مفاصل دعم رغيف الخبز السوري

تاريخ النشر: 06 مايو 2013 - 07:03 GMT
تقدر حاجة الفرد بحوالي 275 غرام من الطحين يومياً
تقدر حاجة الفرد بحوالي 275 غرام من الطحين يومياً

يعتبر محصول القمح من المحاصيل الإستراتيجية في سورية والتي تنال دعم الحكومة من المراحل الأولى لزراعته وصولاً إلى آخر مرحلة وأهمها، ألا وهي صناعة رغيف الخبز، حيث تقدر حاجة الفرد بحوالي 275 غرام من الطحين يومياً، أي ما يعادل 100375 سنوياً، يحول إلى خبز فتكون حاجته 120 كغ من الخبز سنوياً بشكل وسطي.

وتبدأ مسيرة دعم رغيف الخبز بعلاقة الدولة مع المزارع، حيث تقدم له المحروقات بسعر مدعوم، والسماد بتكلفة رأس المال، والقروض والبذار وغيرها من مستلزمات، لحين نضوج المحصول وبدء عملية الاستلام.

وتضمنت خطة "وزارة الزراعة" المتعلقة بدعم المحاصيل الإستراتيجية للعام 2012، منح هامش ربح نسبته 25% على تكاليف الإنتاج الفعلية، وتم تخصيص مبلغ 13 مليار ل.س لدعم محصول القمح، حيث أعلنت أن المساحات المزروعة بالقمح 1.334 مليون هكتار، وتوزعت إلى 629 ألف هكتار للمساحات البعلية، و705 آلاف هكتار للمساحات المروية.

وأطلقت "وزارة الزراعة" هذا العام مكافأة لمن يقوم بتسويق محصوله خارج محافظته‏، إضافة للتعويض عن أجور النقل في حال قام الفلاح بذلك.

وتقوم "المؤسسة العامة للحبوب" باستلام المحاصيل من الفلاحين، وتشتري القمح بسعر عال "22 ل.س/كغ"، بينما سيبلغ تسعير كيلو القمح 36 ل.س/كغ، ثم تتولى عملية نقله وتخزينه في الصوامع "الشركة العامة للصوامع"، وتعقيمه وإلى ما هنالك من إجراءات أخرى.

أما طحن القمح، مهمة "الشركة العامة للمطاحن"، التي تشتري القمح من مؤسسة الحبوب بسعر 26 ل.س/كغ للقمح القاسي و25 ل.س/كغ قمح طري، وتبيعه واصلاً إلى أرض المخبز بسعر 8 ل.س/ كغ، أي أنها تتحمل تكاليف طحنه وتعبئته بالأكياس وإيصاله إلى المخابز الآلية والاحتياطية، علماً أن التكلفة الفعلية لكيلو الطحين تقدر بحوالي 36 ل.س.

وقدرت "الشركة العامة للمطاحن" عجزها لعام 2012 بما يزيد عن 60 مليار ل.س، بينما وصل العجز عام 2011 إلى حوالي 58 مليار، وهذا العجز ناتج عن الفرق بين تكلفة صناعة الطحين، وبين العائدات من سعر المبيع.

ومن المخطط لعام 2013 أن تصل كمية الاستهلاك السنوي من الدقيق إلى "2253899" طن.

أما تحويل الطحين إلى خبز فتقوم به "الشركة العامة للمخابز الآلية ولجنة المخابز الاحتياطية"، حيث بلغت خسائر شركة المخابز في عام 2012 "750" مليون ل.س، بينما قدّر العجز بحوالي 950 مليون ل.س.

وتبلغ تكلفة كيلو الخبز الواحد الفعلية 10،60 ل.س، أما تكلفته المعيارية فتبلغ 12،5 ل.س، وتحتاج صناعة طن الخبز إلى 67،5 ليتر مازوت، حيث تحصل المخابز على ليتر المازوت بسعر 8،5 ل.س/ ليتر، علماً أن سعر ليتر المازوت الرسمي يبلغ 35 ل.س، بينما يباع في السوق السوداء بسعر يصل إلى 65 ل.س وسطياً.

و ينتج عن صناعة الطن الواحد من الدقيق 1205 كيلو خبز، فقد بلغ إنتاج "الشركة العامة للمخابز الآلية" عام 2012 "850" ألف طن خبز، ما يعادل 45% من احتياج سورية.

فيما بلغ إنتاج المخابز الاحتياطية عام 2012 "375 ألف طن" من الخبز، حيث ينتج عن كل 100 كيلو دقيق 115،25 كيلو خبز.

وتعتبر المخابز الاحتياطية رابحة عند مقارنتها بـ"الشركة العامة للمطاحن"، وذلك بسبب طبيعة العمل المختلفة، وعدد العمال والفنيين والإداريين، وما يتبعه من تكاليف تتحملها "شركة المخابز" تؤدي للخسارة.

وفي دراسة للمدير السابق للمخابز الاحتياطية فريد خضور تبين أن كلفة إنتاج الخبز في القطاع الخاص، إنتاجية 8 طن في اليوم الواحد تبلغ 700 ألف ل.س، عدد العمال 8، وهو متبع في المخابز الاحتياطية، أما كلفته في القطاع العام "شركة المخابز" بعدد عمال 45 عاملاً تبلغ 13 مليون ل.س.

وتبلغ حاجة سورية من الدقيق سنوياً حوالي 2مليون و300 ألف طن، بينما لم يتجاوز إنتاجها من القمح عام 2012 "2 مليون طن" في وقت تعمل فيه الحكومة على استيراد القمح من الخارج في السنوات السابقة لسد الاحتياجات المحلية، والاستفادة من فارق السعر بين القمح الطري الذي تستورده سورية بسعر رخيص وبين سعر القمح القاسي الذي تصدره بضعف سعر الطري.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن