قال محللون ماليون "إن سوق الأسهم السعودية تمر بحالة إيجابية مدعومة بعوامل نفسية للمستثمرين، دفعت البعض إلى ضخ مزيد من السيولة للاستفادة من أرباح السوق الحالية"، متوقعين بقاء المسار التصاعدي للسوق في حال غلبة العوامل الإيجابية المحيطة بالتعاملات على السلبية منها.
وأكدوا أن السوق في حالة ترقب حاليًا لاتجاهات أسعار النفط بعد اتفاق "أوبك" الأخير واجتماع المنتجين المستقلين أمس، إضافة إلى ترقبهم نتائج اجتماع "الفيدرالي الأمريكي" هذا الأسبوع، إضافة إلى العوامل الاقتصادية المحلية وترقب الموزانة العامة للدول التي ستمكن السوق من تحديد مسار واضح لتعاملاتها خلال الفترة المقبلة.
وأوضح حسين الرقيب، المحلل المالي أن أسعار النفط أسهمت في إضافة حالة من الاطمئنان لدى المستثمرين، وتأكد ذلك في تداولات السوق خلال جلسات بداية الأسبوع قبل أن يتراجع هامشيًا خلال الجلستين الأخيرتين، حيث انتهى الأسبوع الماضي محققًا ربحا بنحو 24 نقطة، وارتفعت السيولة مرة أخرى بعدما تراجعت في الأسبوع السابق.
وأكد أن السوق تمر بمرحلة إيجابية معتمدة على الحالة النفسية الصاعدة للمستثمرين، وذلك تزامنًا مع ضخ مزيد من السيولة من قِبل الراغبين في تحقيق مزيد من الأرباح.
ويرى الرقيب أن هذه الارتفاعات المتوالية منذ قرابة شهر ونصف تجاوزت 31 في المئة، إلا أن هذا مؤشر غير صحي للسوق التي لم تصحح نفسها خلال الفترة الماضية إلا أيامًا معدودة وبتراجعات بسيطة، وهذا يثير القلق ويجعل السوق أكثر مخاطرة ولذا يبتعد المستثمرون المحترفون عن التداول خلال هذه الفترة.
ويعتقد أن القيمة العادلة للمؤشر في حدود 6500 نقطة، حيث كانت بعض التوقعات تشير إلى تراجع السوق بعدما لامست 6800 نقطة، إلا أن الأخبار الإيجابية حول اتفاق "أوبك" بتخفيض الإنتاج أسهمت بشكل كبير في دعم المؤشر في الوصول إلى هذه المستويات، مع العلم أن عمليات البيع للمستثمر المؤسسي بدأت منذ أن تجاوز المؤشر 6500 نقطة.
وأضاف "في المقابل ارتفعت عمليات الشراء للمستثمرين الأفراد، ومن المتوقع أنه مع أي ضغوط سلبية أن تتراجع السوق بشكل حاد، ولا سيما أن عمليات التداول اليومية للأفراد بلغت نسبتها 82 في المئة، بينما الاستثمار المؤسسي 18 في المئة، من حجم التداول، حيث تدلل هذه النسب على القرارات الفردية التي تسهم بشكل واضح في صنع تذبذبات حادة جدًا، لافتقارها الدراسات التحليلية واعتمادها غالبًا على الإشاعات والتوصيات الوهمية".
بدوره قال الدكتور فهمي محمد صبحه، الرئيس التنفيذي للاتجاه المبدع للاستشارات "إن إغلاق المؤشر العام للسوق عند 7118 يعتبر أمرًا جيدًا في الظروف العادية وله هدف واضح متمثل في استهداف مستوى 7555 نقطة"، مضيفًا أن "أي إغلاق أسبوعي خلال الفترة المقبلة تحت 6805 يعتبر اتجاهًا سلبيًا في طريقه لقيعان غير متوقعة للبعض".
وأشار إلى أن السوق تتأثر كغيرها من الأسواق المالية العربية والخليجية التي عادة ما تستجيب للمؤثرات السلبية، وتتمثل أهم العوامل المؤثرة خلال الفترة المقبلة في المؤشرات الاقتصادية للمملكة لعام 2016 كالميزانية العامة للعام 2017، وحجم العجز الفعلي المتوقع.
وأبان أن ذلك بخلاف عوامل خارجية أخرى تؤثر في المدى القصير، منها أسعار النفط باعتبار أن المملكة ما زالت تعتمد بشكل مباشر في إيراداتها على القطاع النفطي حيث إن قطاع البتروكيماويات يمثل القطاع الأكبر وله نصيب الأسد في السوق. وأفاد أن السوق تتأثر بشكل مباشر بتذبذب أسعار النفط العالمية خلال الفترة المقبلة وهو من العوامل الثابتة المؤثرة في السوق ارتفاعاً وانخفاضا حاضرا ومستقبلا، كما أن السوق مقبلة على نهاية الربع الرابع وكثير من الشركات تأثر أداؤها بشكل سلبي خلال العام، الأمر الذي سيؤثر في توزيعاتها وزيادة حجم خسائرها.
وتابع صبحه أنه "بشكل عام يبقى عامل زيادة الإنفاق الحكومي هو الفيصل بشأن الفترة المستقبلية خاصة منها مؤشر التضخم كزيادة في الأسعار ما سيؤثر بشكل مباشر في نتائج الناتج القومي للمملكة وفي نتائج السوق خلال الفترة المقبلة".
بدوره قال حميد العنزي، المحلل المالي، "إن هناك قطاعات سيظهر تأثيرها بشكل واضح خلال الفترة المقبلة على رأسها قطاع البتروكيماويات الذي بدأ يتحسن بشكل مستمر ويتوقع أن يحقق أرباحا، الأمر الذي ينعكس إيجابا على السوق ويدعمها".
وأكد أنه من المتوقع أن تحافظ السوق على مكاسبها مع احتمال تراجع طفيف، ما لم تطرأ عوامل داخلية وخارجية مؤثرة بشكل قوي، لافتا إلى أن المتعاملين في السوق سيترقبون خلال الفترة المقبلة النتائج السنوية للشركات، كما أن السوق ستترقب تطورات أسعار النفط خلال الأسبوع الحالي، بعد اجتماع المنتجين من خارج "أوبك".
اقرأ أيضًا:
توقعات بارتفاع سوق الأسهم السعودية
الأسهم السعودية تخالف الأسواق العالمية مرتفعة
سوق الاسهم السعودية غير جاهزة لدخول المستثمربن الأجانب قبل 2017
الأسهم السعودية تفتتح الإسبوع بالأحمر متجهة لأدنى مستوى منذ فبراير الماضي