإنه يمكن أن يتم تسويق جزء من الطاقة الـمنتجة إلى الـمناطق، التي تمر في أراضيها خطوط نقل الكهرباء، وذلك حسب طلب وحاجة تلك الـمناطق للكهرباء، ما يعني أنه إضافة إلى مشاركة شركة "C.C.C" كشريك ومطور لحقل الغاز الشمالي، سيكون هناك مستثمرون آخرون فلسطينيون ودوليون، كما ستخصص نسبة كبيرة من الـمشروع لـمشاركة الـمساهمين، وفي الوقت نفسه سيصنف الـمشروع في إطار برامج التعاون الـمشترك بين قطاع الأعمال الفلسطيني والإسرائيلي انطلاقاً من امكانية تسويق جزء من الطاقة الـمنتجة إلى السوق الإسرائيلية.
وأكد أهمية ما يشكله هذا الـمشروع على صعيد انتاج طاقة بكلفة مخفضة، إضافة إلى ارتباط الـمشروع بأعمال تطويرية متكاملة في حقل الغاز الشمالي لإنتاج الغاز وتسويقه، وتحقيق عوائد مجزية للسلطة الوطنية تقوم على الاستثمار في حقل الغاز، ما يحقق مردوداً اقتصادياً على الدولة، والـمستهلك الـمحلي، والـمستثمر في آن واحد. وأشار سلـمان إلى ما توليه الشركة من اهتمام وحرص شديدين على مشاركتها في إعادة بناء وإعمار الوطن انطلاقاً من رؤية مؤسسي الشركة وانتمائهم لوطنهم، موضحاً أنه رغم أن النشاط الرئيس للشركة هو قطاع الـمقاولات، إلا أن الشركة دخلت كمساهم رئيس في مشروع محطة توليد الكهرباء.
وتولت إدارة هذا الـمشروع بعد انسحاب شركة "أنرون" الأميركية منه، كما أن الشركة عملت وفق الامتياز الذي تتمتع به في مشروع حقل الغاز بالتعاون مع شركة "بريتش غاز" البريطانية، وقامت أيضاً بتنفيذ مشروع مدينة الشيخ زايد، حيث أنهت الـمرحلة الأولى من الـمشروع، الذي يقدر عدد وحداته السكنية بنحو 750 وحدة.
وبين أن الشركة أعدت دراسة متكاملة حول متطلبات إعادة بناء مطار غزة الدولي وتطويره، منوهاً إلى أنه تم تقديم هذه الدراسة إلى وزارة النقل والـمواصلات. وبين أيضاً أن الدراسة تضمنت تقويم كل الخسائر التي لحقت بمطار غزة الدولي، ومتطلبات إعادة بنائه وتطوير مرافقه، لافتاً إلى أن كلفة إعادة بناء الـمطار قد تصل إلى 25 مليون دولار. ولفت إلى الاحتمالات الجادة في البدء بتنفيذ مشروع إعادة بناء وتطوير مطار غزة الدولي خلال الـمرحلة الـمقبلة، منوهاً إلى ما أجري مؤخراً من مباحثات فلسطينية تركية بشأن هذا الـمشروع، مشيراً إلى أن كل الـمشاريع الاستراتيجية الفلسطينية الـمقبلة سيتم طرحها عبر عطاءات وبشفافية تامة تنسجم وتوجهات السلطة الفلسطينية وقيادتها.
وتطرق سلـمان إلى الـمشاريع التي تستثمر وتساهم الشركة في تنفيذها حالياً في الأراضي الفلسطينية، ومنها مشروع قصر الـمؤتمرات في مدينة بيت لحم، الذي تعرض لبعض الخسائر جراء الاعتداءات الإسرائيلية، منوهاً إلى أن الشركة أجرت مسحاً حول الخسائر التي تعرض لها الـمشروع، الذي تتطلب إعادة تأهيله وتطويره نحو 14 مليون دولار. وأوضح أن الشركة ساهمت، إلى جانب مستثمرين آخرين، في هذا الـمشروع الـمتوقع الانتهاء منه خلال الأشهر الستة الـمقبلة.
وتابع: كما ساهمت الشركة والقطاع الخاص الفلسطيني بالاستثمار في مشروع برك سليمان، الذي تعرض لأضرار خلال الانتفاضة الحالية، حيث من الـمتوقع الانتهاء من إعادة تأهيل هذا الـمشروع، الذي يضم جملة من الخدمات السياحية، خلال النصف الثاني من العام الجاري، مبيناً أن كلفة الاستثمار في هذا الـمشروع تتراوح بين 6 إلى 8 ملايين دولار. يُشار إلى أن شركة اتحاد الـمقاولين العالـمية تأسست العام 1952 وتعمل حالياً في 46 دولة في العالـم، وتعد الشركة الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وذلك حسب حجم أعمالها، والشركة رقم 14 على مستوى العالـم، أما حجم أعمالها الـمتوقع لهذا العام، فيتوقع أن يبلغ ملياري دولار، حيث بلغ حجم أعمالها عن العام الـماضي نحو 1.9 مليار دولار.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)
