حققت أسعار برنت في تداولات يوم أمس الثلاثاء فقزة جيدة قدرت بدولار، بعد نجاح منطقة اليورو في تجنب الركود، فيما لم يشمل هذا الارتفاع الخام الأمريكي بل انخفض، في حين عاودت أسعار الذهب ارتفاعها.
النفط
ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت دولاراً أمس الثلاثاء بعد أن أفلتت منطقة اليورو بصعوبة من براثن الركود وبعد أن رفعت بيانات أفضل من المتوقع للناتج المحلي الإجمالي الألماني في الربع الأول من العام الآمال بأن تقود ألمانيا مسيرة الخروج من أزمة الديون الأوروبية.
لكن الخام الأمريكي هبط بعد اخفاق محادثات بعد أن قالت اليونان إنها ستجري انتخابات جديدة بعد اخفاق الزعماء السياسيين في التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة ائتلافية. وارتفع برنت إلى 112,57 دولار وسجل ذروة 112,67 دولار قبل أن يتراجع قليلاً إلى 112,13 دولار.
وهبط الخام الأمريكي 22 سنتا إلى 94,56 دولار للبرميل وكان قد تراجع يوم الاثنين إلى 93,65 دولار وهو أدنى مستوى منذ 19 كانون الأول. ولم يحقق اقتصاد منطقة اليورو نمواً حسبما ذكر مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي يوروستات اليوم مما فاجأ المتعاملين الذين كانوا يتوقعون بيانات تشير إلى حدوث ركود.
وارتفع الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا في الربع الأول 0,5% متجاوزاً التوقعات بكثير مما دفع اليورو للارتفاع فوق أدنى مستوى في أربعة أشهر الأمر الذي طمأن مؤقتاً المتعاملين بشأن الطلب الأوروبي على النفط.
المعادن النفيسة
عاودت أسعار الذهب ارتفاعها فوق 1.560 دولارا للأوقية (الأونصة) في أوروبا أمس بعد قراءة ايجابية للنمو الألماني مما عزز اليورو مقابل الدولار في حين أقبل المشترون للاستفادة من تراجع المعدن لأدنى مستوياته في أربعة أشهر ونصف. ومع ذلك، يظل الذهب معرضا لمزيد من الخسائر مع استمرار المخاوف الكامنة بشأن مستقبل منطقة اليورو مما يبقي العملة الموحدة تحت ضغط.
وارتفع السعر الفوري للذهب 0,1% إلى 1.557,8 دولار للأوقية في حين تراجعت عقود الذهب الأمريكية تسليم يونيو حزيران 3,5 دولار للأوقية إلى 1.557,5 دولار. وفي وقت سابق سجل الذهب أدنى سعر له منذ 30 كانون الأول عندما بلغ 1.547,99 دولار للأوقية ومازال المعدن النفيس منخفضاً أكثر من ستة بالمئة منذ مطلع مايو أيار ليتجه صوب أسوأ أداء شهري له منذ الخسائر الحادة التي مني بها في كانون أول في ظل حديث بأن اليونان قد تخرج من منطقة اليورو مما يثير مخاوف المستثمرين.
ويشار إلى أن سعر الذهب تحدد في جلسة القطع المسائية في لندن امس عند 1.556,5 دولار للأوقية (الأونصة) انخفاضاً من 1.559 دولارا في جلسة القطع السابقة، علماً بأن سعر الذهب كان بلغ عند الإغلاق السابق في نيويورك 1.556,65 دولار للأوقية.
وارتفعت الفضة في المعاملات الأوروبية 0,5% إلى 28,26 دولار للأوقية بعد أن تراجعت لأدنى سعر منذ الثالث من يناير كانون الثاني عندما سجلت في وقت سابق 27,93 دولار. وارتفع سعر البلاتين 1% إلى 1.446,69 دولار للأوقية في حين تقدم البلاديوم 2,1% مسجلاً 599,2 دولار.
العملات الرئيسية
استقر اليورو فوق أدنى مستوى في أربعة أشهر امس بعد أن فاق النمو الاقصادي الألماني التوقعات لكن المكاسب قد تكون وجيزة في ظل المخاوف التي تؤججها الأزمة السياسية في اليونان من أن تتراجع أثينا عن تعهدات برنامج الإنقاذ وأن تخرج من منطقة العملة الموحدة.
وشهدت ألمانيا نمواً اقتصادياً قوياً في الربع الأول من العام بلغ 0,5% مما بدد المخاوف من حدوث ركود. لكن مسحاً لثقة المحللين والمستثمرين الألمان أظهر تراجعاً حاداً في مايو أيار في حين استقر الناتج المحلي الإجمالي لفرنسا وشهدت ايطاليا انكماشاً حاداً.
وارتفع اليورو 0,2% إلى 1.284,5 دولار ليتجاوز أدنى مستوى في أربعة أشهر 1.281,4 دولار الذي سجله في وقت سابق من اليوم. وحام مؤشر الدولار قرب أعلى مستوى في أربعة أشهر 80.739 بعد أن ارتفع ارتفاعا قويا في الجلسات القليلة الماضي مدعوما بالإقبال على العملة كملاذ آمن.
واستقر الدولار دون تغيير يذكر عند 79,88 ين متجاوزاً أدنى مستوى في شهرين ونصف الشهر 79.428 ين الذي سجله الأسبوع الماضي. ولامس الدولار الأسترالي أقل سعر في خمسة أشهر 0,9945 دولار أمريكي بعد أن أظهرت وقائع أحدث اجتماع لبنك الاحتياطي الأسترالي (البنك المركزي) أن مخاوف من تباطؤ النمو والتضخم كانت السبب وراء قراره غير المتوقع خفض سعر الفائدة 50 نقطة أساس في أيار.
وعوضت العملة خسائرها لتسجيل 0,9986 دولار بزيادة 0,3% عن الإغلاق السابق.
أسواق المال العالمية
غلقت الأسهم الأوروبية امس عند أدنى مستوى منذ بداية 2012، وفق بيانات غير نهائية تحت ضغط هبوط جديد لأسهم بنوك منطقة اليورو بعد انهيار محاولات لتشكيل حكومة ائتلافية في اليونان. وأنهى مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى معاملات اليوم منخفضا 0,7% عند 996,85 نقطة متراجعا عن مستوى ألف نقطة للمرة الأولى منذ 29 كانون الأول.
وكان المؤشر سجل في وقت سابق أدنى مستوى خلال الجلسة عند 993,05 نقطة. وقال بازل بترايدز من هارتمان كابيتال: «هناك اتجاه نزولي وتذبذب في نطاق ضيق بالسوق في الوقت الحالي يتم تجنيب كم كبير من الأموال. الناس لا يعرفون فعلا أين يضعون أموالهم.»
وتصدر مؤشر اسهم بنوك منطقة اليورو الخاسرين حيث تراجع 3,7% وهبط سهم كريدي اجريكول الفرنسي سبعة بالمئة ليصبح أكبر الخاسرين.
وتراجع مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0,6% وكاك 40 الفرنسي 0,7% وداكس الألماني 0,9%.
فيما فتحت الأسهم الأمريكية دون تغير يذكر أمس لتمحو مكاسب قوية سجلتها في تعاملات ما قبل الجلسة الرسمية بعد أنباء بأن اليونان ستجري انتخابات جديدة وهو ما يضع برنامج إنقاذ البلد المثقل بالديون في خطر جديد. وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى 2,42 نقطة أو 0,02% إلى 12.692,93 نقطة.
وانخفض مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 0,02 نقطة إلى 1.338,33 نقطة. وارتفع مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 5,89 نقطة أو 0,2% إلى 2.908,47 نقطة. في حين تراجع مؤشر نيكي للأسهم اليابانية 0,8% إلى أدنى مستوى إغلاق في ثلاثة أشهر ونصف اليوم الثلاثاء تحت وطأة الأداء الضعيف لأسهم شركات التصدير ذات الانكشاف على أوروبا في ظل صعوبات تشكيل حكومة ائتلافية في اليونان مما أثار المخاوف من أنها قد تغادر منطقة اليورو.
وأغلق مؤشر نيكي القياسي منخفضا 73,10 نقطة عند 8.900,74 نقطة لينزل عن مستوى الدعم قرب 8945 نقطة. وفقد مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1,2% مسجلا 747,40 نقطة مسجلاً أدنى مستوى إقفال في أربعة أشهر.