شهد سوق الأسهم الكويتي قدرا كبيرا من التقلبات في الآونة الأخيرة. حيث يظهر تحليلنا للعوائد سوق الأسهم اليومية أن التقلبات قد زادت في الشهور الأخيرة بفضل عمليات البيع المحمومة , ونتيجة للاضطرابات المالية العالمية والتوجهات السلبية العامة في السوق .
يتراوح إغلاق مؤشر جلوبل العام (GGI) لسوق الكويت يوميا في حدود " 1-2.5 في المائة نسبة تقلب" كما أن "التقلبات الأكثر من 2.5 في المائة" قد ارتفعت بمعدل 61.1 في المائة من إجمالي الملاحظات خلال الفترة ما بين سبتمبر 2008 – نوفمبر 2008 مقابل 41.7 في المائة خلال الفترة ما بين يونيو من العام 2008 – أغسطس من العام 2008 .
توضح هذه المقارنة أن الملاحظات في فئة "التقلبات الأكثر من 2.5 في المائة" قد ارتفعت إلى 45.0 في المائة من إجمالي الملاحظات خلال شهر أكتوبر من العام 2008 مقابل 0 في المائة في يونيو 2008. وعلى الرغم من أن التقلبات التاريخية كانت منخفضة للغاية نسبيا من العام 2004 إلى العام 2007، إلا أن حوالي 70 في المائة من إجمالي الملاحظات للتغيرات اليومية في مؤشر جلوبل العام قد انخفضت لتصل إلى معدل " تقلبات بين 0 – 1 في المائة" .
مؤشر التقلب فيكس ( VIX ) مقابل مؤشر جلوبل العام
للقراء الجدد على مصطلح مؤشر VIX لقياس التقلب، دعونا نوضح الأمر. مؤشر فيكس ( VIX) أو مؤشر تقلبات سوق شيكاغو للخيارات يعكس تقديرات السوق للتقلبات المستقبلية، تأسيسا على المتوسط الوزني للتقلبات الضمنية لنطاق واسع من الانخفاضات. ويستخدم تاريخ انتهاء أول وثاني يوم من الشهر حتى ثمانية أيام من الانتهاء ، ثم يتم استخدام اليوم الثاني والثالث.
وتعنى قراءة 11 على مؤشر VIX تقريبا ، أن المتداولون لا يتوقعون لسوق الأسهم أن يتحرك أكثر من 11 في المائة في أي من الاتجاهين خلال 12 شهرا القادمة. ويمكن أن يعزى ارتفاع التقلبات إما إلى هبوط السوق لأدنى مستوياته أو لأسباب أخرى. ودعونا نحاول أن نفهم التحركات الأخيرة في مؤشر جلوبل العام في سياق تحركات مؤشر فيكس VIX .
معدلات الارتفاع التاريخية في نسب تقلبات مؤشر جلوبل العام
لنستطيع الإجابة على ذلك دعونا نحاول أن نأخذ نظرة سريعة على تاريخ الخمسة عشر عاما الماضية لنشاط سوق الأوراق المالية الكويتي. فقد ارتفع مؤشر VIX بالغا 43.74 في شهر سبتمبر 98 وهو ما سبق تراجع مؤشر جلوبل العام لأدنى مستوياته عند 63.64 نقطة في شهر يناير 99 وارتفاعه التالي، الذي استمر حتى شهر أكتوبر 2001 .
وقد ارتفع مؤشر VIX مرة أخرى في شهر سبتمبر 2001 ، بالغا 42.66 نقطة، وهو ما سبق تراجع مؤشر جلوبل العام بالغا 78.78 نقطة في شهر أكتوبر قبل أن يشهد المؤشر اتجاهه التصاعدي حتى شهر فبراير من العام 2008 (باستثناء التصحيح الذي شهده في العام 2006 وذلك نتيجة لارتفاع مستويات تقييمات الأسهم.
وعلى الصعيد العالمي ، ارتفعت حدة التقلبات خلال أزمة أسواق الأسهم الأمريكية في العام 1987 ، تبعها أزمة صندوق لتحوط في العام 1988 المعروف باسم "إدارة الأموال في الأجل الطويل" أو (LTCM) وكذلك خلال الأزمة الآسيوية في أواخر العام 1997 ، وأيضا هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة وهو ما يشير إلى أن التقلبات في أسواق الأسهم ترتفع عقب حدوث تقلبات كبيرة في العالم.
يمكن اعتبار الارتفاع في مؤشر (VIX) هو مؤشر قائد نحو انخفاض الأسعار في أسواق الأسهم الخاصة. وقد أظهرت المقارنة التي أجريناها بين مؤشري S&P500 و FTSE350 في مواجهة (VIX) بوضوح، أن ارتفاع مؤشر (VIX) من آن لآخر (كما يتضح من الخطوط الزرقاء المنقطة) كان يشير نحو انخفاض الأسعار للمؤشرين المعنيين. والقاعدة التي يمكن استنتاجها من هذا هي أن المستثمرين الذين قامة بشراء الأسهم عند أول مستوى مرتفع من التقلبات، حصلوا على عوائد مرتفعة في الارتفاع التالي لمستويات السوق.
الارتفاع الحالي في مؤشر VIX – يشير إلى مزيد من الهبوط
وقد ارتفع مؤشر VIX في شهر أكتوبر 2008 مسجلا 79.13 نقطة. حيث انخفض مؤشر جلوبل العام من 279.44 نقطة في 24 أكتوبر 2008 بالغا 242.4 نقطة في 28 نوفمبر 2008. وفى ظل دراستنا التاريخية لتحركات مؤشري VIX جلوبل العام ، فإن المستويات المرتفعة للتقلبات في مؤشر جلوبل العام، كما ناقشنا من قبل، في بداية هذه المناقشة والانخفاض الحاد الأخير في نقاط مؤشر جلوبل العام تشير إلى اتجاه واحد فقط هو هبوط سوق الأسهم الكويتي. ومن ثم نستطيع القول "عندما يرتفع مؤشر VIX ، فإنه الوقت المناسب للشراء" هذا بمثابة رهان آمن .
فهل تعد كثرة التقلبات في أسواق الأوراق المالية شيئا سيئا؟ ليس دائما
لقد قمنا بتحليل ارتفاع مؤشر VIX في شهر أكتوبر 2008 كمؤشر قائد لهبوط سوق الأسهم الكويتي وإذا ما أخذنا في اعتبارنا حاليا المحفزات التي قد تؤدى إلى تعافى سوق الأسهم، يمكننا القول أنه بالرغم من أن اقتصاديات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا متضمنة الكويت أصبحت مقترنة إلى حد بعيد بالاقتصاديات العالمية ، فقد لا تنمو هذه الأسواق كما كان الحال سابقا، إلا أنه لن يكون هناك نموا سلبيا متوقعا بالتأكيد .
وعلى الرغم من هبوط أسعار النفط بمعدل كبير في الآونة الأخيرة ، إلا أنه من المتوقع أن تتعافى مرة أخرى. وهو ما يدعمه حقيقة أن العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي NYMEX المستقبلية تتداول عند هامش ربح إيجابي قياسي بلغ 13.39 دولار أمريكي للبرميل (حيث تتداول عقود يناير 2010 عند مستوى 65.5 دولار أمريكي للبرميل مقابل عقود يناير 2009 والتي تتداول عند مستوى 52.11 دولار أمريكي للبرميل .
ولذلك، نأخذ في اعتبارنا هذا الارتفاع في التقلبات بصورة إيجابية ونحث المستثمرين على إعطاء الاهتمام لمؤشرات الهبوط في سوق الأسهم الكويتي. ويعد هذا الوقت مناسبا لجني مكاسب انخفاض التقييمات. ولهذا اصطياد السمك في المياه العكرة .
© 2008 تقرير مينا(www.menareport.com)