توقّع الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي "آكو" (OCAA)، عبد الوهّاب تفاحة، أن يبلغ حجم سوق النقل ضمن الوطن العربي على متن شركات النقل العربية والأجنبية 23 مليون مسافر سنة 2004، أي بزيادة تقارب 10 في المئة 21 مليون مسافر في العام 2003. وقال في حوار مع صحيفة "المستقبل" اللبنانية :" إن الشركات العربية تهيمن على حوالي 56 في المئة من سوق النقل بين الوطن العربي واوروبا، وهذا ما يسبب بعض الحساسية في العلاقة مع الشركات الاوروبية ومن ورائها المفوضية الاوروبية".
وأضاف تفاحة :" إن حركة النقل في شهري آذار ونيسان من العام 2003 كانت سيئة بسبب حرب العراق ، وكذلك في شهري حزيران وتموز من العام نفسه بسبب مرض الالتهاب الرئوي الحاد "السارس"، ولذلك فإن المقارنة تكون مجحفة بين النصف الأول لسنة 2003 بنظيره سنة 2004".وهو يرى أن المقارنة الأفضل تكون بمقابلة صيف 2003 مع صيف 2004، حيث نمت حركة شركات الطيران العربية بما لا يقل عن 15 في المئة خلال 8 أشهر حتى آخر آب.
تجدر الإشارة إلى أن صناعة النقل الجوي العالمي ظلّت حتى نهاية العام 2003 تصارع لتعود إلى ما كانت عليه في العام 2000، بينما أنهت شركات الطيران العربية سنة 2003، بزيادة 40 في المئة عن العام 2000 بالنسبة لحركة نقل الركاب لدى شركات الطيران العربية. وفي العام 2003 قياسا على العام 2002، نما سوق النقل ضمن الوطن العربي 7 في المئة بالرغم من حرب العراق ومرض السارس.ويقول تفاحة إن "ثاني أكبر سوق للنقل هو في اوروبا، وبالرغم من حرب العراق، نمت سوق النقل في اوروبا 3.5 في المئة في 2003 قياسا إلى 2002، وكان حجمها حوالي 18 مليون مسافر. أما في 2004 فسينمو 11 في المئة إلى حوالي 20 مليونا".
ويتابع قائلا إن "من أصل مجمل الحركة بين الوطن العربي واوروبا على الخطوط العربية والأجنبية، تحظى الشركات العربية بحصة تناهز 56 في المئة، والسبب أن لدينا خدمات أفضل وأسعارا تنافسية جدا".وعن توسّع شركات الطيران العربية من خلال شراء الطائرات، قال تفاحة إن 20 في المئة من الطائرات عريضة الجسم، وسعتها 220 راكبا وما فوق، المطلوبة من شركتي "ايرباص" و"بوينغ" ستشتريها شركات طيران عربية، وستسلم إليها بين 2004 و2012، علما أن حجم الاسطول العربي نهاية 2003 هو 4.1 في المئة من حجم الاسطول العالمي. ويستدل تفاحة على النمو المتسارع للأسطول العربي بربطه بين 20 في المئة من الطائرات العريضة التي تطلبها الشركات، وحجمها أسطولها البالغ فقط 4.1 في المئة من الأسطول العالمي.
ويشرح أن هذا التوسع ناتج من نمو حركة النقل الكثيفة ضمن الوطن العربي، وبينه وبين آسيا، لافتا إلى أن شركات الطيران العربية، لا سيما الموجودة في دول الخليج، قامت بعمل هائل في تنمية قواعدها كنقاط وصل بين اوروبا والشرق واستراليا، فيما تعمل في الوقت عينه على تنمية نقاطها أو قواعدها كوجهات سياحية كبرى. وفي هذا الإطار، يخص تفاحة بالذكر مطار دبي الدولي الذي كان يتعامل منذ 20 سنة مع نصف مليون مسافر، بينما تشير التوقعات إلى أنه سيتعامل سنة 2004 مع حوالي 20 مليونا، ويقول إن دبي والدوحة أصبحتا نقاط جذب سياحي وسياحة المؤتمرات، بينما صارت بيروت وشرم الشيخ والقاهرة نقاط جذب رئيسية على خارطة السياحة العربية، مضيفا أن "هذه العناصر من وإلى الوطن العربي والنقل إلى الشرق من جهة واوروبا من جهة اخرى تسهم في تعزيز وضع الشركات العربية".
تجدر الإشارة إلى أن المنطقة العربية هي أعلى منطقة نمو سياحي في العالم، حيث سجّلت بين العامين 2000 و2003 معدل نمو سياحي بلغ 9 في المئة سنويا. وكان الاتحاد العربي للنقل الجوي قد عقد جمعيته العمومية في 4 و5 تشرين الأول الجاري في الأردن، كان المحور الرئيسي على مستوى العمل يتعلق بمستقبل التوزيع وخدماته، أي كل ما له علاقة ببيع المقعد على الطائرة إلى المستهلك. وتبنى أعضاء الاتحاد خطة عمل في هذا الإطار، علما أن عددهم أصبح 23 بعد انضمام شركات "الاتحاد" و"العربية" و"الأردنية للطيران". وللخطة محاور عدة هي: 1- التفاوض مع نظم التوزيع الشامل، وبعضها يخدم شركات الطيران ضمن استضافة نظم الحجز، لتحديد كيفية العلاقة المستقبلية مع شركات الطيران العربية. 2- ضمان إيجاد مواقع للحجز على الانترنت لدى كل أعضاء الاتحاد. 3- تأمين تقنية إصدار تذاكر إلكترونية لدى أعضاء الإتحاد بحلول نهاية العام 2007 بهدف الاستبدال التام للتذاكر الورقية.4- تزويد المطارات العربية بأكشاك الخدمة الذاتية. 5- إعادة النظر في عملية التسعير بشكل يأخذ في الحسبان التغيرات التي أصبحت تحكم سلوك المستهلك، والبيئة التنافسية الشديدة التي وصلت إليها الانترنت، التي باتت توفر الخدمة خلال 10 دقائق بدلا من أيام للذهاب إلى وكلاء السفر والشركات. وهذا خلق بيئة تنافسية شديدة تضطر الشركة معها لإعادة النظر بالأسعار.(البوابة)